إعداد وحوار : ملكه باناجه *

أن جمال الدنيا يكتمل ببراءة وضحكات أطفالنا الصغار. أنهم أمانة في أعناقنا و أجمل الأوقات هي تلك اللحظات التي نقضيها مَعهم ، وندعم موهبتهم وننير دربهم بكل ما يفيدهم فهم جيل المستقبل ، وفي سبيل ذلك وضع المنهج القويم لأدب الطفل ، و نادى بعض المختصِّين ، “بالمعادلة الجميلة بين الشِّعر ووظيفته، والفنِّ وغايته، وبين الصُّعوبة والسهولة، وبين القريب من المعاني والبعيد ،أوجدت أساليب متنوعة لإيصال رسالة لأطفالنا ومن أجملها وأقربها لقلب الطفل هو المسرح والذي يطلق عليه (ابو الفنون) فهو وسيلة مساعدة في التعليم . فرقد استضافة الكاتب المتخصص في مسرح الطفل “خليفة الحراصي” من سلطنه عمان . وحديث يدور حول مسرح الطفل
نرحب بكَ في فرقد عبر هذا الحوار.

وبدايةً حدثينا  الكاتب خليفة الحراصي من وجهة نظره ككاتب مسرحي، هل في استطاعة أي كاتب الكتابة لمسرح الطفل؟

نعم، في استطاعة أي كاتب مسرحي أن يكتب لمسرح الطفل إذا امتلك الخيال الطفولي المدرك لتلك التفاصيل التي تعني بالطفولة، كما يجب أن يأخذ الكاتب بعين الاعتبار اهتمامات واحتياجات الأطفال ومستوى فهمهم العمري.

كما ينبغي للكاتب أن يتفاعل مع الجمهور الصغير، مراعاة الأناقة والبساطة في اللغة والحوارات، وتقديم موضوعات تكون ذات صلة بعالم الأطفال وتحاكي خيالهم وفضولهم.

يمكن للقصص والشخصيات أن تكون محفزة وممتعة، وفي نفس الوقت تحمل رسائل تعليمية وقيمية
بشكل عام، الكتابة لمسرح الطفل تعتبر تجربة رائعة ومجزية للكتاب، حيث يمكنهم تأثير إيجابي على حياة الأطفال وترك بصمة في أفكارهم وقلوبهم.

ما هي أهم عوامل نجاح مسرح الطفل؟

 من بين العوامل الرئيسية لنجاح مسرح الطفل:
1. الاختيار المناسب للموضوعات: يجب أن تكون المسرحيات ملهمة وملائمة للأطفال من حيث المحتوى والرسالة.
2. الأداء المميز: الأداء الجيد والتمثيل الحيوي يجذب انتباه الأطفال ويحفزهم على المشاركة.
3. التفاعل والمشاركة: يمكن تحقيق التواصل مع الجمهور الصغير من خلال التفاعل المباشر واستخدام عناصر مشاركة بسيطة.
4. التصميم المرئي: الديكور والاستخدام المبدع للألوان والضوء يمكن أن يجعل الأداء أكثر جاذبية للأطفال.
5. الموسيقى والأصوات: الاهتمام بالتأثيرات الصوتية والموسيقى التصويرية يساهم في خلق جو مناسب ويعزز التجربة السمعية.
6. التسلية والتعلم: يمكن دمج العناصر التعليمية بطريقة ممتعة لتحقيق توازن بين التسلية والتعلم للأطفال.
7. الترويج والتسويق: تحتاج المسرحيات للترويج بشكل جيد لجذب الجمهور والأهالي لحضور العروض.

هذه العوامل ليست قاطعة، وقد تختلف احتياجات الجمهور الصغير باختلاف الفئة العمرية والثقافات، لكنها تشكل أساسًا مهمًا لنجاح مسرح الطفل

ما واقع مسرح الطفل في الوطن العربي؟

بالنسبة لواقع مسرح الطفل في الوطن العربي، يمكن أن يكون متنوعًا ومتباينًا من دولة لأخرى. هناك بعض العوامل التي تؤثر على واقع مسرح الطفل في المنطقة كمثال:

1. الدعم الحكومي والاهتمام: تختلف درجة الدعم الحكومي للفنون والثقافة ومنها مسرح الطفل من دولة إلى أخرى، وهذا يؤثر على مستوى التطور والنمو لهذا القطاع.

2. الثقافة والتقاليد: تلعب العادات والتقاليد الاجتماعية دورًا في تشكيل محتوى المسرحيات والقصص الموجهة للأطفال ومدى قبولها من قبل الجمهور.

3. التعليم والتربية: يعتبر المسرح جزءًا من عملية التعلم والتربية في بعض البلدان، وقد تكون المدارس والمؤسسات التعليمية أماكن هامة لعرض المسرحيات للأطفال.

4. الإنتاج والموارد: يؤثر التمويل والموارد المتاحة على جودة العروض والفعاليات المقدمة للأطفال في المنطقة.

5. التحديات والفرص: يواجه مسرح الطفل تحديات مثل المنافسة مع وسائل الترفيه الأخرى، ولكنه يواجه أيضًا فرصًا للنمو والتطور مع اهتمام الأسر والمجتمعات بتطوير الثقافة الفنية للأطفال.

بشكل عام، يُعتبر مسرح الطفل في الوطن العربي جزءًا مهمًا من التراث الثقافي والفني، ويساهم في تشجيع الإبداع وتعزيز التفاعل الإيجابي للأطفال مع الفنون والثقافة. ومع استمرار الجهود الداعمة والتطوير، يمكن لمسرح الطفل أن يظل له دور هام في حياة الأطفال في المنطقة.

ينقسم مسرح الطفل إلى عدة أقسام ولعل أبرزها مسرح الدمى و خيال الظل. والإذاعي وغيرها. فمن وجهة نظرك أيا من هذه الأنواع أكثر جذبا للطفل؟

من وجهة نظري، من الأنواع المذكورة في مسرح الطفل، مسرح الدمى وخيال الظل يعتبران من أكثر الأنواع جذبًا للاهتمام والتفاعل لدى الأطفال. تحظى هذه الأنواع بشعبية كبيرة لعدة أسباب:

1. المرئيات والتجسيد: مسرح الدمى وخيال الظل يستخدمان العناصر المرئية والتجسيد لإيصال القصص والشخصيات بطريقة جذابة ومشوقة للأطفال.

2. السحر والتشويق: تعزز هذه الأنواع من السحر والتشويق في القصص والمواقف الممثلة، مما يجذب انتباه الأطفال ويثير فضولهم.

3. التفاعل والإشراك: يمكن للأطفال المشاركة والتفاعل بطرق مختلفة مع العروض، مما يشجع على مشاركتهم وتفاعلهم مع الأحداث.

4. الترفيه والتعلم: يمكن توظيف مسرح الدمى وخيال الظل لتقديم قصص تحمل رسائل تعليمية وقيمية بطريقة ممتعة ومرحة للأطفال.

بالطبع، يختلف تفضيل الأطفال من طفل لآخر، وقد تكون الأنواع الأخرى مثل المسرح الإذاعي أو الحية أيضًا جذابة لبعض الأطفال بناءً على تفضيلاتهم الشخصية واهتماماتهم الفردية. تُعد توفير تنوع في أنواع المسرح للطفل مهمًا لتلبية احتياجاتهم المختلفة وإثراء تجاربهم الثقافية والفنية.

ما رأيك في مسرح الطفل التي نراها في بعض المهرجانات والفعاليات؟

مسرح الطفل الذي يتم تقديمه في بعض المهرجانات والفعاليات يُعد فرصة ممتازة لتقديم الفن والثقافة للأطفال، وهو أمر إيجابي بشكل عام. إلقاء الضوء على مسرح الطفل في هذه الفعاليات يسمح للأطفال بالاستمتاع بأداء مسرحي ممتع ومحفز.

من خلال هذه المهرجانات والفعاليات، يمكن للأطفال أن يتعرفوا على أشكال مختلفة من مسرح الطفل مثل مسرح الدمى، وخيال الظل، والمسرح التفاعلي وغيرها. هذا التنوع يسمح لهم بالاختيار والتعرف على أنواع مختلفة من الفنون والأداء.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون هذه المهرجانات والفعاليات فرصة للأطفال للتفاعل والمشاركة في الأداء المسرحي من خلال الأنشطة التفاعلية وورش العمل التي قد تقدم لهم. هذا يساعد في تعزيز إبداعهم وثقتهم بأنفسهم.

بالطبع، يعتمد رأي الأطفال على اهتماماتهم وتفضيلاتهم الشخصية، لكن بشكل عام، مسرح الطفل في المهرجانات والفعاليات يعتبر فرصة ممتعة وترفيهية لتجربة الفن والمسرح واستكشاف عالم الخيال والإبداع.

كلمة توجهها لكتاب المسرح؟

أيها كتاب المسرح، أود أن أقول لكم أنكم تحملون مهمة فريدة وجميلة في عالم الفن والإبداع. من خلال كلماتكم وأحداثكم الملهمة، تمتعوا بقوة خلق عوالم سحرية للجمهور، وخاصةً للأطفال الذين يتطلعون إلى الحلم والمغامرة.

فن المسرح يمكنه أن يصنع الفرح والحزن، يحمل الرسائل والعبر، ويؤثر في نفوس المشاهدين بطرق لا تُنسى. لذلك، استخدموا أقلامكم بجرأة وابداع لتروي ملحمة حكاياتكم بكل إحساس ومهارة.

كتاب المسرح يعد رمزًا للأمل والتغيير، فقصصكم وشخصياتكم قد تُلهم الأجيال الصاعدة وتُحفّزها على اكتشاف عالم الفن والتعبير الذاتي. لذلك، دعونا نبقى ملتزمين بالتجديد والتطور، ونتحدا أنفسنا لنجعل من كل مسرحية تجربة ترفيهية وتعليمية مميزة.

أنتم الحكاية، وأنا على يقين بأن مسرحكم سيستمر في لمعانه وأثره في قلوب المشاهدين. فلنستمر سويًا في بناء جسور من الفن والإبداع لنرسم البسمة على وجوه الجميع ونُضيء الدروب بالأمل والإلهام.

أتمنى لكم التوفيق والنجاح في رحلتكم الفنية، وأن تبقوا ملهمين للعالم من خلال كتاباتكم الرائعة. تحية فنية وإلهامية لكم جميعًا!