10
0103
0121
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174298
03997
0د. صالح عبيد باظفاري
قال أخصائي موسيقى الشعوب رولف كيليوس أن العمل الصعب والمعقد للغاية الذي يقوم به البحّارة على متن السفن الشراعية وقوارب صيد السمك.
منطقة الخليج والبحر العربي في جنوب اليمن يختزن هذا المكان الجغرافي إرث غنائي كبير يدل على ظهور مجموعة من الأنواع الموسيقية الأكثر إثارة في العالم العربي ونحن نتساءل اليوم، كيف حدث ذلك؟ وما السرّ وراء استمراريّة هذه الأنواع الموسيقية وبقائها إلى أيّامنا هذه .
واول من قدّم وصفًا دقيقًا
“فنّ الغناء البحري” هو المستكشف والأديب ألان فيليرز الذي كتب على متن أحد السفين التجارية عام 1939 قائلا “إن تلك الضوضاء المتمادية للدمدمة التي تصدر فقط عن الحناجر الاستثنائية للبحارة والصيادين أشبه بصوت مجموعة من الأسود الجائعة تتطلع إلى تناول وجبة من الطعام، أو بزمجرة مجموعة من الدببة، ثقيلة الوزن، داخل حفرة طلبًا لعظمة تأكلها، أو بهدير بركان عميق يغليك.
وقال الباحث الموسيقي حبيب حسن توما على الموسيقى البحرية بأنها “النوع الموسيقي الأكثر أصالة وتميّزا” في الوطن العربي والجزيرة والخليج.
ويوجد نوع مُتفرّع من الفن البحري وقد انقرض اليوم ويعتمد هذا الغناء على غناء السيّدات ورقصهنّ، وتصفيقهن بالأيدي، وعزفهنّ على آلة الطار. وفي حين كان الرجال يمضون خارجًا في رحلات الصيد والتجارة وتمخر بهم السفن عباب البحر، كانت النساء تلازمن بيوتهنّ في المناطق الساحلية بانتظار عودة آمنة لأزواجهنّ وإخونهنّ وآبائهنّ. ويبدو أن الأنواع الغنائية الأكثر أهمية هي تلك التي كانت تؤدّيها النساء في مجتمعنا وترافقها بعض من الطقوس التي تقام أثناء العودة للسفن وقد تطرق إلى اللون البحري وعكسه فنيا على الموسيقى الحديثة الموسيقار محمد عبد الوهاب من خلال هذه الأغنية :
عندك بحرية يا ريس
سمر و شرقية يا ريس
والبحر كويس يا ريس
وصل لي حبيبي يا ريس
عالرمل الدايب كتبنا
شوق الحبيايب دوبنا
وإن شاالله توصل مراكبنا
الـ فيها أهالينا و حبايبنا
والفرحة تكمل يا ريس

وأيضًا من أغاني البحر التي خلدت في أذهان الأجيال أغنية سليمان العماري التي تقول:
“يا عالم المستور”
يالله ياعالم المستور
عظيم أسالك يا كريماني
سألك بعم وحق الطور
وبحق طه وسبحاني
وبانتقال الأهزوجة البحريه من
أفواه الصيادين والملاحين إلى عالم الغناء الموسيقي على أيدي فنانين عظام حتى تبقى في الناس خالده.
ومن أقولهم أيضا:
إن تشـا تصاحـب صاحـب ريالـك
وأهلك لا ما عنـدك ريـالات، ملّـوك
والنـاس لـو تضحـك ريــا لــك
ريالك ولو كنت فاضي فقـط ملّـوك
وقد كان للموسيقي عند البحارة أثرا استثنائي كونها تتكون من نوعان من الضرب الإيقاعي الأول ما يسمى بموسيقى المجتمعات البدوية القاطنة في المناطق الغير ساحلية من خلال تردد أبيات الأشعار التي تقال في الألعاب الشعبية والزوامل والنوع الثاني الموسيقي القادمة عن طريق البحر من مناطق شرق أفريقيا وغرب الهند وبلوشستان وتمثلت في الليو وكثير من الألحان التي عكست نفسها على ثقافتنا الغنائية في أواخر الثلاثينيات إلى وقت قريب، وتجمع هذه الأنواع الموسيقية عناصر متنوعة، بما فيها الصوت البشري (المغنّيّ) الحارة الذي لهم تأثيرات متعددة النغمات، والغناء المنفرد. المنتظم بالارتام الإيقاعية المصاحب آلة السمسمية التي تُعزف متزامنة مع التصفيق بالأيدي والدندنة العميقة المغنّاة.
ونستعرض في الحلقة القادمة تأثير الرياح على الإيقاعات البحرية.
* كاتب وشاعر يمني
التعليقات