الأكثر مشاهدة

 فاطمة الشريف بعد فترة الكومنولث (1649-1660 Commonwealth Period) بقيادة الديكتات …

أدب الاستعادة: جون درايدن (John Dryden) أنموذجاً

منذ 6 أشهر

145

0

 فاطمة الشريف

بعد فترة الكومنولث (1649-1660 Commonwealth Period) بقيادة الديكتاتور أوليفر كرومويل ( Oliver Cromwell)، بدأت فترة الاستعادة الملكية (The Restoration Period) عام 1660 بعودة الملك تشارلز الثاني، والأساقفة  الأرثوذكس إلى البرلمان، حيث تميزت هذه الفترة بالتوسع في التجارة الاستعمارية، والحروب الأنجلو هولندية، وإحياء الدراما والأدب حتى عهد جيمس الثاني (1685-1688).

أبرز الآثار الثقافية لفترة الاستعادة خلال الفترة من 1685إلى 1700 في الدراما والأدب:

إعجاب الملك تشارلز الثاني بالترفيه والأساليب المسرحية الفرنسية عند وصوله إلى لندن، الأمر الذي شجّع الكتّاب على إحياء تلك الفنون بروح وذوق وفكر فرنسي، كما شهد النصف الأخير من القرن السابع عشر إحساسًا متجددًا بالفكاهة، بالإضافة إلى ظهور ممثلات محترفات لأول مرة في تاريخ المسرح، وجسّدت النصوص والعروض المسرحية الطبقة الأرستقراطية ومظاهر التحرر والفساد لديهم، وظهرت خلال هذا الفترة استخدام التكنولوجيا من الناحية الهيكلية والمرئية، ومن الاتجاهات الشائعة في هذا العصر إعادة المسرحيات القديمة ( أعمال شكسبير) من خلال تحويلها إلى عروض أوبرا غنائية مصحوبة بالرقص والمؤثرات الأخرى.

سيطرت الروح النقدية على أدب العصر بدلاً من الروح الخيالية للعصر الإليزابيثي. وكان الفكر والعقل القوى الدافعة والموجهة للأعمال الأدبية، فظهر العلماء والفلاسفة والمفكرين أمثال نيوتن وفرانسس بيكن ومارتن لوثر، وعُرف فترة الاستعادة باسم عصر درايدن (John Dryden)، وكُتبت الكتيبات بوفرة عن الحياة الاجتماعية والسياسية، وظهور كتّاب اليوميات والمذكرات أمثال صموئيل بيبس (Samuel Pepys)، كما شهد النثر نموًا قوياً حيث أصبح الوسيلة الشهيرة للتعبير عن أحداث الحياة اليومية، و أصبح الشعر وسيلة للنقاش والجدل والهجاء السياسي. 

ومن أبرز النشطاء المسرحيين والأدباء فترة الاستعادة (The Restoration Period):

  • ويليام دافينانت (William Davenant) الكاتب والشاعر والمسرحي، الذي أسس مسرح الدوق(Duke of York)، وتصدر حركة إعادة إنتاج أعمال العصر الإليزابيثي (Hamlet – Macbeth -The Tempest) مع مجموعة من رجال السياسة، مفضلا الفصل بين المأساة البطولية والكوميديا المليئة بالتلميحات الجنسية (كوميديا الأخلاق).
  • توماس كيليجرو (Thomas Killigrew)، الذي أسس شركة إنشاء للمسرح بمعاونة السير كريستوفر ورين (Sir Christopher Wren) حيث رسم الأخير إطارًا معماريًا جديدًا للمسرح الملكي الثاني، و لا يزال هذا المسرح موجودًا في مدينة وستمنستر(Westminster)، ويعد أقدم مسرح في لندن لا يزال قيد الاستخدام، وشهدت لندن عدد من المسارح، بالإضافة إلى التقدم في آلات المسرح.
  • جريمي كوليير(Jeremy Collier) الذي كان يرى ضرورة القضاء على المسرح لعدة أسباب أهمها: المادة المسرحية الفاسدة التي تحتوي إشارات متكررة إلى الكتاب المقدس أو الشخصيات التوراتية بالافتراء والكذب، والشتائم الموجهة إلى رجال الدين، إضافة إلى مظاهر الفجور والألفاظ النابية التي حواها المسرح آنذاك.
  • كتب كل من بنيان وملتون أعظم أعمالهم في هذه الفترة ( John Milton and John Bunyan )
  • من أشهر كتّاب العصر وليام كونجريف (William Congreve)، وصموئيل بتلر (Samuel Butler) أفرا بيهن (Aphra Behn)، وجون بنيان (John Bunyan)، وجون لوك(John Locke).
  • كان صموئيل بيبس (Samuel Pepys ) مديرًا بحريًا بريطانيًا، كتب مذكرات دقيقة علمية وصفية عن الطاعون الذي انتشر في لندن (The plague year 1665-1666).
  • الشاعر جون درايدن (John Dryden) وقصائده البطولية الناضجة والممزوجة بالتلميحات الكلاسيكية والعلمية من أبرز من كتب في هذه الفترة، ومن أشهر قصائده ( Astraea Redux) المؤلفة من أكثر من 300 سطراً، بمناسبة تتويج الملك تشارلز الثاني في عام 1661، وقصيدة (Annus Mirabilis) لتكريم الملكية وتقويتها والاحتفاء بالملك بهالة من الجلالة والديمومة، وقد تم تعيينه شاعرًا للحائز على جائزة انجلترا، مما يعني أنه تم تعيينه رسميًا من قبل الملك؛ لكتابة القصائد في الاحتفاء أو إحياء المناسبات الوطنية، وبالإضافة إلى قصائده الوطنية، له قصائد ساخرة، وتحتوي قصيدته (Absalom and  Achitophel1681) الأكثر شهرة على العديد من اللوحات الساخرة، ويعتبر جون درايدن “أب النقد الإنجليزي”، كما كتب 30 مأساة وكوميديا وأوبرا درامية، ومن أشهر مسرحياته: (Marriage à la Mode (1673)، ومسرحية (All For Love (1678 )، واشتهر بكونه كاتبًا ساخرًا، له قصتين هجائيتين:(Mac Flecknoe -1682) و( The Medall -1682)، ومن مؤلفاته الدينية (The Hind and the Panther (1687)، كما أمضى سنواته الأخيرة في العمل على الترجمات الأدبية إلى اللغة الإنجليزية من الشعر اليوناني واللاتيني القديم، وأهمها أعمال فيرجيل (Virgil ) في عام 1697.

ختاماً:

لقد أثرى وأحيا أدب هذا العصر العديد من الكتّاب والشعراء، ويعد درايدن من أهمهم الذين أثروا الأدب الإنجليزي بالمسرح والشعر والنقد والترجمة، وله فلسفة متفردة في الشعر فهو يرى أن مهمة الشاعر هي “التقليد الجيد” الذي يؤثر على الروح، ويثير المشاعر عبر أسلوب التساؤل والتعجب، فهو يرى أن التقليد المجرد مرفوض، وعلى الشاعر أن يعزز شعره بكل فنون وزخارف الشعر المتعارف عليها.

المصدر: المكتبة الإنجليزية ومقالات جامعية

التعليقات

اترك تعليقاً

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود