الأكثر مشاهدة

*لا أنكر مكانة وانتشار الشعر العامي  * أنا مع تطوير اللغة العربية  *وفاة أختي مؤ …

الشاعرة لينا الفيصل: الحزن بوصلة الإبداع والشعر العربي في تجدد و تجديد

منذ سنة واحدة

684

0

*لا أنكر مكانة وانتشار الشعر العامي 

* أنا مع تطوير اللغة العربية 

*وفاة أختي مؤخرًا أثر في شعري

*المجتمع الذكوري جعل الشاعرة دون مكانتها

حوار_محمد عسيري 

من دمشق العروبة جاءت متدثرةً بالمجد القديم والتاريخ التليد لتثبت للجميع أنه لايزال للشعر العربي من يعلي شأنه ويحمل رايته سألتها عن دمشق فأنشدت شعراً حلواً يليق بأحلى المدائن  دافعت عن العربية والشعر الفصيح و اعترفت بطغيان الحزن في شعرها وبررت ذلك تكلمت عن قيود المجتمع على المرأة وقالت الكثير في ثنايا هذا الحوار. 

لينا فيصل المفلح 

شاعرة وكاتبة من سورية تسكن دمشق 

تعمل مدرسة لغة عربية 

لها منشورات في الدوريات الثقافية المحلية والعربية 

لديها ديوان شعري مطبوع حائز على الجائزة الأولى في الإبداع الشعري صادرة عن دار سين للنشر والتوزيع

بعنوان نوايا زرقاء وديوان شعري قيد الطباعة بعنوان خارطة إلى قمر عينيك 

حائزة على الجائزة الثانية في مسابقة الصراط الثقافي للمديح النبوي، وعدة جوائز في القصة والشعر الصادرة عن نقابة المعلمين في دمشق.

-هل انتِ مع دعاة تطوير اللغة العربية أم مع بقاءها بشكلها الحالي ؟

اللغة العربية فيها من المرونة ما يجعلها تواكب العصر لكنني طبعاً مع التطوير والتحديث وأظن أن ذلك يضمن لها الاستمرارية و منافسة اللغات الأخرى التي بدت تطفو على السطح.

-دائماً ما يشتكي الشعراء الشباب من مشاكل النشر، ماهي تجربتك في هذا الشأن وماهي نصيحتك للشعراء الباحثين عن النشر والانتشار ؟

النشر وسيلة الشاعر إلى الانتشار؛ ولكن ليس مقياساً يتم من خلاله تقييم تجربة الشاعر والشاعر الجيد يسعى كل صحفي لينشر قصائده وتجربته الشعرية، تجربتي في النشر بدأت محلياً حيث كنت أنشر في المجلات الثقافية في بلدي سورية وذلك بناء على طلب محرر الصفحات الثقافية في كالمجلة، والذي يكون مطلعاً على التجارب الشابة من خلال النشاطات والفعاليات الثقافية ومن ثم امتدت عربياً حيث نشرت في المجلات العربية في السعودية والإمارات والأردن وعمان، وهذا طبعاً ساهم في انتشاري، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي قربت المسافات وساهمت في سرعة الانتشار.

* أطرق المختلف والمستحدث والجديد

-يقول ابو نواس عليك أن تحفظ ١٠٠٠ بيت ثم تنساها ثم أكتب الشعر، هذه النصيحة كانت لأجل أن لا يتأثر الشاعر بأسلوب غيره، برأيك هل من الضروري أن يتميز الشاعر بأسلوبٍ خاص به، أم أن التقليد في نظرك مباح ولا بأس به ؟

من وجهة نظري ومن وجهة نظر كل النقاد يجب على الشاعر أن يتميز ببصمته الخاصة وأسلوبه الخاص وإلا لن يترك أثراً ولذلك أنا ضد التقليد، ومن خلال شعري كنت أحرص دائماً على طرق المختلف والمستحدث و الجديد من المعاني وابتكار الصور الجديدة.

-يبدو أن جمهور الشعر الفصيح في تناقص بينما يزيد جمهور الشعر العامي .. برأيك لماذا ؟

لكل نوع من الشعر جمهوره الذي يصفق له ويطرب له وبوصف الشعر العامي هو الأقرب من حيث سهولته وقربه من العامة ومن جلساتهم نجده أكثر انتشارا ونلاحظ ازدياد جمهوره، لكن في المقابل هناك جمهور مختلف يطرب للشعر الفصيح أكثر ويتغنى به ولا يمكننا إنكار وجود الآخر فللشعر الفصيح أهميته ووجوده ومواقعه كما للشعر العامي في المقابل أهميته.

 

* لا للخلط بين الفصحى والعامية 

– البعض يقول أن على شعراء الفصيح أن ينزلوا من عليائهم وينظموا شعراً مختلطاً بين الفصحى والعامية ليقتربوا من الجمهور ويأثروا فيه، خصوصاً وأن الالفاظ العامية في مجملها كلمات أصلها فصيح، هل توافقين ؟

طبعاً لا أتفق ولا أوافق على الخلط بين العامية والفصحى إلا بما يخدم الفكرة بشكل كبير ونحن نسعى أن تزول العامية وتصبح الفصحى هي السائدة وليس العكس ويقع على عاتقنا واجب نشر الفصحى وليس طمسها. 

