الأكثر مشاهدة

د. عبدالله بن محمد العمري  “القناة الثقافية.. سنة أولى ونجاح كبير في نقل ا …

ذاكرة المثقفين (الثقافية) تعود

منذ سنة واحدة

250

0

د. عبدالله بن محمد العمري

 “القناة الثقافية.. سنة أولى ونجاح كبير في نقل الحركة الثقافية السعودية إلى المشاهد العربي” صحيفة الرياض لعدد يوم الأحد 27 محرم 1432 هـ – 2 يناير 2011م – العدد 15532.

ابتهجت صحيفة الرياض باسم المثقفين عندما أكملت القناة الثقافية عامها الأول منذ أيام قليلة من التاريخ المدون أعلاه قبل ما يقارب ثلاثة عشر عاماً، وبعد رحلة سنوات عُلقت ذاكرة المثقفين الثقافية بإعلان تحويل القناة الثقافية إلى قناة عامة وكان هذا في عام (2017م) إلى أن جاءت البشرى بتاريخ 16 أغسطس 2023 بتوقيع سمو وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة مجموعة إم بي سي اتفاقية تدشين وتشغيل قناة تلفزيونية ثقافية تحتفي بالثقافة السعودية وتحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

عادت الذاكرة (الثقافية) بمرجعية غير المرجعية السابقة، فمن وزارة الإعلام إلى وزارة الثقافة، وهذا يعني أن المنطلق الثقافي هو القاعدة وأن الإعلام هو الأداة، وهذا التحول في حد ذاته يجعل الفكرة أكبر قابلية للنجاح، ويجعل المساحة التي تتحرك فيها القناة مساحة أكثر تخصصاً، وأدق في توظيف التفاصيل الثقافية في إبراز الثقافة السعودية. فما هي الثقافة؟ وكيف يكون الإعلام أداة تخدم هذه الثقافة المحددة بدقة؟

ما هي الثقافة؟

 ارتبط مفهوم الثقافة بكلمة (Culture) التي جاءتنا من الثقافة الأوربية، والتي ارتبطت بقرينة لها وهي كلمة حضارة اللتان أحصى لهما العالمان (الفريد كروبر) و(وكلايد كلوكهون) في أوائل الخمسينيات الميلادية أكثر من (164) تعريفاً!

ولكن هذه الكلمة (الثقافة) لم ترتبط بتلك التعاريف في التاريخ العربي في كل عصوره كما هو عليه الحال الآن فقد كان أول استخدامٍ لها عند العرب –حسب ما أمكنني التوصل إليه- على يد العالم (ابن خلدون) بمعنى وإن كان شبيهاً لكلمة (Culture) لكنه ليس متطابقاً معه تماماً من حيث معناه وتطوره، وعلى ما يبدو أن هذه الكلمة (ثقافة) لم تكن تستخدم طيلة سنين طويلة في الثقافة العربية إلى أن جاء الأديب المصري (سلامة موسى) ليعيد إحياء هذه الكلمة في أحد مقالاته، واستمرت هذه المفردة بالتطور متأثرة بكثيرٍ من الثقافة العربية وغير العربية، فأخذت عدة دلالات ومعاني، فقد عُرفت على أنها كل ما يوجد في المجتمع الإنساني ويتم توارثه اجتماعياً وليس بيولوجيا، وعرفت على أنها قوة رئيسية تشغل مكانة محورية في بناء المجتمع وتنظيم تفاعله وعلاقاته الاجتماعية.

ولكن رغم هذه التشعبات لمفهوم الثقافة، ودلالات هذا المصطلح إلا أن وزارة الثقافة قد حددت له معناً مضبوط الحدود إلى أقصى درجة ممكنة عندما استندت في تعريفها لمفهوم الثقافة على تعريف منظمة اليونسكو، والذي ينصّ على أن:”[الثقافة] هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها [الإنسان] باعتباره عضواً في المجتمع”.

وقد كان اختيار هذا التعريف أحد المؤشرات العلمية الواضحة على أن وزارة الثقافة تعمل وفق منهجية علمية مكتملة، ووفق منهجٍ علمي يهتم في أدق التفاصيل ابتداء من التعريف، والذي يعتبر مفتاح الباب الرئيس للوزارة الفتية الذي يطل على بهوها الفسيح والمشتمل على

“16 قطاعاً فرعياً ستتمحور حولها أعمالها وأنشطتها. وتتمثل في:

الأفلام. المتاحف. الكتب والنشر. التراث الطبيعي. الأزياء. الفنون البصرية. فنون العمارة والتصميم. الموسيقى. المواقع الثقافية والأثرية. المسرح والفنون الأدائية. فنون الطهي. التراث.

المهرجانات والفعاليات الثقافية. اللغة والترجمة. الأدب. المكتبات.”

وهذا يعني أن القناة الثقافية هي وإن كانت امتداداً لسابقتها من حيث المسمى وطبيعة الاهتمامات إلا أنه يعني أن هذه القناة سيتمحور اهتمامها حول هذه الحزمة الثقافية.

والتي يتضح من النظرة الأولى أنها مجموعة ليست بالقليلة من حيث العدد ومن حيث المحتوى والأهمية وحجم المسؤولية.

أما من حيث الإجابة عن السؤال الثاني: كيف يكون الإعلام أداة تخدم هذه الثقافة المحددة بدقة؟

فالإجابة عليه تأتي من خلال ما قامت به وزارة الثقافة من اختيار المجموعة الإعلامية التي تستطيع أن تصل بهذا المحتوى الثري جدا والمتنوع إلى أقصى مدى عربياً بل وعالميا. كما نأمل ونطمح وكما جاء في مستهدفات القناة الثقافية على صفحتها في منصة تويتر، وهذا سيعالج أحد المواضيع الهامة جداً التي كتب عنها بعض المثقفين من عدم تحقيق القناة الثقافية السابقة الانتشار المؤمل الذي تستحقه الثقافة السعودية والمثقف السعودي، وهذا لا يعني عدم وجود الكثير من الإيجابيات للقناة السابقة، فقد كانت نافذة أطل منها مثقفون وأدباء وهواة ومهتمين بالشأن الثقافي، وكانت المحطة المفضلة لمشاهدين مهتمين بهذا الجانب، وأنا أحد من كان لي شرف الظهور على هذه القناة كأحد كتاب الرواية والشعر والمهتمين بالقصة وغيرها من الجوانب الثقافية، ولكن الثقافية في انطلاقتها الجديدة ستكون بإذن الله تعالى متوافقة مع حالة التطور والتنظيم الذي يتفق مع المرحلة، ومع القدرة التنظيمية والتنفيذية الدقيقة لوزارة الثقافة.

ومن جهة أخرى فيما يتعلق بالإجابة على السؤال السابق؛ فإن اختيار أحد الشباب السعودي المؤهل أكاديمياً بمؤهلٍ إعلامي، والممارس فعلياً للعمل الإعلامي؛ جاء ليضع هذه الأداة في يد المتخصص علمياً والممارس ميدانياً، والقادر على إدارة هذه النافذة الوطنية بكل معرفة وعلم، فالأستاذ مالك الروقي وجه إعلامي سجل حضوراً يليق بالمثقف والإعلامي السعودي، ويعكس القدرة المهنية والعلمية للشاب السعودي من خلال البرامج التي قدمها أو عمل على إظهارها من خلال الأدوار الإعلامية المختلفة.

الثقافة هي القوة الناعمة والخطاب البليغ الذي نتحدث من خلاله مع العالم حديث الكلمة والصوت والصورة.

الكلمات المفتاحية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود