حسن عبده المعشي*

لم تعد هناك نقطة ومن أول السطر، بل تجاوز المتطفلون على كل النقاط وعلى الثقافة بخاصة الشعر _ حيث أصبح بضاعة من

لا بضاعة له_ إذ غاب الرقيب والرقابة،  فاتسع الخرق على الراتق..

أنى تجول ببصرك في أروقة المعرض الدولي للكتاب تجد إصدارات لأشخاص متسلقين على أكتاف الثقافة رغما عنها والعامل

المساعد لهم أموالهم وتخلي وزارة الثقافة عن القيام بدورها مما أنتج لنا ثقافة هزيلة لا ترقى لتطلعات قائد الأمة وشعبه الأبي

الذي يرى الثقافة عاملا مهما، ومن أهم مصادر قوته وتفوقه.

لكن رأيت في معرض الكتاب ما يندى له الجبين، وتصعّد منه النفس حسراتٍ إلى السماء.. وتصم الآذان سمعها، سواء تسويقا

أو محتوى، لأنه بجملة بسيطة لا يعبر عن ثقافة شعب خرج منها محمد سرور الصبان، والأمير عبدالله الفيصل، والأمير بدر

بن عبدالمحسن، ومحمد حسين زيدان، وحمد الجاسر، وعاتق البلادي، وحمزة شحاته، ومحمد علي السنوسي، وطاهر

زمخشري، وغازي القصيبي، وغيرهم أسماء لا حصر لها.. فهل نحن الآن في مرحلة الصعود إلى الهاوية؟!

‏إن لم تتدارك وزارة الثقافة الأمر، فإنه سيستفحل وتبقى الساحة مشاعًا لهؤلاء العابثين المتصدرين بأموالهم، وسيغيب عنها

المبدعون البانون حقًا لنهضة أمتهم، وأخشى ألا تداركوا هذا الطفيلي الدخيل على ثقافتنا إلا بعد أن يصدق علينا قول الأول:

‏سادرا أحسب في غي رشدا

‏فتناهيت وقد صابت بقر!

*كاتب سعودي