مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

علي عكور* الأمهاتُ بناتُ الهديلِ نزيلاتُ عُشِّ الغيومِ ومُدّخِراتُ الندى للشذى ح …

الأمهات

منذ سنة واحدة

326

0

علي عكور*

الأمهاتُ بناتُ الهديلِ

نزيلاتُ عُشِّ الغيومِ

ومُدّخِراتُ الندى للشذى

حالباتُ ضُروعِ الشموسِ (على خجلٍ)

للنهارِ السليبِ

يَقِفْنَ على أولِ الضوء

 منحدراتٍ

إلى ضفّةِ النهرِ

يُطْفِئنَ هَجْسَ الجرارِ

ويَنْحَتْنَ من ظلّهنَّ جبالا

ويمشينَ .. يمشينَ فوقَ الحصى المطمئنّ

لخطوِ الملاكِ

ويبذُرنَ – إن أجْدَبَ الموسمانِ –

أصابِعَهنَّ

ويَحْصُدْنها للطيورِ الجياعِ

يُؤَثِّثْنَ هذا الوجودَ الشحيحَ ويَصْقُلْنَهُ

بالنشيدِ الجليلْ

‏الأمهاتُ يُعِرْنَ الندى لونهنَّ

ويَنْسُجْنَ منْ غُرَرِ الشمسِ عشًّا لأرواحهنَّ

يَسِرْنَ على هامشِ الوقتِ

لا ناكئاتٍ جراحَ الرياحِ

ولا لابساتٍ غَلائِلَ هذي الظلالِ الرخيّةِ

بلْ يَسْتَبِحْنَ السُّفوحَ ليَفْتَحْنَ جُرْحَ

الطريقِ

خفافًا من الروحِ إلا قليلا

ومنشغلاتٍ بما يَصْطلي في عروقِ الكلامِ

ويَشْحَذُ في جُرحِهنّ الصهيلا

خُطاهنَ تشربُ مِلْحَ القروحِ

ويلهثْنَ

لا شَدَواتُ الرعاةِ تُبَلّلُ أسماعهنَّ

ولا رَبَواتُ الدروبِ تباركُ ما يتساقطُ من

نَضْحِ أقمارِهِنَّ

فيا غَشْيَةَ ‏الوَحيِ طولي قليلًا قليلا

ومُدّي ظلالَ الخيالِ لعلّي أُكشِّفُ ما في

طوايا الصدورِ

أبَدّدُ في ليلهنّ السخيّ لَهيبَ جَوانِحِهنَّ

وأَنْحَلُّ في جُرْحِهنَّ الخَضيلْ

 

‏سلامًا سلاما .. أيا شجرًا ذاهبًا في رؤاهُ

‏وما انفكَّ يُغري الندى والضِّراما

 

‏نَحَتُنَّ وجهَ الوجودِ ولم تكنِ الأرضُ قد

أكملتْ دورةً

في مدارِ رؤاها

وخُضْتُنَّ ماءَ البداياتِ

مالحةً كانت الريحُ

والممكناتُ يُبَدّدُها أنها لم تزلْ فكرةً

غضّةً

في مرايا الأحاجي

وأرواحُكنّ الرهيفةُ ما ألِفَتْ بعدُ لَمْسَ

المُدى

أو عناقَ الزجاجِ 

هَجَسْتُنَّ بالصُّبحِ حتى تعافى

عَدَلتُنَّ مَيْلَ المكانِ

شَدَدْتُنَّ ما كانَ في شاهقاتِ الذرى قد

وهى

من عرى الضوءِ

ما راعَكُنَّ اشتباكُ اللظى بالجدائلِ في

ضَحَواتِ الحصادِ

ولا أجفلَ الطيرَ فيكنَّ هَجْسُ السنابلِ

كنْتُنَّ روحَ الوجودِ الذي راحَ يُحْصي بكنَّ

احتمالاتِهِ

في مرايا الرؤى المشتهاةِ

جَدلتُنَّ من زَفْرةِ الريح نايا

ومن صَهَواتِ الخيالِ مطايا

‏سلامًا سلاما ..

أيا شجرًا داخلًا في طقوسِ الغيابِ

يباركُ بعدَ الفؤوسِ الحُطاما

‏سلامًا سلاما

*شاعر سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود