792
0233
0262
0576
0341
18
0116
0151
042
0256
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11782
04712
04363
174286
03948
0
د. شاهيناز العقباوى*
من المعروف أن البناء التكويني لأدب الطفل، قائم على تزكية أخلاقه والارتفاع بشخصيته أو العمل على بناء إنسان سوي، يسهم في الارتقاء بالمجتمع، ويساعد في تقدمه ورفعته والمضي به نحو غد أفضل، والأمر ينطبق على كل الثقافات ومختلف المجتمعات، فالهدف الأساسي الذى قام عليه أدب الطفل واحد عبر كل العصور وخلال الأزمنة المتعاقبة.
لكن المتعارف عليه بين مبدعي أدب الطفل أن كل فترة زمنية تظهر على السطح قضية من القضايا أو ظاهرة من الظواهر تجبر المبدعين على المضي قدما لطرحها للنقاش والتحليل، ربما تكون قضية أخلاقية تدافع عن صفة من الصفات وتدعو الطفل إلى أن يكتسبها ويتمسك بها أو تحاول إبعاده عن عادة سيئة انتشرت خلال فترة من الفترات، وقد تكون قضية اجتماعية أو تربوية وحتى سياسية يتم تناولها وطرحها بنفس الطريقة التي تحقق الهدف التربوي الأخلاقي في الأساس وهذا لا يعني أنه عندما يركز المبدع على إحدى القضايا ويسعى إلى أن تظهر بشكل أوضح أنها الوحيدة المتفردة على الساحة الأدبية ، الحقيقة أن هناك الكثير من القضايا الموجودة. لكن المبدع في هذه الحالة يخضع لما يطلق عليه الالتزام “بترتيب الأولويات” . بمعنى أنه يحاول التركيز على أكثر الموضوعات إلحاحا وأهم الصفات التي يسعى إلى غرسها في الخريطة الأخلاقية والتربوية لبناء رجل المستقبل السوى .
وقديمًا كان ترتيب الأولويات التي يلتزم بها المبدع لعرضها وتناولها خلال عمله الأدبي أمرًا سهلًا وبسيطًا ذلك أن الأولويات التي كان من الضروري أن يلتزم بها ويطرحها خلال عمله، محددة بل وسبق طرحها في العديد من الأعمال الأدبية الخاصة بالطفل بطرق ووسائل مختلفة ومتنوعة، لكن الفكرة تكمن في أن كل مبدع يحاول أن يتناول الأولويات التي يسعى للتركيز عليها في عمله من زاوية مختلفة عن المبدعين الآخرين، ليصبح أكثر تميزًا وتفردًا وتأثيرًا ووصولًا للطفل بأشكال وطرق مختلفة ومتنوعة وبشكل يتميز بالبساطة في الطرح وسهولة في التناول وتنوع في العرض، لكننا في الوقت الراهن ونتيجة للطفرة التكنولوجيا التي يتمتع بها العالم أصبح أمام الطفل الكثير من المغريات وبالتالي سيتولد لديه رغبة كبيرة في امتلاك كل شيء والحصول عليه، هذا فضلا عن صفة المقارنة بينه وبين الآخرين واكتساب الكثير من الصفات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاسيما أنها تعانى من غياب الرقيب لذا لا يستطيع الطفل التفرقة والتمييز بين ما يجب عليه امتلاكه والحصول عليه هذا فضلا عن انتقائه للصفات الطيبة التي يجب أن ينتقيها من المطروح أمامه، وهنا يأتي دور المبدع في الوقت الراهن من حيث قدرته على ترتيب أولويات الطفل المختلفة والمتنوعة ودفعه إلى اكتسابها والالتزام بها وذلك من خلال عرضها وطرحها بطريقة جذابة تدفع الطفل إلى الالتزام بها وتنفيذها بما يخدم مستقبله ويساهم في بناء شخصيته المميزة الفريدة البعيدة عن كل مؤثرات خارجية .
لاسيما أن أولويات العصر الحالي أصبحت كثيرة ومتنوعة ومختلفة لذا على المبدع الكثير من المهام الثقال أولها تحديد الأولويات وترتيبها، من حيث الأهمية بالنسبة للطفل ثم عرضها بصورة مشوقة ومختلفة تجذبه بشكل بسيط ومميز وتدفعه إلى الالتزام بها والحفاظ عليها، والتي تساعده على ان يصبح إنسانًا سويًا قادرًا على مواجهة كل التحديات والمغريات التي تزداد يومًا بعد يوم لذا أعتقد أن البطل هنا هو المبدع الذى تقع عليه المسئولية الكبرى بداية من انتقاء أهم الأولويات والتي بالضرورة تختلف من مرحله عمرية لأخرى ثم اختيار الطريقة الإبداعية التي تناسبها لطرحها وعرضها على الطفل والذى أصبح حاليا أكثر تطلبا ولديه القدرة على المقارنة مع صعوبة في الإقناع والالتزام بكل ما هو جيد ومميز.
*كاتبة _ مصر
التعليقات