44
069
074
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11890
05622
05592
05250
04860
0
د. عصام عبدالله العسيري*
من الجدير بالتنويه عن المنهج الإسلامي في الممارسات الثقافية والإعلامية والفنية لعلاقتها الوثيقة ببعض ووسائلها ومصادرها المختلفة، وإن من القواعد الأساسية التي تحكم سلوك كل الناس ترتكز على أن كل شيء مباح، وللإنسان الحرية في ممارسة أي تصرف يريده دون الإضرار بالغير حيث لا ضرر ولا ضرار، وأن يلتزم الناس بقيم الأخلاق ومبادئه ومنها:-
– الجدل بالحسنى (وقولوا للناس حُسناً) حتى مع من يخالف الرأي السائد حيث يقول تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) وهذا يفيد في طرح القضايا والآراء والسلوكيات التي نناقشها.
– التعفف عن الجهر بالسوء.
– تجنّب نشر الفاحشة والرذيلة.
– الترفّع عن الكذب وتغرير الجماهير بالضلالات.
– الجهر بالحق ومكافحة الظلم والباطل.
– النهي عن ادعاء الفضيلة مع ممارسة الرذيلة والدعوة بأقوال لا تدعمها ممارسات (كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون).
وفي تصوري، يلتقي المنهج الإسلامي مع نظرية المسؤولية الاجتماعية في جعل الحرية مسؤولة فعلاً، وأن يخاف الله القائمون على الحملات الثقافية والفنية والإعلامي، والمربين وقادة الرأي والمجتمع في استخدام كافة وسائل الإعلام والثقافة والفن والأدب والفكر والنقد، نظراً للدور الهام الذي تقوم به الفنون البصرية في صياغة ورسم ملامح المجتمع واخلاقياته وفقما نريد.
وهناك بعض الضوابط الإسلامية للممارسات الثقافية والفنية والإعلامية مستندة على المصادر الأساسية للدين الإسلامي وهي كتاب الله الكريم والسنة النبوية المهرة، وتنطوي على التالي:-
– أن يحقق العمل (رسم، نحت، كتابة، شعر، رواية، قصة، تقرير، برنامج، معرض…الخ) الغاية التي خُلق من أجلها الإنسان، وذلك بأن يركّز العمل على القيم الروحية التي تخدم وجود الإنسان ورسالته السامية المتمثلة في عبادة المولى وحده لا شريك له وتعمير الأرض والتعارف والحفاظ على النفس والبيئة وحقوق الأجيال القادمة، فإنما الأعمال بالنيات.
– ألّا يكون العمل سبباً في التقليد غير الرشيد والمجاراة غير المنضبطة للآخرين من أخلاقيات وسلوكيات تنافي الأخلاق الدين والسلوك القويم كالسفور والتبرج وتعاطي المحرمات والجريمة والعنف والإثارة الجنسية؛ مما ينشر الفساد الأخلاقي والانحلال والتفكك الأسري والاجتماعي وتدمير شريحة المراهقين والشباب.
– التزام العمل بالأخلاق النبيلة وأولويات المجتمع، وذلك بالحفاظ على الصدق والأمانة وحسن التعامل مع الآخرين بأرقى مستوى الأدب الذي يحث عليه الدين الحنيف والأعراف الإنسانية، وتجنّب الكذب والخداع والغش والإسراف والشرك بالله والإضرار بالناس وأذية البيئة.
– عدم ترويج العمل للمحرمات المنهي عنها بنصوص ثابتة شرعاً وقانوناً.
– عدم تناقض العمل مع الفطرة السليمة التي خلق الله سبحانه الناس عليها من طهارة ونقاء وصفاء.
– عدم العبث بكرامة المرأة وهدر إنسانيتها واستخدامها كمادة دعائية واستغلال جمالها كعامل جذب في الترويج، ويشمل ذلك ما أدرجته القوانين الحديثة كالأطفال والقُصّر وحقوق الإنسان وكرامته.
– عدم انتهاك الحقوق الفكرية والأدبية وملكية الغير.
*باحث فنون وتصميم، فنان وناقد تشكيلي
التعليقات