مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

عطاالله بن نزّال الدغيثر* سَــرىٰ بِـك حـزنٌ فـي الـفؤادِ مـخالبُهْ ‏ونـــابــكَ …

نَحِيب

منذ سنة واحدة

181

0

عطاالله بن نزّال الدغيثر*

سَــرىٰ بِـك حـزنٌ فـي الـفؤادِ مـخالبُهْ
‏ونـــابــكَ خَــطــبٌ كــالِـحـاتٌ نــوائـبُـهْ

‏وتُــهــتَ بــــأرضِ الـفـاقـدين قـلـوبَـهم
‏ولـــمْ تــلـقَ صــبّـارًا بــهـا فـتـصاحبُهْ

‏عَــشـيـةَ قــالــوا: تِــلـك آخـــرُ نــظـرةٍ
‏إلـــى جَــبـلٍ مـــا لانَ لـلـريـحِ جـانـبُهْ

‏إلــى عـلَـمٍ فــي ظِـلّـهِ كـنـتُ أحـتـمي
‏وتــدفــعُ عــنّــي الـمُـعـضلاتِ مـنـاكـبُهْ

‏عـجـبتُ لـقـلبي، لــم يــذُبْ عـندَ دفـنِهِ
‏ولــــــم تــتــفـطّـر لــلــفـراقِ جــوانــبُـهْ

‏أكان اصطبارًا ؟!! أم تُوفّيَ بعدَهُ ؟!
‏فـلـو كــان حَـيًّـا مــا خَـبـا فِـيهِ لاهـبُهْ

‏تــجـرَّعـتُ مُــــرَّ الـلـيـلِ بَــعـدَ رَحـيـلِـهِ
‏ومـــا ثَـــمّ لَـيـلٌ بَـعـدُ تَـحـلو مَـشـاربُهْ

‏ومــا هـدَّنـي مِــنْ قَـبـلُ بــأسٌ وشِــدّةً
‏وقــــد هــدَّنـي يـــومَ الــرّزيـةِ نـاحِـبُـهْ

‏وكــنـتُ قُـبـيـلَ الـخَـطـبِ أمَّــلـتُ قَـلـبَهُ
‏ومـا كـان ظَـنّي أن ذا الـسُقمَ حاجبُهْ

‏فــقَــطّـع آمـــالــي بُــكــاءٌ، وصُــلِّـبَـتْ
‏من الذُعرِ في جِسمي النَّحيلِ رواجبُه

‏أدونَ وداعٍ يـــــا حــبـيـبـي تـركـتَـنـي
‏بـقـلبٍ عـلـيهِ قــد تـداعتْ مـصائبُهْ ؟!

‏بــــروحٍ تــســاوىٰ مــوتُـهـا وحـيـاتُـهـا
‏ولــلــمــوتِ إغـــــراءٌ تـــلــوحُ نـــوادبُــهْ

‏يـراودُنـي مــوتٌ، ولــو كـنـتُ صـالـحًا
‏لـجُـدتُ بـنـفسي، بــل وكـنـتُ أطـالـبُهْ

‏وقـــــد عـــلِــمَ الــمـخـلـوقُ أن فـــنــاءَهُ
‏يــقـيـنٌ، وبــحـرَ الــمـوتِ لابـــدَّ راكــبُـهْ

‏ولــكـنّ مـــوتَ الــحـيّ بــيـنَ ضـلـوعِنا
‏عـــــــذابٌ وآلامٌ ومـــــــوتٌ نـــجــاذبُــهْ

‏ولــو كــان يُـبري الـقلبَ دمـعٌ نُـفيضُهُ
‏لــهـوّنَ أحــزانـي الــذي أنــا سـاكـبُهْ

‏ولــكــنْ بـعـلـمـي أنّ يــومًــا يـضـمُّـنا
‏تُـخـفـفُ عـــن قـلـبـي الـكـليمِ نـوائـبُهْ

‏أتــيــتُ تُــــرابَ الـقـبـرِ أســألُـهُ فــمـا
‏وَجـــدتُ لـسُـؤلِـي مُـشـفـقًا فـيـجـاوبُهْ

‏ومــا زلـتُ أدعـو اللهَ حـتى ظـنَنتُ أنْ
‏تــجـلّـتْ بــلُـطـفِ اللهِ عــنـكَ غـيـاهـبُهْ

‏لــعــمــرُك لا يُــخــزيــكَ ربٌّ عــبــدتَــهُ
‏ومُــــتَّ عــلـى تـوحـيـدِهِ وهْـــو كـاتـبُـهْ

‏لــعــمــرُك لا يــخــزيــكَ ربٌّ تــخــافُــهُ
‏ومَـــنْ خــافَـهُ طــابـتْ لــديـهِ عـواقـبُـهْ

‏لــعــمــرُك لا يــخــزيــكَ ربٌّ رجـــوتَـــهُ
‏ومَـــنْ يـرجُـهُ صِـدقًـا غَـشـتْهُ مـواهـبُهْ

‏عـلـمـتُـكَ صــــوّامَ الـنـوافـلِ مُـخـلِـصًا
‏تُـصـلـي إذا مــا الـلـيلُ أدبــرَ غـالـبُهْ

‏وَصــــولًا رحــيـمًـا مــؤمـنًـا ومــوحّــدًا
‏لـمـثـلِك تُــرجـى فــي الـجـنانِ رغـائـبُهْ

‏وتــسـألُ عــمّـا يُـغـضـبُ اللهَ؛ خـشـيةً
‏ولــــو كــانـت الـدنـيـا بـــه، فـتُـجـانبُهْ

‏أهـــلّ عـلـيـكَ اللهُ فـــي الـقـبرِ رحـمـةً
‏وتـغـشاك مــن ألـطافِ ربّـي سـحائبُهْ

*شاعر سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود