901
1451
0117
0153
0168
010
0103
0121
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174298
03997
0د. عصام عسيري*
يمضي بعض الفنانين والمصممين والمهندسين وقتا طويلا في البحث داخل أعماق اللون وتقنياته وتركيباته ونوعياته وتأثيراته ودلالاته ومعانيه وعلاقاته وتناغماته وبقية قيمه، وهم يستمتعوا بهذا النوع من القلق والبحث والتجريب والتطوير، سعيا للتميز والإبداع الجمالي. لذا، قد يعرف النقاد والمتذوقون اسم الفنان من قبل مشاهدة توقيعه على اللوحة؛ حيث يميزوا سمات وخصائص بالتته اللونية التي جعلت روحه العملية فريدة عن غيره.
للألوان طاقة نوعية صادرة من قلبها وهويتها وتركيبتها الصبغية والضوئية ذات قوة كهرومغناطيسية، أشدها يستخدم في أضواء الليزر الذي يمكن استخدامه كسلاح قاتل وقاطع للمعادن والخشب والصخر، ويمكن تضعيف هذه الطاقة جدا لتحسين مزاج الإنسان وحالته النفسية وحث غدة معينة ما في جسمه لفرز هرمون ما ليساعد في علاجه من مرض ما، من خلال مشاهدة الوان محددة وأكل أغذية بألوان محددة، تعمل جميها كمدخلات لونية يمتصها ويهضمها الجسم.
أثبتت الأبحاث العلمية والطبية أن لكل لون من ألوان الطيف السبعة تأثيرا على غدد جسم الإنسان السبعة، وهي التي تفرز الهرمونات المسؤولة عن مزاجه النفسي ومرضه البدني كهرمونات السعادة، بدأت أول التجارب للعلاج بالألوان عام ١٨٧٧م في الدنمارك على يد الدكتور فنين نيلز، واكتشف قدرة الضوء الملون على قتل الجراثيم وعلاج الجروح والأمراض الجلدية،
وأكثر التجارب البحثية الحالية في الألوان تركز على رفع طاقة الإنسان وعلاجه.
(1) اللون ميكانيكية وخصائص:
إن اللون في العمل الفني من أقوى الصفات وأكثرها تأثيراً على فاعليته ونجاحه، وهو سلاح مهم للتأثير على المشاهد. ويُعرّف اللون بأنه “التأثير الفسيولوجي للأشعة الضوئية التي تعكسها الأجسام على شبكية العين سواء كان ناتجاً عن المادة الصناعية الملونة أو عن الضوء الملون”. والألوان عبارة عن موجات كهرومغناطيسية لها ترددات تزيد أو تقل وفقاً لطول الموجة، وللعين قدرة معينة لا تتعداها فهي لا تدرك الألوان فوق الحمراء لأنها طويلة جداً، وكذلك تحت البنفسجية لأنها قصيرة جداً. واللون إحساس وليس له وجود خارج الجهاز العصبي، وليس له حقيقة إلا بارتباطه بالعين التي تحس به لوجود الضوء, والفرد العادي يدرك الألوان في الطبيعة وفيما يصنعه من أشياء، وينفعل الفرد بالألوان فيحب أحد الألوان ويكره آخر، وينعكس انفعاله في الألوان على الأشياء التي يضيفها وفي الأعمال الملونة التي تجذب انتباهه إليها أو يدركها دون أن يكون هذا السلوك الصادر من منطقة الشعور في عقله وإدراكه.
ميكانيكية الإحساس باللون:
يتم الإحساس باللون عن طريق العين التي تحتوي ثلاث مراكز للإحساس غير متساوية الحس لمختلف الإشعاعات اللونية، وإن كل عنصر من العناصر المتناهية في الصغر المكونة لشبكية العين له ثلاث ألياف عصبية مخصصة لاستقبال ثلاث إحساسات لونية مختلفة على شكل مجموعات كالتالي-
المجموعة الأولى: – ألياف عصبية حساسة لتأثير الموجات الضوئية الطويلة المتمثلة في اللون الأحمر.
المجموعة الثانية:- ألياف عصبية حساسة لتأثير الموجات الضوئية المتوسطة الطول المتمثلة في اللون الأخضر.
المجموعة الثالثة:- ألياف عصبية حساسة لتأثير الموجات الضوئية القصيرة الطول المتمثلة في اللون البنفسجي .
ويثير كل لون مجموعات الألياف العصبية الثلاثة، ولكن تأثيره يكون أقوى على مجموعة الأعصاب المخصصة لاستقباله, ويذكر العالم البريطاني ينج (Yong) أنه إذا أمكن إثارة مجموعات من الألياف العصبية الثلاثة بنفس القوة في وقت واحد فإننا نحصل على اللون الأبيض.
خصائص اللون:
هناك ثلاث خصائص للون يعرفها المتخصصين في التالي : –
Hue)- ): – (صفة اللون) وتدعى كنه اللون وصكه والذي غير لوناً عن آخر كالاحمرار والاخضرار .
Tone)-): – ( قيمة اللون ) درجة اللون أو الضوء، كالسطوع والصفاء وما يتعلق باللون من حيث درجته قاتماً أو غامقاًُ حسب قربه من اللون الأبيض أو الأسود في ميزان (Tonal Scale)
(Chroma)-: – (التشبع) والتركيز وعند التركيز الشديد يسمى التشبع (Saturation) وهذا يعني أنه مهما أضفنا من لون فلن نحصل على لمعان أو سطوع أكثر.
كما يوجد تقسيمات لونية يمكن للمصمم والرسام أن يعمل من خلالها يمكن تحديدها في التالي: –
– الألوان الأساسية:- وهي أصل الألوان جميعاً : الأصفر، الأزرق، الأحمر. ولا يمكن تكوينها من ألوان أخرى .
– الألوان الثانوية: – وهي نتيجة مزج لونين أساسيين مع بعض وهي: البرتقالي، البنفسجي، الأخضر .
– الألوان الثلاثية: – وهي نتيجة مزج لونين ثنائيين مع بعض وهي: كموني، ارودازي، أحمر طوبي .
– الألوان الرباعية: – وهي نتيجة مزج لونين ثلاثيين مع بعض وهي : زيتوني، برقوقي، بقري.
– الألوان المحايدة:- الأبيض و الأسود والرمادي.
– الألوان المنسجمة: – كل لونين متجاورين على دائرة الألوان.
– الألوان المتكاملة:- كل لونين متقابلين على دائرة اللون.
– الألوان الباردة:- (المتأخرة) القريبة من لون المياه والثلج.
– الأوان الحارة:- (المتقدمة أو الأمامية) القريبة من لون النار والشمس.
– الألوان المتباينة:- المتنافرة والبعيدة عن بعضها.
اللون (2): الأهداف النفسية والوظيفية للألوان:
في الألوان طاقة فنية هائلة تتيح للمصمم والرسام فرصة التعبير عن أفكاره بالعديد من الأساليب المتنوعة والجذابة، وتدل الدراسات ازدياد استخدام الألوان واستهلاكها زيادة هائلة بسبب التطور الفني وتقنيات الطباعة الذي أدى إلى إمكانية استخدام مزيد من الألوان بدرجة عالية وتكلفة معقولة نسبياً. ويؤدي استخدام الألوان في العمل الفني إلى العديد من الأهداف يمكن سردها في التالي:-
– إيجاد انطباع قوي وسريع بالنسبة للعمل الفني.
– وصول العمل الفني إلى أقصى حد من الرؤية نتيجة لتأثيره على العصب البصري.
– زيادة جذب الانتباه إلى العمل الفني ككل عن طريق مجموعة التأثيرات اللونية التي تتفاعل في الشكل العام للمشهد.
– جذب الانتباه إلى جزء معين في العمل الفني والتركيز على عنصر معين في العمل.
– إظهار الصور والرسوم والمناظر بشكلها ولونها الطبيعي.
