الأكثر مشاهدة

 د. خالد أحمد* الأداء الفني هو وسيلة من الوسائل التي يفرغ بها الأطفال طاقاتهم، س …

الأداءات الفنية للأطفال ودورها في تعليم اللغة العربية

منذ سنة واحدة

458

0

 د. خالد أحمد*

الأداء الفني هو وسيلة من الوسائل التي يفرغ بها الأطفال طاقاتهم، سواء كان الأداء الفني (غناء، ألقاء، شعر، تمثيل ، مسرح الأطفال ) ، وبالتالي لابد أن نوظف مهارات الأطفال في العمل الإبداعي للفائدة وهنا تأتي أهمية النشاط المدرسي وقيمته في عملية تعليمية ممتعة
إن كل نشاط تربوي داخل الفصل الدراسي أو خارجه تحت إشراف المعلم أو رائد النشاط يعد جزءاً من المنهج يساعد على إكمال الخبرات التربوية التي يحصل عليها الطالب داخل الفصل .
والأنشطة الطلابية من وجهة نظر التربية الحديثة من أهم ما ينبغي أن يركز عليه المنهج المدرسي كوسيلة لا غاية , فهي تساعد على بناء الجانب الروحي والعقلي والنفسي والاجتماعي والجسمي عند إنسان المستقبل
إنه جزء مهم ومتمم للبرنامج التعليمي الذي يهدف إلى بناء الجانب المعرفي كما إنه يعمل على توفير المناخ المناسب لتحقيق الإبداع والابتكار والجوانب الوجدانية والمهارية على اختلاف مستوياتها .
فعن طريق النشاط تبنى شخصية الطالب وتكتسب القيم والاتجاهات والميول وتنمى المهارات والقدرات
وتعد المرحلة الابتدائية الركيزة الأساسية واللبنة الأولى في المراحل التعليمية , فالطالب في هذه المرحلة وبحسب طبيعته الفطرية محب للعب والحركة والغناء والتمثيل والمسرح ومسرح العرائس والدمي .
فلماذا لا نستغل في تعليم الأطفال اللغة العربية ؟
المسرح ودوره في تنمية المهارات اللغوية للأطفال :
مما لاشك فيه أن المسرح كشكل من أشكال التواصل الإنساني المباشر، يتعرض في موضوعاته لعديد من الخبرات الإنسانية من خلال نماذج إنسانية تتواصل وتتفاعل مع بعضها ومع المجتمع بثقافته ونظمه الحضارية، ووسيلته في ذلك الكلمة، يساعد هذا الإنسان لتنمية بعض مهارات التواصل، ومنها الاستماع والحديث، واللغة بالضرورة باعتبارها عصب هذه المهارات، فارتباط اللغة بالفهم والفكر يساعد على تنمية مهارات الحديث والتعبير. هذا بجانب ما تتسم به لغة المسرح وحواره بجماليات أدبية رفيعة ،يختص بها فن الكتابة المسرحية عن سائر أشكال فنون الأدب، كل هذا يجعل من النص/العرض المسرحي وسيط جيد لإكساب المتلقي المهارات اللغوية اللازمة لتحقيق تواصل بناء.
من جانب أخر هناك جماليات التمثيل التي تعتمد على فنية الإلقاء التي تجعل الكلام “واضحاً في المبنى والمعنى” تساعد على تنمية التذوق اللغوي من جهة، واكتساب المتلقي لعدد من المفردات اللغوية الجديدة التي تثرى قاموسه اللغوي.
من جهة أخرى يحفل العرض المسرحي بعدد من اللغات التي يتواصل بها مع متلقية والتي يمكن أن تكون وسيطاً جيداً لتعلم اللغة وإكسابها للأطفال

