47
08
0162
087
0سـامي المعمري* حَلِّقْ بِقلبي لا تَـرُدَّ جَناحَهُ واعْبُر بٍهٍ فَوْقَ الصَبابة والْقِهِ فإذا هَوى بالحُبِّ في قاعِ الهَوى فَجِّر لهُ ي …
2039
01654
01347
121311
01116
1يمر بنا في الحياة أشخاص، ووجوه متعددة، وطبائع غريبة، بحسب محيط العمل والحياة، وكثافة الأعداد التي نتعرف عليها في كل يوم وشهر وسنة.
ولعل من أكثر الأمور بشاعة أنه، عندما ترتسم في ذهن الشخص صورة نمطية عن الآخر، بناء على أحداث متعاقبة ومتوالية في فترة طويلة، سواء أكانت هذه الصورة سيئة أم حسنة، تظل عالقة في الذهن، بل و قد تخلد عند بعض النَّاس!
ومهما مرت السنوات على هذه الصورة، ومهما باعدت الظروف في عدم اللقاء، تظل هذه الصورة خالدة عند بعضهم، وعندما تسمح لهم الظروف لتلتقي بصاحب هذه الصورة، تقفز تلقائياً في ذهنك الصورة المنطبعة عندك لتحذرك منه، إذا كانت الصورة الراسخة في عقلك عنه قبيحة، وتدعوك إلى التقرب منه، إذا كانت بالعكس.
نعرف حق المعرفة أن الثبات على شيء واحد، وخصوصًا في ما يخص طباع النَّاس وأمزجتهم، يعد من المستحيلات؛ فالزمن يغيّر الحال، والظروف والحياة والتجارب، مع مرور السنوات، تعيد بناء شخصية الإنسان؛ لذلك من الجور في الأحكام أن تبقى الصورة السابقة، لأي شخص عرفناه، خالدة في الذاكرة، ونظل نعيد إصدار الحكم عليه بناء على ما سبق.
ما الذي يجبر الإنسان على التمسك بالحكم القطعي وبهذا الحكم الجائر والمواقف الثابتة، ولا يقبل تغييرها مهما حدث ومهما مرَّت الأعوام؟
إن التعنت والثبات في الآراء، مهما حدث و التغيير من السيء إلى الأفضل أو العكس، هي من صفات أهل القسوة وذوي العقول المؤصدة في الرأي، الذين يغلقون عقولهم وبصائرهم عن النور الذي يشع، ويعمدون إلى فرض العتمة عليه.
نجدُ هذا الطبع متفشيًا عند بعض النَّاس، وقد نَظْلِم الإنسانَ بسبب هذا الموقف الثابت المبني على ماضيه، ونَهضم حقوقه ونجني عليه بالحكم الجائر، دون أن نحاول تبديل موقفنا بناء على الحاضر وما نراه أمامنا، دون الارتكاز على صورة تكونت في الماضي ومر عليها حقبة من الزمن وأضيف عليها لمسات وتغييرات جمة.
* كاتب سعودي
التعليقات