مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

نحن لا ننسى لكننا نتناسى، وتعاودنا الذكريات المؤلمة من جديد بعد كل خيبة أمل وجرع …

لا تحركوا المياه الراكدة! 

منذ سنتين

455

1

نحن لا ننسى لكننا نتناسى، وتعاودنا الذكريات المؤلمة من جديد بعد كل خيبة أمل وجرعة خذلان..
دار حديث ونقاش طويل عن بعض القصص والأحداث والمواقف أغلبها من الحياة ولكل منا حكاية مختلفة ..
إلا أن واحدة منهن توجهت بشكل مباشر لأحداهن قائلة لها يا فضيلة ..
سمعت أنك تركت القرية ورفضت العيش فيها وعدت للمدينة!
وقال البعض إنك على خلاف مع أهل زوجك وإنك كنت سيئة التعامل معهم وإنك مغرورة ومتكبرة ..
أطرقت برأسها قليلاً ثم قالت: سامحهم الله..

لا تحركوا المياه الراكدة!
وهذه أخرى تصدرت الحوار بسؤال خديجة!
يا خديجة: ابنتك زكية كم عمرها؟  قالت: ٣٠ سنة
قالت لها: ولماذا لم تتزوج حتى الآن!
هل خطبت من قبل ؟
قالت خديجة: نعم
قالت لها: إذن لابد أنكم تطلبون مهراً كبيراً فيترك الخطاب ابنتكم.
نظرت إليها خديجة بتعجب وقالت
يا أختي نصيبها لم يكتبه الله بعد وشعرت بالحرج من نظرات النساء الأخريات.. وغادرت!!

لا تحركوا المياه الراكدة!

أبناؤها أشقياء وبناتها ألسنتهن طويلة، أهملت تربيتهم ولم تعلمهم الصحيح من الخطأ لقد سمعت ابنتها 

في مناسبة ترفع صوتها عليها دون حياء أو خجل ..

لا تحركوا المياه الراكدة!
تقول أحداهن كنت في مناسبة وجلست إلى جواري إحدى المدعوات وقالت سمعت أن ابنك تزوّج.
قلت نعم الحمد لله
قالت : ولماذا لم تدعينا للفرح ؟وأخذت تتحدث بصوت عالِ فتركت لها الطاولة
وذهبت إلى مكان آخر.

لا تحركوا المياه الراكدة!
تقول صاحبة القصة دائماً يحدث أن أكون متضايقة فأفضفض لأخواتي عن الأمور التي تضايقني للتنفيس فيكثرن عليّ اللوم والعتاب والتجريح والتلميح بقولهن؛ أنتِ المسؤولة عن مشاكلك مع زوجك وأهله؛ ليس لك رأي
ولا كلمة ولا شخصية؛ زوجك وأهله هم من يسيرون حياتك.
لقد سمحتِ لهم بالتدخل من البداية والآن تشتكين منهم! هم أصلاً يستنقصونك ..
لا قيمة لك عندهم؛ هم لا يحترمونك .. إلخ

لا تحركوا المياه الراكدة!
دخلت عليها زميلتها تنجز مهامها الوظيفية كالعادة، قالت لها: إلى متى وأنت هكذا ؟
عمل مستمر ..
انظري إلى زميلاتك من حولك لا يؤدّين ربع ما تفعلين وهنّ صواحب الحظ العظيم ..
مقربين من المديرة؛ يحصلن على  حوافز واستئذان وترقيات وعلاوات وأنتِ (محلك سر) ..

لاتحركوا المياه الراكدة!
مر به أحد زملاء الدراسة وهو واقف يحرس البناية فقال له: جامعيّ وحارس أمن وراتبك ١٥٠٠ ريال !
كيف رضيت عن هذا الحال؟ غيرك عندهم الابتدائية ولا يحملون شهادات علمية ويعملون في أحسن الأماكن وبرواتب مغرية ..

لا تحركوا المياه الراكدة..
لاشك أن كلاً منا قد ابتلي بأمثال هؤلاء البشر في حياته الذين لا يجدون حرجًا في إلقاء الأسئلة التي تكون بمثابة الخناجر في أعماق الروح؛ ولا يحسبون حسابًا لمآلات فضولهم الذي ينغّص طيب الحياة، وقد كان بمقدورهم أن يكونوا أكثر إشراقًا، وأجمل حضورًا
إذِ الرزاق هو الله والأسباب بيد الله والأقدار يسخرها الله.

من منا يملك شيئًا من أمره..
الأمر كله لله والأخذ والمنع والسعادة والشقاء والصلاح والهداية كلها أقدار الله ليس للبشر حول ولا قوة إلا بالله ؛فلا تحركوا المياه الراكدة ..
لا تحركوا المياه الراكدة (وقولوا للناس حسنا) فالضجيج في داخل كل منا يكفي عن اللوم والعتاب والتقريع والسخرية ارحموا بعضكم..
وإن ابتليتم بمن لا يحترم الخصوصيات والمشاعر، ولا يعير جبر الخواطر أدنى اهتمام  فلكم أن ترددوا أبيات الشاعرة “أمل الشيخ” :
اصبر على ما كان من كلّ الورى ..
‏صبر الذي ما كان يدري إنْ درى !

‏أغمض عيونك فالعيون مطيعةٌ ..
‏قل للزّمان بأنّ عينك لا ترى ..

‏واسكت إذا نُوقِشتَ واعبر صامتًا ..
‏فاز الذي قد كان شخصًا عابرا ..

‏واهمس لقلبك في مُصابك واثقًا
‏لله يا قلبي جميعًا ما جرى ..!

* كاتبة سعودية

التعليقات

  1. يقول لمياء:

    كلام جميل جداً ولامس قلبي، اختيارك للموضوع رررااائع في زمن كثر فيه التدخل في امور الناس الشخصية وكثر فيه الحكم المسبق لكن نسأل الله الرضى في جميع الاحوال❤️🙏👍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود