الأكثر مشاهدة

 مصطفى غنايم* مما لا شك أن الأعمال الطيبة التي يضطلع به الإنسان لها مردودها الإي …

مفتاح السعادة عن طريق ملء الدلو ولعبة الحروف

منذ سنتين

648

0


 مصطفى غنايم*

مما لا شك أن الأعمال الطيبة التي يضطلع به الإنسان لها مردودها الإيجابي على الأفراد والمجتمعات؛ ففي حين إنها تسهم في إسعاد الآخرين، وتحقق التكامل والنفع والتكافل والترابط بين الناس بما يكفل توطيد أواصر الوئام والمحبة ، فإنها كذلك تجلب السعادة في المقام الأول للشخص الذي يقوم بفعل تلك الأعمال؛ فتحقق له السلام النفسي، والاتزان الانفعالي والسلوكي، جراء اتصاف المرء بالإيجابية، وتحمل المسئولية، وغرس بذور الخير والمحبة والعطاء.
وإذا كنا نريد أن نغرس تلك القيم الخلقية في وجدان الطفل منذ نعومة أظفارهم؛ فليست وسيلة أنجع من ضرب الأمثلة، وتجسيد الأفكار النظرية في صور حسية جميلة، بما يضفى الروح في الجمادات، ولا شيء أروع من صوغ ذلك كله بطريقة ” اللعب” لتصل الفكرة إلى الطفل بطريقة غير مباشرة، وبما يتلاءم مع روح الطفل المرحة.
وتطرح المؤلفتان كارول ماكلاود، وكارين بوتزكي في كتابهما ( ملء الدلاء من أ إلى ي.. مفتاح السعادة) هذه الأفكار عبر تلك الوسائل الفنية؛ ففي البداية تشيران إلى أن كل إنسان يملك دلوًا خفيًا لا تراه العين، وعندما يمتلئ بالأعمال النافعة يشعر الإنسان بالسعادة، وعندما يفرغ يشعر بالبكاء والحزن، وأن الإنسان نفسه من يملك اختيار ” المفتاح ” الذي يجلب له السعادة، أو يصيبه بالحزن والاكتئاب.
وفي السياق ذاته توضح المؤلفتان أن عملية ملء الدلاء سهلة جدًا؛ فتطرحان بعض الأفكار التي يمكن تقديمها لتحقيق السعادة للآخرين، ومن ثم إسعاد الذات بامتلاك هذا المفتاح السحري؛ وذلك عن طريق اللعب بالحروف من (الألف إلى الياء)؛ إذ نمضي مع المؤلفتين في ملء الدلو عن طريق اللعب بقطار الحروف؛ فنجد أن كل حرف من الحروف الهجائية يطرح فكرة عملية جديدة، و يوضح خارطة طريق للوصول إلى السعادة، أو يضع نقطة في ملء دلو الإيجابية والعطاء.
ومن نماذج ملء الدلو وتقديم الأفكار من خلال قطار الحروف، أو لعبتها:” (أ) : اسأل (عما كان إذا كان بإمكانك تقديم بعض المساعدة لمعلمتك، أو والدتك، أو والدك٠٠ ستشعر بالفخر، وهم سيكونون في منتهى السعادة” .
ر : رسم بسمة ” ارسم بسمة على وجهك، وانظر ماذا يحدث.. تجد من يرد تلك الابتسامة ؟ إنك حين تملأ دلو دلو غيرك فأنت في حقيقة الأمر تملأ دلوين “
م: ممارسة:” إن الممارسة والتدريب مطلوبان لتعلم أي مهارة .. املأ دلوًا كل يوم، وستتقن هذا الأمر، وتصبح محترفًا فيه”.
لنصل في قطار اللعبة، وملء الدلو لامتلاك مفتاح السعادة إلى الحرف الأخير (ي): يا لك من مالئ دلا ماهر: لابد أنك كنت تعرف هذا.

فأنت دائمًا تحافظ على دلوك مملوء حين تبذل قصارى جهدك” .

 *كاتب أطفال وناقد أدبى_ مصر
حساب انستقرام: mostafaghanaim@

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود