191
0315
0400
0685
0743
085
0368
0203
0128
0150
0182
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03831
0كتبت: فاطمة يعقوب خوجة*
ما من مؤلف ارتبط بأدب الأطفال؛ عمقا وانتشارا مثل الكاتب الإغريقي إيسوب (Αἴσωπο) الذي عاش في اليونان القديمة عبدا من جملة عبيد ذلك الزمن (620 ق.م-564 ق.م) واُشتهر بكتابة حكايات بسيطة، مباشرة، نسبت إليه، وسميت (خرافات إيسوب).
شكّلت الإيسوبيات تناقضا! فهي شكل أدبي تولّد من التحدي الاجتماعي، وهي في الوقت ذاته مصممّة لضبط السلوك المنحرف، وتكييف حياة الأطفال مع المعايير الاجتماعية.
اللغة الأدبية للإيسوبيات كانت العامية. وهي لغة إيسوب نفسه، ولغة المربيات، والخدم الذين رووها فيما بعد للصغار الذين أشرفوا عليهم.
كان تأثير إيسوب في التربية اليونانية سريعا فإلى جانب أعمال هوميروس، والمسرحيات، والأمثال، كانت الخرافات تقع في قلب ما يقرؤه الأطفال ويكتبونه، فالتعليم عن طريق الخرافة يعد درسا في فنون المخيلة الأدبية.
اعتمدت الخرافات على لغة (المجاز) فوضعت الجزء بدلا من الكل، واستخدمت الخاص للدلالة على العام، وجعلت المخلوقات الصامتة تتكلم، لكن أهم ما فيها أنها تدور حول الطفل نفسه.
مثلا في الخرافة الشهيرة (الغراب والجرّة) يجد الطائر جرّة فيها بعض الماء، ويدور في باله أنه إذا ألقى حصى فيها، يمكن لمستوى الماء أن يرتفع إلى حدّ؛ يجعله يستطيع أن يشرب منها!
هذه الخرافة تحفّز الطفل على التفكير في إيجاد حل لمشكلاته البسيطة، حاله حال هذا الغراب. هكذا في غيرها من القصص كذلك.
وكما هو الحال مع العديد من النصوص المدرسية في العصر الوسيط، انتقلت هذه الإيسوبيات في مخطوطات تكملها حواشي وتعليقات. وبين السطور، كان الخطاط والتلميذ يكتب بلغة لاتينية مبسطة، مرادفات للكلمات غير المألوفة، أو يترجمها بلغته العامية. وعلى طول الهوامش كان هناك تعليق فلسفي أو أدبي يلقي الضوء على المعاني العميقة للخرافة.
وكانت الخرافات من أوائل الأعمال الأدبية الكلاسيكية التي ترجمت إلى اللغات العامية الأوروبية، لا بسبب بساطتها فحسب، بل لأن اهتمامها الرئيس كان التعليم.
وحين ظهرت الطباعة في أوروبا، راح القائمون الأوائل عليها يبحثون عن مؤلفين مشهورين لطباعاتهم الأولى، فحصل إيسوب على المرتبة الأولى فيها، فأصبحت (خرافات إيسوب) تحت أيديهم أدلة مكتوبة لا للأخلاق فحسب، بل للقراءة اليومية أيضًا.
*كاتبة سعودية
حائزة على جوائز شومان، الكويت، راشد بن حميد في أدب الأطفال
@fykhojah
التعليقات