مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

    شاهيناز العقباوى* بالقرب من إحدى مدارس الأطفال ومع بداية العام الد …

بائع الكلمات

منذ 3 سنوات

481

0

 

شهيناز

 

شاهيناز العقباوى*

بالقرب من إحدى مدارس الأطفال ومع بداية العام الدراسي، افتُتِح دكان جديد عُلقت عليه لافتة كبيرة تحمل عنوان “بائع الكلمات “.

بعد انتهاء اليوم الدراسي، اقترب الأطفال من الدكان، لاكتشاف ما يُباع به؟ وعندما دخلوا لم يجدوا شيئًا على الأرفف، سوى صندوق صغير وضِع على منضدة وسط الدكان، يجلس بجوارها رجل عجوز يبدو أنه صاحبه.

نظر الأطفال في الصندوق، فإذا به عدد كبير من الأوراق.

تقدم أحد الطلبة من صاحب الدكان وسأله: “سيدي ماذا تبيع؟”.

فأجابه: أبيع الكلمات.

فرد عليه، وماذا تعني ببيع الكلمات؟

قال له: داخل الصندوق يوجد أوراق، مكتوب عليها صفات سحرية، كل من يسحب ورقة تحمل صفته الحسنة  التي يشتهر بها بين الناس، كما أن هناك أوراقًا أخرى تحمل صفات سيئة، من الممكن أن تُسحب أيضًا.

نظر الأطفال داخل الصندوق مرة أخرى، للتأكد من كلام صاحب الدكان، وانصرفوا خارجين.

انتشر خبر بائع الكلمات بين الطلبة، لكن لم يفكر أحد منهم في أن يجرب ويسحب ورقة.

لم تستمر مقاطعتهم لصندوق الكلمات كثيرًا، وفي أحد الأيام وبعد انتهاء اليوم الدراسي، اقترب عدد من الأطفال ودخلوا دكان “بائع الكلمات”، وطلبوا منه أن يسمح لهم باختيار الأوراق من الصندوق السحري.

بالفعل مد أحد الأطفال يده، وأخرج ورقة.. عندما فتحها وجدها تحمل “حُسن الخلق”، استبشر وجه الطفل، عندما علم أن هذه هي الصفة التي يشتهر بها بين الناس.

تقدم باقي الأطفال، ووضعوا أيديهم في الصندوق، وأخرجوا أوراقًا أخرى ضمت صفات حسنة مثل: “كريم، طيب، ذكي، مقدام، شجاع، صادق”.

سعد الأطفال جدًا بالصفات الجميلة التي حصلوا عليها.

وقبل أن يغادروا، حذرهم بائع الكلمات قائلًا: إنها صفات سحرية، لذا وجب عليكم أن تلتزموا بأن تتحلوا بها ومن يفعل غير ذلك تتبدل إلى عكسها وتصبح صفته بين الناس.

خرج الأطفال من الدكان سعداء وحرصوا على أن يلتزموا بالصفات التي حصلوا عليها من صندوق بائع الكلمات.

بمرور الأيام، ازداد عدد الأطفال الذين اكتسبوا صفات من الصندوق، وانتشر خبر أخلاقهم الحميدة داخل مدينتهم، وحصلوا على الكثير من الجوائز.

ولم يكتف كل طفل داخل المدرسة بأن يحصل على صفة واحدة، بل زاروا بائع الكلمات أكثر من مرة خلال العام.

وعندما جاء آخر يوم فى الدراسة، اقترب عدد من الطلبة من دكان “بائع الكلمات”، ليسددوا له قيمة ما حصلوا عليه من صفات طبقًا للاتفاق الذي كان بينهم، من أن تسديدها سيكون في آخر يوم دراسي.

وعندما دخلوا الدكان لم يجدو البائع ووجدوا صندوق الكلمات، انتظروا كثيرًا لكن البائع لم يأت، اقتربوا جميعًا من الصندوق وقالوا: ربما نحصل على بعض الصفات الجديدة حتى يأتي بائع الكلمات.

بحث الطلبة بين الأوراق الموجودة، فلم يجدوا بينها أي صفة سيئة.. حتى إنهم استخرجوا كل ما في الصندوق فجميعها صفات حسنة، وفي نهاية الصندوق عثروا على مظروف وردي، كُتب عليه (لأصحاب الأخلاق الحميدة).

فتح الأطفال المظروف وقرءوا ما بداخله “صندوق بائع الكلمات لم يكن به أي سحر، بل مجرد صفات، ولأنكم أصحاب أخلاق، تمسك كل منكم بالصفة التي حصل عليها لأنها صفاتكم الحميدة التى لن تتغير أبدًا”.

ترك الأطفال دكان بائع الكلمات، وانصرفوا سعداء لأنهم أدركوا أن الصفات التي حصلوا عليها كانوا يمتلكونها في الأساس.

..ومع بداية عام دراسي جديد، وبجوار مدرسة أخرى في بلدة ثانية، عُلقت لافتة جديدة، كُتب عليها” بائع الكلمات”.

 

*كاتبة قصص أطفال _مصر 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود