ماجدة الشريف
إن من دواعي البهجة والسرور هو رؤية الزهور والورود والطبيعة من حولنا.
الطبيعة لها سحرها بأنفسنا تأخذنا لعالم الهدوء والسكينة الداخلية التي تجعلنا نشعر بالنقاء والراحة من كل شيء مثّل لنا توتر وقلق وأربك ذواتنا بلحظةً فالحياة بكل أحوالها لا تخلو من الضغوطات، ولكننا نسترق من أيامنا لحظات الصفو ونبالغ فيها ونختزل كل بهجة ليوم تضيق به النفس.
ومن أجمل اللحظات التي تمر بنا هي الهدايا وخاصة لو كانت الهدية هي باقة ورد بألوانها الرائعة المريحة والمعبرة، وزهرتنا الجميلة بهذا المقال أثارت بداخلي الكلمات وأثارت ريشتي فرسمتها تعبيرًا وخيالًا جعلتني برحلة رقيقة مع اللون والحرف.
زهرة دوار الشمس هذه الزهرة التي تعني السعادة والنقاء والبهجة والإشراق بلونها الأصفر وأوراقها العريضة ذات العنق، ويمكن أن يرمز اللون الأصفر أو الألوان البرتقالية للبتلات إلى الدفء والولاء والحماس والحيوية، مما يعكس الطاقة الإيجابية المنبعثة من الشمس، هذه الزهرة سميت بهذا الاسم لأنها تدور وتتبع ضوء الشمس بكل اتجاه حتى تغرب.
زهرة دوار الشمس هي تتسم بالدفء تمامًا كالشمس بلونها وأشعتها الدافئة، فاللون الأصفر من أشد الألوان فرحًا لأنه منير ومبهج و يمثل قمة التوهج والإشراق والحماس، ويعد أكثر الألوان إضاءة؛ لأنه لون الشمس ومصدر الضوء واهبة الحرارة والحياة والنشاط والسرور، فغالبًا اللون الأصفر يجعل المكان مليء بالحيوية عندما يُستخدم في قطع الأثاث أو على الجدران في المنزل، يعطي إيجابية ويؤثر على الجهاز العصبي ويحسن الذاكرة والتواصل ويحفز على الإبداع ولكن لا بد عندما يُستخدم يُستخدم بطريقة معتدلة ومناسبة وبلمسات مدروسة ومتناسقة مع باقي الديكور الداخلي للمنزل ولأي مكان.
وأخيرًا يا رفاق الحرف واللون الشعراء والفنانين الألوان والطبيعة تؤثر بهم فكريًا ومعنويًا فنجدهم يعبرون عنها بقصائد ولوحات.
إليكم ما قيل في زهرة دوار الشمس من شعر.
شعر المربّي الصادق الهلالي: زَهرةٌ أسَرَتِ القُلُوبَ، عَبِـقَـةٌ، فاحَ شَذَى أريجِها بلْسَمٌ لِقَلْبٍ وَلُوع ٍأسْقَمَهُ الوَجْدُ وأعيَاهُ الشَّجَنْ ميّاسَةُ السّاقِ، حيثُما دارتِ الشّمسُ دارتْ لَــها ما أنْ ترى الشّفَقَ، تَرْتَبِــكُ ويعْـتَرِيـــها الحَزَنْ يَقُضّ مَضْجَعَها ضَنْــكٌ، فترتعشُ ويَذْهَبُ لُبّها تَنتصِبُ شَدِهَةً، تَرَحًا عنْ عاشِقٍ، بها قد فُتِــنْ ترقُبُ أشِعّةَ الشّمسِ، لتهديــَها، فَتَسْتنيــرُ بـها تبعثُ فيها الـدّفءَ، وتُذْهِبُ عنــها كُلّ المِحَـنْ ساحـرة ، نَؤُومٌ، أو تَسْتَنِيــمُ، يُؤْنِسُ صَـدْرُها.. ألْهَمَتْ« فان جوخ »، فـرسَمَها، بِـذوْقٍ وفَـــنّْ لَعُوبٌ، ذاتُ دَلٍّ، ذهَبيّــةُ الألـوانِ، يُنْقَادُ لــهـا يَـمُوتُ حسْرةً، من حـاولَ فِقْهَ سِرِّها فَافتُتِـْـنْ بُذُورُها شِفَاءٌ للقلْــبِ، رَؤُومٌ، لا يُسْتَهَان بــهـا للْفَوْزِ ِبها لا تتَحَسّرْ عَمَّا تُضِيعُ مِنْ فُرَصِ الزّمنْ.
– وقال أيضًا الشاعر العراقي عدنان الصائغ: (غدًا، ستكبر زهرة عباد الشمس، وتدير رأسها الأصفر الصغير في كل الاتجاهات، ذاهلة، مرتبكة، فثمة أكثر من شمس.. وعندما لا تجد خيارًا أو ملاذًا، ستلقي بنفسها بين يديك، لتغفو).
لوحة الكاتبة والفنانة التشكيلية ماجدة الشريف
التعليقات