780
0118
0116
0174
0152
080
040
020
046
0204
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
3108
02111
02057
01636
01436
12أ. عبد القادر مكي*
على وسائل التواصل الاجتماعي العابر للقارات،
وفي زمن الثورة التكنولوجية العارمة من الذكاء الاصطناعي المستحوذ على العـقول والأذهان والأفكار ما تزال ثقافـة الطفل عنـدنا في الوطن العـربي تقع في دائرة الخرافة الساذجة التي لا تقدم شيئاً للطفـل العربي سواء كان ذلك في المحافظة أو في المدينة، خرافة لم تتجاوز السرد الذي ترسمه تفاصيل الوهـم، وتسيره مواكب الأفكار المسيطرة علـى أذهان الناشـئة من أبنائنا الصغار، وما يزال الوعظ هدفاً يترجل من علـى خيولـه ليقول الكاتب ما يشاء، وفـي كثيـر من الحالات بظهر الغـيب، كما لا يزال العنف هو من يصنع تلك المشـاهد المتخيّلـة المسموعـة، والمقروءة والمرسومة عـبر أشـرطة الرسوم المتحرّكة، وعلى صفحات الكتب التي تسوّق في معارضنا الدولية، وفي كتبنا المدرسية على أنّها في متناول الصغار، وذلك تحت توقيع فئة كثيرة ممن يجهلون الطفل ،ويجهلون الكتابة له سواء كانت قصة أو رواية، أو مسرحية أو قصيدة “نشيدا”، فأدب الطفل عندنا اليوم في حاجة إلـى ضـخّ دم جديـد من الأفكار الذكيّـة، وأفكار دم جديـد من الأقـلام المبـدعـة الموهـوبة الواعـدة التي تجيد احترام شروط فن الكتابة للطفل باحترافية عالية في الإبداع والتعبير الفني، وفي حاجة إلى معرفـة فنّيات عرض النص القصصي الهـادف، والمشوّق الذي ينسي الطفـل جهـاز الهاتف الذكي واللّوحـة الإلكترونية التي تسيطر تفاصيلها على نفسيته، وعلـى حركات أنامـله الصغـيرة وكلّ أفكاره وجوارحه، فطفلنا اليوم يتطـلّع بحب وبشـوق كبير إلـى مـن يأخـذ بيـده من المبدعين والفنانين والموهوبين ،ويدخلونه إلى عصر الذكاء الاصطناعي، وإلى عالم الفن والإبداع والتأمل وهو يقرأ نصّـا جديدا في كتـابـه المدرسي، وفي مكتبتـه المنزلية الورقـية ،أو مكتبتـه الإلكترونية وهو في كل الحالات يقرأ ليتعلّم، ويكتشف ليحلم، ويتأمّل ليضحك ويحاول تجميع كلّ هذه الحالات والمواقف ليبدع، وهو يتجاوز كلّ تلك المراحل العمرية من الواقعيّة المحدودة إلى الخيال المجنّح وإلى المغامرة الممتعة، كي يتجـاوز سن المراهـقة المرهقـة بسلام، وذلك بالنسبـة للبنين والبنات وهنا أقول لكم :أيّها المبدعون في وطننا العـربي رفقا بأطفالنـا، وبما تقدمـونه لهـم من إبداع أدبي وفني من رسوم وأقلام، ورسوم متحركة ومقاطع موسيقيـة وغنائيـة ،فـوراء كل نـجاح فـي ذلك يكون الفضل للنص الإبداعي الكبير المتميّز الذي يحمل طفرة في الجمـال ورقّـة في الإحساس ومتعة في الذوق ،وقدرة كبيرة في صناعة شخصية الطفل المتوازنة بين الرّوح والجسد ،وبين الجمال الذي لا حدود له مع عصر الذكاء الاصطناعي الذي يهدد أجيال المستقبل والشعوب التي لا تحسن استعمال الإبداع والتربية في تنمية قدرات الأجيال على التفكير والتطوّر
*أديب وناقد_ سعودي
التعليقات