الغناء والأناشيد ودورها في تعليم اللغة العربية :
•يشارك أقرانه في الاستماع إلى الأغاني والأناشيد ذات المغزى التربوي اللغوي
•يظهر تجاوباً مع الأغاني التي يستمع إليها من خلال (التصفيق – تعبيرات وجهه وجسمه – الترديد …).
•يغني الطفل منفرداً أو مع مجموعة ملتزماً باللحن الموسيقي السليم (السلالم – الموازين …).
•يردد الطفل بعض الأغاني من الذاكرة التي ترتبط بالحروف والمفردات اللغوية المختلفة
•يرتجل أغاني لمرافقة ما يمارسه من ألعاب ونشاطات
•يشارك في مناقشة مضمون الأغاني التي يستمع إليها.
فالنشيد هو تلك القطعة الشعرية الملحنة والمرافقة بإيقاع, التي من خلالها يتم بث المثُل العليا للطلاب وإيصال الهدف المبني لأجل النشيد, والذي يهدف في هذه الدراسة إلى تسهيل تعليم اللغة العربية للطلبة من الناطقين بغيرها أو الناطقين بعا وتوسيع مداركهم, حيث يمكن أن تكون هذه الأناشيد مدخلا نحو حياة اجتماعية ناجحة بالنسبة للطلبة, فالأناشيد عادة تتجاوب والأحداث والمناسبات في المنطقة، حيث تسهم في تحقيق التلاحم الاجتماعي بين متعلميها، ولا ننسي أن بعض الأناشيد يكون لهتا ارتباط وثيق بالدين و الوطن فتزيد من انتشار الثقافة وتعمق المعرفة الثقافية خاصة للدارس
إن الفن لا ينقل الطبيعة كما هي، وإنما يستعين بها ليعبر عن أشياء جديدة ، وليضيف إليها عن طريق الاستثارة، وخاصة فن المسرحية وبالأخص مسرح الطفل لأنه يمتاز بالتلقائية وعدم الغلو والافراط في الأداء وإن كان يتقمص الأدوار أدوار الحياة المختلفة وفقاً لمفاهيمه وخبراته، فالطفل حينما يتعامل مع المسرحية مشاهدة أو تمثيلاً، على مختلف مستويات العمر، وحسب قدرته وطاقته، إنما يتعامل معها بتلقائية واعية تجعله يدرك معاني الأشياء ويتذوقها ويحاكيها.
لاشك أن الفن الأدائي للأطفال يساعدهم في عملية تعلم ممتعة، خصوصا أننا في الآونة الأخيرة أهملنا العديد من هذه الأداءات الفنية وتوظيفها ميل الأطفال إلى الشعر القصصي والذي يأتي على ألسنة الحيوانات والجمادات حب الأطفال الشعر الغنائي المسرحي بطريقة إيقاعية حركية الميل إلى التراث الشعبي في ثقافة الطفل ومعرفة أسراره، الميل إلى التمثيل والمحاورة لأنهما مثيرات للنشاط الجسمي والخيالي.
هنا يأتي دور المسرح، والذي يعمل بمثيراته المتعددة، ولغاته التي تتضافر، وعوامل الجنب والتشويق المتنوعة، بداية من المحتوى الذي يقدم للطفل موضوعاً يقع في دائرة اهتمامه، من خلال شخصيات تثير لديه بعض الانفعال، ولها القدرة على إضحاكه، والتي يمكن أن يتوحد معها ويتقبل أفكارها.
يتم ذلك من خلال مواقف درامية قصيرة تتناسب مع مدى الانتباه لديه يعقبها نقاش وحوار حول ما تم، حوار مقنن يسعى لتوضيح الموقف الدرامي، وما يتضمنه من معارف، ومعلومات، تفسر وتوضح وتعمق من الموضوع التعليمي، الذي هو الهدف النهائي لمسرحة المناهج.
الحكاية الشعبية من أكثر الأنواع الأدبية الشعبية شيوعاً؛ وذيوعاً وهيمنة، وتأثيراً على الناس، ويجمع مؤرخو الأدب، على أن قصص الحيوان التي تحدّثت على ألسنة الحيوانات، تعتبر النواة الحقيقية للحكاية، والإنسان الذي عاش في الغابة، وفي الكهوف، قبل أن يستقر في التجمعات السكانية، الأولى، قد أثرّت عليه حياة الغابة المعقّدة، الضاجّة، فخلق أول الرسوم، وأولى الحكايات.
وقصص الحيوان، كنمط أدبي نما وترعرع منذ فجر الإنسان الأول وتناقلته الألسن، وسافر عبر الذاكرة البشرية من جيل إلى جيل، وما زلنا نحتفظ في ذاكرتنا بكنوز الحكايات الأولى.
فما المانع أن نحول هذه المسرحيات لمسرح عرائس ودمي الهدف منه تعليم اللغة العربية؟
مفهوم مسرح الدمي ونشاته :
إن اللعب التخيلي أو التمثيلي يظهر في سلوكيات الأطفال منذ عامهم الرابع فيقومون بمحاكاة وتقليد القطار أو الشرطي أو الطبيب ….. ويقلدونهم في أصواتهم وحركاتهم ولهجاتهم ،وينمو مع الطفل هذا الاتجاه إلى التشخيص والاندماج في شخوص يصنعها خياله مع كل مرحلة سنية يتقدم فيها وعندما تمكنه قدراته من استخدام ملكة المحاكاة إليه ،يكون هو واقرانه قادرين على أن يقوموا بتمثيل رواية أو مسرحية سبق إعدادها وحفظت أدوارها، ونسق اداؤها، فإنهم بذلك المعنى الحقيقي والمباشر للمسرح، وبالمعنى المقصود منه و ما يمكن أن نطلق عليه المسرح الارتجالي.
إن الدمي ” العرائس” قديمة قدم الحضارات الإنسانية – المصرية اليونانية – كما عرفتها شعوب الهند والصين واليابان والقدامى، ويؤكد أنه من الثابت تاريخيا أن العرائس كانت أسبق من الأنسان، وأنها كانت الأولى في الفنون التعبيرية الأخرى، فالعرائس حملت مسئولية إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الصغار بل والكبار.
وإذا كان تاريخ هذا الفن قد أثبت كل هذا التأثير في نفوس البشر وعقولهم، فلابد أن له من الحاجة التربوية في المد بين انتهاء القرن العشرين ومشارف القرن الحادي والعشرين.
وللإجابة على السؤال : لماذا يعد مسرح الدمي الوسيلة الفعالة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من الأطفال ؟
الدمية قرين الطفل، اجتمع الباحثون أن الدمية هي الوسيلة الفعالة والهامة في تربية النشء، فلا يستغنى عنها الأكفال في المداخل الأولي من حياتهم بل وتستمر معهم لمراجل الطفولة المتقدمة، فهناك علاقة تنشأ بين الدمية والطفل، فيتعامل معها دائما كونها قرين، يتبادل معها الحوار ويصدر لها الأوامر. بل ويعاقبها ويكافئها، وهذه العلاقة التخيلية هي البداية الحقيقية لفهم الحياة من حوله.
كم أن الدمية وسيلة تربوية ناجحة في أغلب الأحيان بالإضافة لأثر الدمية البالغ في تنمية بعض الجوانب السلوكية الفعالة.

*كاتب مسرحي للأطفال_ مصر
@Drkhale04112481

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود