الأكثر مشاهدة

فاطمة الشريف* قادت فلورنسا الإيطالية النهضة الأوربية منذ بداية القرن الخامس عشر …

المرأة الإنجليزية و عصر النهضة

منذ 5 أشهر

80

0

فاطمة الشريف*

قادت فلورنسا الإيطالية النهضة الأوربية منذ بداية القرن الخامس عشر ممتدة إلى باقي مدن إيطاليا، ثم إلى جميع الأنحاء في أوروبا، محدثة حركات ثقافية متعددة الجوانب في كل من فرنسا، وإنجلترا، وألمانيا، وإسبانيا، وبولندا، وقد تحدثنا عن النهضة الإنجليزية في مقالات سبع مقسمين تلك النهضة إلى أربعة عصور: العصر الإليزابيثي (1558-1603 Elizabethan Age)، والعصر اليعقوبي (1603-Jacobean Age1625)، وعصر كارولين (1625–1649 Caroline Age)،

وعصر الكومنولث (1649-1660 Commonwealth Period)

قدّمت لنا تلك العصور مجموعة من الكتّاب والأدباء لمعت أسمائهم في الأدب الحديث نعاود التذكير بأبرزهم، وأكثرهم بحثًا ودراسة أمثال: كريستوفر مارلو(Christopher Marlowe)، وفرانسيس بيكون (Francis Bacon)، وإدموند سبنسر(Edmund Spenser)، وويليام شكسبير(William Shakespeare)، جون دون (John Donn) ، وجون ميلتون (John Milton)

عند القراءة عن عصر النهضة وكتّاب ذلك العصر الذهبي يلوح لدينا تساؤلات عن المرأة، ودورها الإيجابي التفاعلي في تلك النهضة؛ لندرك أن هنالك محددان رئيسيان لذلك الدور: المكانة الاجتماعية والثراء العائلي، هما ما منحها مزيدًا من فرص التعلم والمشاركة الفاعلة في بناء بيئة متعلمة وثرية فكرًا وثقافة، وبالرغم من التحيز الذكوري، والحكمة الطبية التي ترى اقتصار دور المرأة على الرعاية المنزلية، والتربية الأسرية في ذلك الوقت، ألا أنه ساد الفكر بأهمية تعلم القراءة والكتابة والحساب للنساء في المجتمع الحضري لمساندة الرجل في أعمال التجارة والحرفة، وتعد حركة النزعة الإنسانية (Humanism) إحدى القوى المهمة في إحداث هذا التغيير، وقد شهد العصر عددًا متزايدًا من الكاتبات لأعمال روائية وشعرية وعلمية دقيقة، ونستطيع أن نقول أنه تم إرساء الأساس في ذلك العصر و في أوروبا للنساء للتنافس في ميدان الأدب والفلسفة والعلوم الإنسانية الذي استمر وتوسع في القرون التالية، وعند القراءة والبحث في النهضة الإنجليزية تحديدًا لمعت أسماء ثلاث نساء هن:

  1. إليزابيث كاري (1584-1639 Elizabeth Cary)
  2. ليدي ماري وروث (Lady Mary Wroth 1631- 1587)
  3. أفرا بيهن (Aphra Behn 1640- 1689)

   إليزابيث كاري (1639- Elizabeth Cary1584)

تتصل عائلة إليزابيث كاري (Elizabeth Cary)، والمعروفة (Viscountess Falkland)، بعلاقة قرابة مع الملكة إليزابيث، وتعد من رائعات التاريخ الكاثولكي في محكمة كارولين، حيث تتسم بالقوة والفعالية لإنجابها أحد عشر طفلاً، وتعد أيضًا من رائعات التاريخ والأدب الإنجليزي، وذلك لتأليفها أول مسرحية من قبل امرأة باللغة الإنجليزية مطبوعة منشورة : ( The Tragedy of Mariam, the Fair Queen of Jewry)

وكونها أول امرأة تؤلف تاريخًا على الطراز الحديث باللغة الإنجليزية في عهد الملك إدوارد الثاني، كما يرى الباحثين والنّقاد أن لها أثر في كتابة السيرة الذاتية، والتأريخ الأدبي، والترجمة، والاستفادة من أعمالها في التعبير عن المرأة وجوانب المجتمع الاجتماعية والثقافية آنذاك.

ليدي ماري سيدني وروث (1631- 1587 Lady Mary Sidney Wroth)

السيدة ماري سيدني وروث، والشهيرة بـــ ( Mary Wroth) تنتمي لعائلة سيدني ، وهي سلالة أدبية بارزة في إنجلترا الحديثة، وقد ظل إنتاجها الإبداعي غير معروف إلى أواخر القرن العشرين، إلى أن تم إحياء سيرة هذه الكاتبة الرائدة عدد من الباحثين والأكاديميين، ودراسة الترابط الوثيق بين التاريخ الشخصي لها وإبداعاتها الأدبية، وكيفية فهم أعمالها فهماً يعكس تعاملها الأدبي والعائلي والاجتماعي المعقد، وتعد وروث أول كاتبة في الأدب الإنجليزي للأجناس الأدبية: القصة النثرية الرومانسية (prose romance)، والسوناتات (sonnet sequence)، والمسرحيات، ومن أعمالها:

 (The Countess of Montgomery’s Urania-  Pamphilia to Amphilanthus- Love’s Victory)

أفرا بيهن (Aphra Behn 1640- 1689)

كاتبة، وكاتبة مسرحية، و روائية وشاعرة إنجليزية، تعد أول امرأة إنجليزية تكسب عيشها من الكتابة، وبفضل ذكاءها وموهبتها حظت بتقدير كبير من قبل الملك تشارلز الثاني، حيث تم توظيفها في الخدمة السرية في هولندا في عام 1666، أنتجت مسرحيتها الأولى (The Forc’d Marriage 1670)، ولها أيضا مسرحية (1671 The Amorous Prince)، ومسرحية مأساوية ( 1676 Abdelazer)، تدرجت في كتاباتها من الكوميديا التراجيدية إلى الكوميديا الخفيفة والهزلية الموصوفة بالكوميديا الذكية والحيوية، وتتجلى في عملها المسرحي

 (  1681 -1677 The Rover) الذي يسرد أحداث ومغامرات مجموعة من فرسان الملك تشارلز الثاني في مدريد ونوبولي، ومسرحية (The Emperor of the Moon1687 ) والذي قدّمت فيه لون مسرحي يعتمد على التمثيل الإيمائي الإنجليزي يقدمه شخصية الخادم الهزلي الماكر، ولها أعمال خيالية مشهورة مثل رواية قصيرة  بعنوان

 ( Oroonoko 1688)، ،وروايات تعتمد على فن الرسائل مثل:

(Love-Letters Between a Nobleman and His Sister 1684–87) and (The Fair Jilt 1688)

ولها مجموعة شعرية من أبرزها مجموعة شعرية بعنوان:  (A Voyage to the Island of Love 1684

 (Lycidus: The Lover in Fashion 1688)

شهدت أعمالها ضجة غير مسبوقة، الأمر الذي أُعيد تقييم أعمالها مرارا، وتكرارا من حيث الحرية والاحتراف في المواضيع، والتصوير الجريء لشخصيات أعمالها الأدبية،  وآرائها التي تعكس سياسات الهوية المتقاطعة والمزدوجة، إلا أن الدراسات الحديثة وضعتها في فن مسرح الاستعادة بالتركيز على  بعض النصوص المختارة، التي تعكس المناقشات الفلسفية والعلمية والسياسية لذلك العصر.

ختامًا:

من بين أكثر من ثلاثة وثلاثين ألف إدخال في فهرس العناوين القصيرة  للكتب المطبوعة في إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا وكتب إنجليزية مطبوعة في الخارج خلال عصر النهضة  1640- 1475 جمعت في  كتالوج:

 (A. W. Pollard and G. R. Redgrave)، تم تعيين خمسة وثمانين مؤلفاً من قبل الكاتبات الإنجليزيات، أي ما يقرب من 0.5 في المائة من مطبوعات الكتّاب الإنجليز، الأمر الذي يستوجب معاودة طرح سؤال جوان كيلي

(Joan Kelly) في عام 1977 (“هل للمرأة عصر النهضة؟”) في عصور الأدب إنجليزي عامة.

_______________

المصادر:

Encyclopedia Britannica – Oxford Bibliographies – The Twickenham Museum (portraits)

*كاتبة وفنانة تشكيلية سعودية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود