18
041
0132
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11822
04785
04756
04676
04416
17تبرز بعض العادات في المجتمع، وتراها متفشية، مهما تسلح الإنسان بالوعي وحاول أن يقفَ ضد هذه الأمور!
ومن أبشع أساليب التعامل أن يعاملَك الآخر على مستوى المكانة، ويطبق عليك القاعدة البائسة «النَّاس مقامات»، التي تطعن في خاصرة الإنسانية، وتصارع العدل والمساواة وترمي بهما أرضاً.
مهما تسلح المجتمع بالمعرفة والوعي فإن مثل هذه القواعد البائسة تطل في كل زمان ومكان.
ومن خلال داء «المقامات» تأتي النفعية، فلا يُخدم ولا تُيَسَّر إلا أمور من كان عالي المقام، لتنشق قاعدة أخرى، حتى لو لم يُصرَّح بها «انفعني وانفعك»، فمن قدم لك خدمة تحت غطاء المكانة الاجتماعية لا بد أن تردها له، وكأنها دين عليك.
هذه العبارات والقواعد البائسة قد تنفع بعضهم وتيسر أمورهم، لكن الحقيقة أن المنفعة، أو تبادلها، إذا اقتصرت على فئة معينة؛ فإنها تصبح مقرفة جداً، وتصل إلى حد البشاعة وانتهاك العدل والمساواة بين النَّاس.
ويعدُّ هذا الأمر مزعجاً للبسطاء، الذين يرون بأعينهم التجاوزات على حقوقهم، وتقديم غيرهم، وتيسير أمورهم، وكل ذلك بسبب المكانة ومقامه الشخص الذي جعل الناس تتهافت على خدمته وتسهيل أموره.
على رغم انتشار هذا القبح لدى بعض أصحاب النفوس المريضة، فهناك قامات إنسانية، على رغم علو مكانتها فإنها تهب لتيسير أمور الناس، بغض النظر عن أسمائهم ومناصبهم ومكانتهم، ولا تفرق بينهم وبين غيرهم؛ فهي تخدم الجميع بدون استثناء، انطلاقاً من واجبها العملي والإنساني والأخلاقي. وهذه الفئة يجب أن يصبحوا قدوة ومثالاً يُحتذى به، حتى تنتشر أفعالهم وأخلاقهم، ويصبح نبلهم مدرسة يستقي منها الجميع دروسهم، ويعملون على النهج نفسه.
هذه الفئة النقية دافعها الوحيد أنها تبقى طاهرة ونقية، أمام ذواتها وضميرها الحي بكل صحوه ويقظته، ولا قاعدة عندها إلا تقديم العون والمساعدة للجميع، دون تمييز أو استثناء.
وهؤلاء، من وجهة نظري، يعدون من ناشري السلام بين أفراد المجتمع.
يبقى النَّاس سواسية، وما يميزهم هو طيب أخلاقهم ونبلهم وكرم أرواحهم.
* كاتب سعودي
التعليقات