-بصفتك معلمة لغة عربية ألا ترين أن اهتمام العرب بلغتهم مبالغٌ فيه، وأنه من الخطأ فرضها على طلبة المدارس بشكلٍ مكثف وعلى حساب لغات أخرى قد تمنح التلاميذ مستقبلاً أفضل كالإنجليزية والصينية ؟

اللغة العربية هي أم اللغات وهي عنوان هويتنا وحضارتنا، ولا يمكن في اي حال من الأحوال أن يتخلى العربيّ عن لغته العربية التي هي لغة أجداده ولا يمكنه أن ينسلخ من عروبته أما بالنسبة للغات الأخرى كالإنجليزية مثلا والفرنسية فهي لغات تقوم مدارسنا بتدريسها ولا يعني ذلك إلغاء اللغة العربية على العكس فقد اتخذت سورية خطوة رائدة في تعريبها للعلوم والطب وغيرها من الدراسات التي كانت تدرس بالإنجليزية حصراً.

*وفاة أختي مؤخرًا أثر في شعري

– يُقال أن التجارب في الحياة دائماً ما تصبغ نتاج الشاعر وتوجهه ماهي التجربة الأبرز التي أثرت في شعرك ؟

نعم صحيح تجارب الحياة تؤثر تأثيراً كبيراً على نتاج الشاعر وتظهر في شعره وقد مرت بي تجارب كثيرة تأثرت بها وانعكست في قصائدي لعل أبرزها الأزمة في بلدي سورية والحرب وآخرها وفاة أختي رحمها الله.

-سلام من صبا بردى أرق

ودمعٌ لا يكفكف يا دمشق

صفي لنا دمشق اليوم – شعراً – ؟

إلى عينيك أم بردى أحنُّ  

  وتعبرني الظنون ولا أظن 

ويلبسني الحنين رداء شوق

 ويخلعني على الأبواب حزن      

يصلّي القلب في الأموي عني 

  ويعرج كلما جرحي يئن  

لك الدنيا وروحي فامنحيني

   إلى لقياكِ درباً لا تضن

ولو سأل الزمان فأخبريه

حكايا المجد والتاريخ نحن

إلى عينيك يحملني ارتحالي

 وفوق ثراك أضلاعي تكّن 

و أتلو الشوقَ آياتٍ وأسهو

  وأسجدُ في غرامك أطمئن 

ويبصرُ بعد ان  أعشى طريقي

وصُمتْ في دروبِ النأيِ أذنُ

أيا بنتَ السماءِ وبنتَ قلبي 

 لكعبةِ منتهاي يداكِ سِدنُ 

هنالكَ قد عرفتُ اللهَ حقّاً 

 وهدهد طفلةَ الأشواق لحن

وكم اهواكِ يا جناتِ خلدٍ  

بحسنك لم يُحِطْ  إنسٌ وجنُ

– البعض يرى أن الشعر العربي لا يزال منغلقاً على مواضيع قديمة ولا تجديد فيه مما سبب له عزلة عن الاجيال الشابة…هل توافقين ؟

لا اتفق مع ذلك الرأي فالشعر في تجدد وتجديد مستمر وهناك اتجاه كبير نحو حداثة الشعر في الأسلوب والصور والموضوعات فبرزت موضوعات واغراض شعرية لم تكن تظهر قديمًا كالاتجاه الإنساني والقضايا العامة كالطفل والمرأة والأرض وغيرها وبرز كثير من الشعراء الذين طوروا أدواتهم واسلوبهم وأتوا بشعر هو الاقرب لميول الشباب وتطلعاتهم.

-أبرزت الرواية والسينما المأساة السورية بطريقة فعالة ، لكن الشعر يبدو متأخراً في هذا الصدد برأيك ما السبب ؟

الشعر لم يتأخر مطلقاً وعلى العكس هناك تقسيم للشعر من وجهة نظري ما قبل الأزمة وما بعد الأزمة لكنّ الحرب أثرت على الشعراء نفسياً مما جعلهم ينكفئون وينأون بأنفسهم، وهناك قسم من الشعراء أبدعوا في قصائدهم وعبروا عن الحرب والأزمة السورية بشكل رائع وعميق وقصائدهم وصلت وانتشرت بشكل كبير.

-يطغى على شعرك الحزن والفراق والخيبات بشكلٍ جلي، تُرى إلا ما يعود ذلك ؟

الحزن هو قلم كل مبدع وتتجه بوصلة الإبداع دائماً نحو الحزن سئلت كثيراً هذا السؤال ومازلت لا أستطيع الإجابة عنه فكلما أردت الكتابة اتجه قلمي نحو الحزن متشحا بالسواد لكن الحزن في قصائدي له نكهة مختلفة فهو بعيد عن الاستكانة والهزيمة هو الحزن المطهر والفيلسوف.

– أُنصفت المرأة في مجالاتٍ عدة، في مجال الشعر هل ترين المرأة (الشاعرة) في مكانتها التي تليق بها أم لا تزال دون تلك المكانة ؟

ماتزال المرأة عموماً و الشاعرة خاصة  من وجهة نظري دون مكانتها التي تستحقها ويعود ذلك إلى أسباب كثيرة رغم سعي الكثير من المثقفين إلى تشجيعها والأخذ بيدها لكنها مازالت تعيش ضمن مجتمع ذكوري شئنا أم أبينا فالشاعرة تتحكم بها ظروفها وبيئتها ومحيطها ولا يمكنها التحرر من معظم القيود التي يضعها المجتمع إلا في حال تمردها وخروجها عن العادات والتقاليد بوصفها ربة منزل فقط ودون الالتفات إلى ثقافتها وعلمها وقد عانت معظم الشواعر هذا التناقض بين مجتمعها وشعرها وفكرها لكن مع ذلك أرى أن هناك رعاية للشواعر واحتضان لتجاربهم في معظم الدول العربية وهناك شواعر أثبتن وجودهن إلى جانب الشعراء الرجال ندًا بند.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود