مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

‏ محمد جابر مدخلي* ‏قد كنتُ ندا قويا شامخ الجلد  ‏وبعد موتك دبَّ الضعف في جسدي  …

 وداعا يا أخي

منذ سنة واحدة

119

0

محمد جابر مدخلي*

‏قد كنتُ ندا قويا شامخ الجلد 

‏وبعد موتك دبَّ الضعف في جسدي 

 

‏ما وسوستْ لي جِهاتي أنْ تفارقَني 

‏يوما ولا دار هذا الحدسُ في خلدي

 

‏ما كنتُ أحسب دنيا الخوفِ تأسرني 

‏على صفيح من الآهات للأبد 

 

‏أخي وروحي وعنواني الذي ارتسمت 

‏ضحكاتُهُ في خبايا داخلي الوَجِدِ 

 

‏قد كنتَ حسِّي وأنفاسي وذاكرتي 

‏ونبضَ قلبي وتفكيري أيا عضدي

 

‏واليوم تتركُني فردا بدائرتي 

‏أحوم فيها كمجنونٍ أعض يدي

 

‏أَواهُ كلُّ الدُّنى تبكيكَ ما فتئت 

‏تشتاقُ إطلالةً من ذلك الأسدِ 

 

‏الكل يبكيك من قلبٍ فوا أسفي 

‏على فراقٍ لروحِ العز والسندِ 

 

‏مشارق الأرض قد لفت مغاربَها 

‏حزنًا على هامةِ الأجداد والولد 

 

‏ماذا فعلتَ لأهلِ الأرض كي يثبوا 

‏على وداعكَ تمجيدًا بلا عدد؟

 

‏لِسانك الشهد (إبراهيم) إن حضرتْ

ملاحمُ الشعرِ ما جاراكَ من أحدِ 

 

‏وإنْ توالى مُزاحٌ كنتَ أولَنا 

‏ضحكًا تُترجم إحساسًا بلا نَكدِ 

 

‏ما مات ذكرك ( إبراهيمُ) في بلدٍ 

‏بل زاد ذكرك ( إبراهيمُ) في البلد 

 

‏فتًى صدوقٌ عطوفٌ سيدٌ ورعٌ 

‏كريمُ طبعٍ عفيفٌ بارئُ الحسدِ 

 

‏حينَ الوداعِ دنت عيني لرؤيتِهِ 

‏فما وجدتُ سوى مسكٍ لمنفرد 

 

‏بياضه ناصعُ الأنحاءِ بسمتُهُ 

‏تُغري وجثمانُه قد لُفَّ بالبَرَدِ 

 

‏آهٍ (أبا منذرٍ) آهٍ أرددها على

رحيلك في يومي وكلِّ غَدِ 

 

‏ودعتك اللهَ ياطودًا قد اتكأت 

‏عليه نفسي بيوم حالكِ الشِّدَدِ 

 

‏عزاؤنا أنكَ الأنقى بما عَهِدَتْ 

‏خِصالُك البيضُ يا طهرا غشى سَهدي 

 

‏فارحمْ إلهي فقيدًا كلما بزغتْ 

‏شموسُ كوني ليبقى واسع الرغد

*شاعر سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود