635
0706
1659
0461
0600
049
043
0112
0109
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11911
06177
06085
05928
05038
5ترسخُ في الذهن، بعض الأحيان، صورة سيئة عن شخص ما، وربما تتكون هذه الصورة من دون سبب جوهري يجعلها ثابتة بالسوء ولا تتغير.
ما الذي يجعلنا نتعجل في الحكم على الأشخاص؟
وما الذي يجعلنا نثبّت في أذهاننا الصورة السيئة عن شخص ما، ونتمسك بإبقائها، وقد يكون فيه من الإيجابيات ما يغفر له هذا السوء؟
معظم التصور الذي يتكون عند النَّاس بسرعة يكون مردّه إلى المزاج العام، فإذا كان متعكراً قاده إلى الجانب السيئ في الفرد الذي أمامه، وإذا كان حاقداً أو ناقماً، أو أن نفسه لا تشده إلا إلى الجوانب المظلمة، أو أنه يعاني من عقدة النقص في جانب ما، فإن اتجاهه سيكون نحو تخليد صورة سيئة عن الشخص المقابل، ناتجة من دوافع سيئة زُرِعت بتأثير القبح الذي نما في داخله فغلبت عليه… فيذهب بعيداً ويضخّم هذا السوء ويكبّره، بل ويسعى إلى المبالغة في تشويهه حتى يصبح شخصاً منبوذاً عند الآخرين!
ويظل في كل الظروف وكل الأوقات متمسكاً بهذه النظرة، ثم يغذي أوهامه بأنه كان صادقاً في حكمه ولم يظلم أحداً.
لا يوجد إنسان يخلو من العيوب، وربما التناقضات أيضاً، فقد يغضب الحليم، ويخاف الشجاع، ويقسو العطوف، لكن علينا أن نتأنى في تكوين الصورة في أذهاننا عن أي كائن ولا نجعلها ثابتة، فالجمود ليس من الصفات الإنسانية ولا الأخلاق…
ومن أصعب الأمور تغيير الصورة الذهنية التي علقت في العقل، وخصوصاً السيئة، لأن العقل بمجرد أن يصله هذا الحكم يرسل إشارات إلى القلب لنبذ صاحب الصورة وجعله خارج أسواره، ولا يميل إليه مهما كان فعله.
في بعض الأحيان، بعد مرور سنوات طويلة على رسم صورة سيئة، يكتشف الإنسان أنه أخطأ بحق صاحب الصورة، وأنه قد ظلمه، بل وأنه شوهه عند الآخرين، وتبعه كثير منهم في حكمه السلبي الذي أطلقه، فيتراجع عن حكمه السابق وتتحول صورة الشخص إلى صورة تحمل النقاء والطهر، لكن بعد طول سوء ظن وظلم وربما إساءة.
التعجل وسوء الطوية الذي يحمله الإنسان في داخله، إذا لم يحاول السيطرة عليه ويجتهد في تجنبه، سيكون له بالغ الأثر في أحكامه.
من الجميل، بل ومن الطهر الإنساني أن يحاول الفرد دائماً توجيه نظرته في الأشخاص من زوايا إيجابية، ويفتش عن الجمال، ويركز على المحاسن، ويتجاهل القبح والأمور السلبية، فكل إنسان قادرٌ على التحوّل من حالٍ إلى حالٍ، ولا يبقى أي شيء ثابتاً على حاله في هذه الحياة.
إحسان الظن بالآخرين، وتصالح الإنسان مع داخله ومع من حوله يجعله أكثر رضا عن نفسه ورفاقه ومجتمعه.
*كاتب سعودي
حساب تويتر:Selimmoh2
فعلًا دوران الزمان … هو المسئول حل هذه النظرة السيئة لشخص ما… وقد تكون مواقف فجائية.. انت رائع اخي الأستاذ سليم الزهراني.