الأكثر مشاهدة

 فاطمة يعقوب خوجة* يستخدم مصطلح العصور الكلاسيكية القديمة، لوصف فترة من تاريخ ال …

أدب الأطفال في العصور الكلاسيكية القديمة

منذ سنتين

275

0

 فاطمة يعقوب خوجة*

يستخدم مصطلح العصور الكلاسيكية القديمة، لوصف فترة من تاريخ الثقافة، أو المعرفة البشرية الممتدّة من القرن الثامن قبل الميلاد، وحتى القرن الخامس أو السادس الميلادي، وقد اعتبرت الملاحم الشعرية اليونانيَّة، التي كتبها (هوميروس) البداية الفعليَّة للعصر الكلاسيكي.
سيطرت الثقافة الإغريقيَّة على العالم القديم، وأصبحت الأساس الذي قامت عليه الفنون، والفلسفة، والعلوم حتى ظهور الإمبراطورية الرومانية، التي حافظت على ثقافة الإغريق، ونشرتها، وأضافت عليها، بل وتمكَّنت من منافستها أيضاً. ممَّا أدى لانتشار اللغة اللاتينية، فأصبح العالم -في تلك الفترة- ثنائي اللغة؛ (يوناني/لاتيني).
عرّفت تلك الثقافتين الطفولة؛ بأنها المرحلة التي تسبق الكلام! وقد استخدم اليونان القدامى للطفل كلمة “neption”! واستخدم الرومان كلمة “infans”. كلتا الكلمتين تعني (الكائن الذي لا يتكلم) أي أن الطفل ليس شخصا حتى الآن! فالشخصية عندهم تبرز من خلال الأداء اللغوي.
انعكس هذا التعريف للطفولة والطفل على أدب الأطفال، فانتشرت الحكايات والأساطير عن بطولات هرقل، وبقيت فترة طويلة منهجا لتربية الصغار، ونموهم.
أرغم الأطفال أيضا على دراسة هوميروس بصفته نموذجا للأسلوب، وموئلا للقصص الخرافية، وموسوعة ثقافية، وقبل كل شيء، كونه الشاعر المميز للعالم الكلاسيكي.
كما كان للعبيد دورا مركزيا في أدب الأطفال، فهم حاضرون في جميع نواحي الحياة اليونانية والرومانية، ومعظم المعلمين والمربيات كانوا من العبيد. وكل النصوص والحكايات الموجّهة للأطفال، كانت مملوءة بحكايات الخدم الذين يزعجون أسيادهم، أو الأطفال الذي يعقّون آباءهم، وكانت رسالتها الأخلاقية هي غرس سلوكيات الطاعة والنظام لدى أطفال العبيد، وسلوكيات السيطرة والضبط لدى أطفال السادة.

خلّد لنا التأريخ الحكايات التي تنسب إلى الكاتب الإغريقي إيسوب (620 ق.م-564 ق.م) في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد في اليونان القديمة.
ماذا عن (إيسوب) أبو القصص الخرافية؟
سنتحدث عن ذلك في العدد القادم

 

*كاتبة  سعودية
حائزة على جوائز شومان، الكويت، راشد بن حميد في أدب الأطفال
‏@fykhojah

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود