46
08
0160
084
0سـامي المعمري* حَلِّقْ بِقلبي لا تَـرُدَّ جَناحَهُ واعْبُر بٍهٍ فَوْقَ الصَبابة والْقِهِ فإذا هَوى بالحُبِّ في قاعِ الهَوى فَجِّر لهُ ي …
2039
01654
01347
121311
01116
1ماجدة الشريف
ولتكن في الفن وفي جميع المجالات ذا فلسفة خاصة بك، ما المانع ومن الذي له سلطة عليك في الفكر والتوجه والاختيار؟
الله هو وحده مالك الملك وهو مالك يوم الدين من له سلطة تملك عقلك وفكرك حين يكون سليمًا وسويًا ومتزنًا تستطيع به التمييز، ولتكن لديك فلسفة تجعلك تفهم وتفكر وتتعامل مع كل شيء من حولك والمواقف التي تمر بها بطريقتك وليس بطريقة غيرك، فلسفة تمثلك لا تمثل غيرك، تُعيبك أو تُميزك، تزيدك أو تُنقصك، ترفعك وتعلي شأنك، أو تهمشك كل ذلك أنت وحدك مسؤول عنه لا غيرك!
خُلقنا أحرارًا وميزنا الله بالعقل، بعضهم يحاول السيطرة على عقول غيرهم ممن يمتلكون فكرًا مختلفًا عنهم وتوجهًا غير توجههم محاولين بث قناعاتهم الشخصية وفكرهم ونظرتهم في الفن وغيره حتى ولو كانت نظرة خاطئة ويرونها من وجهة نظرهم صائبة، فهناك نسبة وتناسب وما تراه صائبًا غيرك يراه خاطئًا.
القناعات ليست ثابتة هي متغيرة بتغير الإنسان وتطوره بمراحله العمرية ومن خلال تجاربه الشخصية بالحياة، هذا لا يعني عدم احترام قناعة الأخرين، ولا يعني عدم تغيير الأخطاء، ولا يعني رفض قناعة مختلفة تكون صائبة وسليمة، ولكن ليس فرضًا وجبرًا بطريقة أو بأخرى، قل مالديك من قناعة دون المساس بقناعة الآخرين والسخرية منها والاستخفاف بهم، قل مالديك لك حرية القول ولغيرك حرية الرفض والقبول، أنا لا أتقبل أو بشكل أصح أنفر من أولئك محدودي النظرة والذين لا يحاولون التمرد على كل قواعد دنيوية وضعية وضعها غيرهم، غيركم هم فكروا ونظروا وجربوا وتمردوا على من سبقهم في كل المجالات ثم وضعوا قواعد وقوانين يسير عليها من بعدهم الكثير أو الجميع، وكأننا خُلقنا تابعين ولا يحق لنا أن نكون متبوعين، الحياة تبادلية لا بد من تبادل الأدوار تمامًا كالمعلم والتلميذ حين يتفوق التلميذ على معلمه يصبح المعلم تلميذًا والتلميذ معلمًا، لا شيء دائم وثابت سنة الله في خلقه الاختلافات بكل شيء، وسنته التبدل والتغير، فلماذا نريد تحجيم الفكر ونسعى على كلمة (اقبل هذا هو الموجود. أقبل بما وجد) هنا يحق لنا قول (لا) وبكل قوة ولا نخشى لومة لائم.
كن ذا فلسفة فنية خاصة بك ولا تبالي، كن ذا فلسفة متمردة وضع بها ما تُريد من قوانين وقواعد تخصك أنت وحدك”
كنت أتحدث مع صديقة بمقال كتبته سابقًا ثم قالت لي بنبرة حزينة: شكت لي بما واجهته من نقد قاسٍ جدًا أمام المتدربات من مدربة كانت تتدرب معها عندما قامت برسم لوحة من نسج خيالها قالت لها بطريقة قاسية وبنبرة عالية تعلمي الأساسيات ثم قومي بكسرها!!! تبًا لكِ معلمة ومدربة.
قلت لصديقتي غاضبة من تصرف لا أخلاقي لم تراع مشاعرها ولا حتى كبر سنها، قلت لها وأنا أتحمل ما قلت بكل قناعة ولا أبالي بقول الحق: اكسري كل قاعدة وافعلي بالفن ما يحلو لكِ ولكن حين تفعلين اجعليهم يرون الجمال، الجمال وحده هو الذي يسلب العقول، اسعي بكل ما أتاكِ الله من موهبة لنشر جماليات لونكِ.
لو كنت أعرف هذه المدربة لقلت لها باحترام: تنحي عن التدريب فأنتِ لا تستحقين هذا المكان أو تعلمي كيف تعلمين غيرك! ويحكِ ماذا فعلتِ بها ما زالت متألمة من كلماتكِ القاسية، ما الخطأ الذي اقترفته كي توبخينها بشدة أمام الجميع، قال تعالى في كتابه الكريم: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖفَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” (159) سورة آلعمران.
وأخيرًا يارفاق الفن الكلمة الطيبة تبني وتفعل العجب العجاب فما بالكم بالفنانين أهل القلوب المرهفة، الفنان فكره واحساسه يختلف قليلًا عن الناس العاديين، الفنان يمتلك مشاعر مختلفة تمامًا عن غيره، نصيحة لي وللجميع انتبهوا على تلك الكلمة التي تنطقون بها، فكروا بها قبل قولها، قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)﴾ سورة إبراهيم.
لوحة الفنانة رحمة القرني
التعليقات