107
046
046
094
059
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11817
04749
04726
04540
04410
17
*حاكم الشارقة يمنح المهرجان ضوءًا مختلفاً وزخمًا كبيرًا
*الإبداع هو خيارنا في القصيدة الجميلة
*ضخ دماء جديدة في شريان المهرجان، وفق رؤية الشارقة
*رعاية الشعر والمبدعين
*من الصعوبة أن تجد من يدهشك في كل مرة بمبادرة ثقافية كبيرة
حوار _أحلام الجهني
“أضع نصب عيني خدمة مشروع الشارقة الثقافي، ورسالتنا نشر الجمال والدهشة في الحياة، وأن نجعلها واحة للشعر والنقد والإعلام”. الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير “بيت الشعر” بالشارقة، ضيفنا لهذا العدد، نرحب بكم أجمل ترحيب وأهلا بكم في مجلة فرقد الإبداعية.
-بيت الشعر الحاصل على جائزة الأمير عبد الله الفيصل، كأفضل مشروع يخدم الشعر العربي، ولقد استمر هذا الإبداع وتواصل لمدة ربع قرن، تحت إدارة الأستاذ محمد البريكي إذ تم الاحتفاء بمرور 25 عامًا على تأسيس بيت الشعر.
– منذ أن استلمت إدارة هذا البيت وأنا أضع نصب عيني خدمة مشروع الشارقة الثقافي الذي يرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ولأني شاعر ومطلع على المشهد الثقافي، كنت قريبًا من حاجات الشعراء وطموحاتهم، وعملت بكل طاقة في ظل الحراك الثقافي الكبير الذي يرعاه ويقوده حاكم الشارقة، ومن الصعوبة أن تجد من يدهشك في كل مرة بمبادرة ثقافية كبيرة. واختياري لمن يستحق الوقوف على منبر الشارقة، ودعم حاكم الشارقة، ومتابعة دائرة الثقافة بالشارقة مكنني من جعل هذا البيت وجهة ثقافية وبيئة ملائمة للمبدعين.
*الإبداع هو خيارنا في القصيدة الجميلة
– في النسخة الـ 19 من مهرجان الشارقة للشعر العربي قلت أنه يتيح لكل شاعر مشارك أن ينثر أزهار نصه شعرًا عطرًا ويدور حرفه كيفما يشاء، ما الذي يحفز الشعراء المبدعين للمشاركة في الموسم العشرين للمهرجان؟
– ربما وجدوا في هذا المهرجان الكثير من المحبة التي عنوانها القصيدة الجميلة التي تستحق أن تقف على منبر الشارقة الشعري، الإبداع هو خيارنا، ولذلك تجد في كل أمسية ما يجعل جمهور القصيدة يتجدد ويملأ القاعات، وهو ما يغري الشعراء على المشاركة، فقد استطعنا بفضل الله جعل هذا المهرجان من أفضل المهرجانات الشعرية في العالم العربي.
كيف يتم اختيار ترشيح النقاد، وما أهم معيار يتم مراعاته في ذلك الشأن؟
– سعت الشارقة دائمًا إلى أن يكون للنقد حضوره في فعالياتها، فدائرة الثقافة تسعى من خلال مهرجانات الشعر، والسرد، ومهرجانات بيوت الشعر في الوطن العربي إلى حضور النقد من خلال برامج فكرية تطرح قضايا الشعر والسرد، ولذا أطلق حاكم الشارقة خلال مهرجان الشارقة جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، ونحن في كل دورة من دورات مهرجان الشارقة للشعر العربي نطرح قضية شعرية، ونختار من يستطيع سبر أغوار القضية والإبحار في موضوعها، ونتواصل مع النقاد بعد دراسة ومتابعة للمشهد.
– وأن يغنى وفق قواعد البروتوكول الشعري ،،، ما رأيك في الشعر الحر؟
– الشعر العربي لم يتوقف عن التجديد، بدءاً من الطلل، ثم إلى تعديل آليته عند أبي نواس كما أرى، فلغته متجددة، وأفكاره متقدة، ولم يتوقف عند الخليل بن أحمد الفراهيدي وتلميذه الأخفش، فكانت التفعيلة تجديدًا في الشكل، ولم تهدم ركنه الأهم، وما يعنينا هو أن نحافظ على اللغة والشعر العربي، فهما تراث الأمة وهويتها ومستقبلها.
*حاكم الشارقة يمنح المهرجان ضوءًا مختلفاً وزخمًا كبيرًا
– حدثنا عن تشريف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في افتتاح النسخة 19؟
– حضور سموه افتتاح كل دورة من دورات المهرجان، هو تكريم للقصيدة العربية ومن ينتسبون إليها، وهو ما يمنح المهرجان ضوءًا مختلفًا وزخمًا كبيرًا، وهو دليل كذلك على أن سموه يحرص دائما على أن يقترب من المبدعين، يتلمس حاجاتهم، يشاركهم عرس القصيدة وبهجتها.
*رعاية الشعر والمبدعين
– الشعراء الشباب هم وقود المهرجان وخطه المتنامي، ورسالته الإبداعية، ما مدى إقبال الشباب على الشعر العربي. وكيف تصف شعورك؟
– نحن دائمًا في بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة نبحث عن كل مبدع طوال العام، ونسافر إلى محطات كثيرة من أجل رفد فعالياتنا بكل مبدع، وضخ دماء جديدة في شريان المهرجان، وفق رؤية حاكم الشارقة الذي يهتم بالشباب ويوصي بهم خيرا، ولذلك نجمع أصحاب التجارب الطويلة بالطاقات الشابة الطموحة، من أجل أن تتواصل الأجيال، وتلتقي الرؤى لتتحاور وتنتج مشهدًا آخر.
*على كل صاحب موهبة أن يسوق منتجه
– هل ضاعت الفرصة على الشعراء غير المعروفين، وهل يوجد اكتشاف ورعاية لهم؟
– على كل صاحب موهبة أن يسوق منتجه، وأن يسعى إلى كل منبر من شأنه خدمة مشروعه الشعري، ونحن لنا دور آخر في البحث والتقصي، ولا يقتصر الأمر على مؤسسة واحدة، فهناك مؤسسات كثيرة تقوم بدورها في خدمة الشعر، ولا ننسى أنكم في المملكة العربية السعودية تقومون بجهد كبير من خلال مؤسسات مختلفة، وما تقوم به أكاديمية الشعر وجائزة الأمير عبدالله الفيصل من جهد، يجعلنا نستبشر خيرًا، ونطمئن على مستقبل الشعر، بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية الأخرى مثل مؤسسة البابطين وغيرها، فلهم الشكر على رعاية الشعر والمبدعين.
– ما الذي تميزت به الشارقة لكي يتم اختيارها لإقامة أعراس الشعر العربي؟
– من وجهة نظري أرى أن ديمومة العمل الثقافي وفق رؤية ثقافية واضحة تلقى دعمًا سخيا مستمرا، هو ما أهلها للقيام بهذا الدور، أضف إلى ذلك الصدق والأمانة في تنفيذ هذه الرؤية.
– في هذه الفترة ما الذي يجدد دماء الشعراء؟
– على الشاعر صاحب الموهبة في كل فترة الاطلاع على كل جديد، والقراءة التي تفتح له آفاقًا كثيرة، فالحركة تجدد دماء الشعر، والالتقاء بالمبدعين وحضور فعاليات الشعر الحقيقية التي يتم اختيار الشاعر فيها وفق معايير الإبداع، تغري الشاعر على الاعتناء بنصوصه، وتدخله مناخًا تنافسيًا ينتج عنه وهجًا مختلفا.
– ما هي رؤية الشاعر محمد الكونية؟
– نحن جزء من هذا الكون، وجدنا فيه لنتأمل ونفكر، ونحلق في سماوات بعيدة، نستغل شغبنا وجنوننا من أجل الوصول إلى الاستقرار النفسي الذي يمنعنا من السقوط والانجراف والانحراف، فالعقل له مدى، والجنون لا يمكن أن يحقق هدفه بغير هدى، رسالتنا نشر الجمال والدهشة في الحياة.
*من الصعوبة أن تجد من يدهشك في كل مرة بمبادرة ثقافية كبيرة
– “القوافي” هي جزء من رسالة الشارقة فى تعاون الشعراء والنقاد والمبدعين على مد جسور للتواصل الجمالي، الى أين وصلت المجلة في تحقيق هذا الهدف؟
– في عام 2019 انطلقت المجلة، وأكملت 4 أعوام وهي في السنة الخامسة، تسير وفق رؤية حاكم الشارقة، ونحن نعمل على أن نجعلها واحة للشعر والنقد والإعلام، بلغة وطرح لا يصعد عاليًا إلا ليرتقي مع فكر المتلقي، ونتج عن هذا العمل جائزة القوافي التي يختار من خلالها حاكم الشارقة نصا من كل عدد من أعداد المجلة خلال صدورها على مدار عام للفوز بالجائزة، يتم استدعاء أصحاب النصوص إلى مهرجان الشارقة للشعر العربي لتكريمهم من قبل حاكم الشارقة.
– كرم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس أمناء أكاديمية الشعر العربي الأمير خالد الفيصل، حدثنا عن هذا التكريم وأثره لبيت الشعر.
– مصداقية الاختيار والأمانة هو ما يميزها، وحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة ومستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الأمناء يمنح هذا العمل قيمة مختلفة، ومنح هذه الجائزة لبيت الشعر في الشارقة يعطي دلالة واضحة على أن ما يقوم به البيت من جهود، أتى بثمار حسنة، ووصل صداه إلى من يقدره، فشكرًا لهذه المؤسسة على جهودها الكبيرة خدمة للأدب والفكر.
– انطلقت الدورة الـ 15 لورشة فن الشعر والعروض، ما فائدة هذه الورش للشعراء؟
– هذه الورشة لا تصنع شاعرًا ما لم يكن صاحب موهبة، أما علم العروض ومعه فنيات القصيدة، فالمنتسب للدورة بحاجة لاستذكار هذا العلم، ثم معرفة آليات تطوير النص الشعري وبنائه، ونحن نوفر لهم المتخصصين الذين يقدمون محاضرات تطبيقية تصحح ما يشكل على بعضهم، وترسخ ما لديهم من معلومات.
-مدى حرص بيت الشعر على تنظيم الورشة بشكل سنوي، هل ساهمت هذه الورشة في كشف المواهب الشعرية وتطويرها؟
– على مدار السنوات التي قدمنا فيها هذه الورشة، اكتشفنا طاقات كانت بحاجة إلى الرعاية، وقمنا بالتواصل معهم، وبعضهم وصل ولله الحمد.
– هناك تسابق كبير في الخليج لدعم الشعر العربي، كيف تنظر لهذا الأمر؟
– التسابق من أجل التكامل هو ما نسعى إليه، ويصب في خدمة الشعر واللغة العربية، ويفتح منابر مختلفة تسهم في تقديم واكتشاف طاقات جديدة، ونطمح في أن يستمر التواصل من أجل تقديم أعمال مشتركة خدمة لهذا الفن العربي العظيم.
– يقول البعض أن التقنية قد تؤثر على وهج نجم الشعر وترفع من حالات السرقات الأدبية، ما رأيكم في ذلك؟
– السرقات الأدبية ليست وليدة العصر الرقمي، لكنها زادت فيه، ومعها زادت عملية كشفها، وربما قدمت مساحة واسعة استغلها البعض استغلالًا سلبيا، لكن لا يعني أن تترك هذه المساحات للعابثين، فالتعايش معها أنسب من هجرها، ورفع منسوب الجمال فيها أدعى من الإحجام عن الظهور فيها، ولكل زمن آلياته ووسائله، وأرجو ألا يؤثر على واقعيتنا.
– كلمة أخيرة للقراء…
القراء هم عود ثقاب كتاباتنا، وأوكسجين أحلامنا الشعرية، قلوبهم مطاراتنا، ومشاعرهم وطننا الذي نأوي إليه، بهم نحارب الرتابة، ومن أحزانهم نصنع الفرح ونخترع له صراطًا يعبرون عليه هروبًا من الألم، لهم قلوبنا ولنا منهم نبضها، وهبنا الله الشعر، وهو هديتنا لهم:
ما زلــتُ أودِعُ في القصيدِ رهاني
وأتيــهُ مثـــلَ المــــوجِ في شطآني
فالشعــــرُ مــوهبة الإلهِ لــشاعــرٍ
وهــديـــةُ الإنــســانِ للإنــسـان
شكرًا تليق بكم لأنكم الضوء، وشكرًا لأنهم الحبر الذي يكتبنا.
حوار غني يكشف رؤية طموحة للشعر تحت خيمة إمارة الشارقة الراعية للثقافة والابداع وتعكر جهود الصديق البريكي في ابقاء الشعر محطة وارفة بالجمال والتالق