– إثارة الاهتمام بمضمون العمل الفني مما يضيف ميزة الدقة في العرض والتناول.
– إيجاد الجو المناسب للسلوك التذوقي والذي يؤدي إلى إحداث التأثيرات السيكولوجية المطلوبة جماليا.
-يضيف للفنان لغة يسهل بها مخاطبة الجماهير و التأثير عليهم؛ فاللون لغة بصرية عالمية.
-تسهم الألوان في نقل وتوصيل المعاني وتداعيها، فضلاً عن إيجاد الارتباطات القوية بسرعة في ذهن المشاهد، ومن ثم تزيد الفرصة في اقتناع الفرد بالسلوك أو الموقف بطريقة أكثر إيجابية.
-تنقل الألوان بعض الرسائل التي تتسم بنوع من الاحترام والوقار عن طريق إيجاد ارتباط معين ويظل هذا الارتباط ملازماً لفترة مناسبة.
علاوة على ذلك، هناك تأثيرات سيكولوجية للألوان على المشاهد وعمل التأثيرات العاطفية لديه على أساس العوامل الموضوعة المدروسة علمياً، لذا سوف يحدث نوعاً من التطابق بين التأثيرات والخبرات السابقة المتشابهة لها بما يؤدي إلى تدعيم الفكرة الفنية لدى المشاهد.
كما أن للألوان معاني ورموز ودلالات تواصل ثقافية إنسانية ممكن أن تصل للمشاهد تتلخّص في التالي:-
– الأسود: – يرتبط لدى المشاهد بالموت، الخوف، الحزن، الغموض، الوقار….الخ
– الأبيض:- يرتبط بالطهارة، النقاء، النظافة، الصفاء، السلام، التفاؤل، الوضوح .
– الأحمر:- يرتبط بالحريق، اللهب، الحرارة، ما ينتج عنها من إحساس بالخطر، الدم، الرعب، القتل، إثارة الأعصاب، النشاط، الحركة المستمرة، البهجة، الجمال… الخ.
– الأخضر:- يرتبط بالحقول، الحدائق، الخير، النعمة، العطاء، النمو، الأمل، الحياة.. .
– الأصفر:- الضوء، الموت، الفناء، الجدب، الجفاف، القحط، لون الذهب، حب التملك والفخامة.
– الأزرق:- يرتبط بالسماء، الماء، لو هادئ بارد يعطي إحساس بالعمق، السمو، البرودة، الارتواء، الأفق، الهدوء..الخ .
– البرتقالي:- الدفء، الفراغ، النضج، الاستعداد، التأهب.. الخ.
– البنفسجي:- يدل على الغموض، الميوعة، التردد في اتخاذ القرار، العاطفة الهادئة، الخيال.. .
– الرمادي:- لون غامض، سلبي، متقلب، سهل الانقياد، عديم الشخصية، طفيلي، يبرز الألوان الأساسية.
كما تجدر الإشارة إلى أن المعاني السابقة ليست مطلقة في جميع الأحوال؛ لأن اللون يكتسب معناه من خلال الشكل وعلاقته بالألوان المجاورة والعناصر الأخرى في النسق البصري وبتفاوت خبرات الإنسان السابقة، فهي معانٍ نسبية، يُراعيها الفنان والمصممة أثناء تنفيذ العمل.
(3) قواعد وأسس استخدام الألوان في الفن والتصميم:
تحكم عملية استخدام الألوان في الفن والتصميم مجموعة من القواعد المعتبرة فنيا وجماليا على الفنان والمصمم الاهتمام بها وهي: –
– التكرار اللوني(Repetition) : – أو ما يطلق عليه الإيقاع اللوني (Rethem) ويؤدي التكرار اللوني إلى إضفاء الحركة على العمل.
– تغيير اللون (Alteration) : – أو ما يطلق عيه التنوع اللوني، وتعدد الألوان يضفي الحيوية على العمل.
– التناغم (Harmony) : – عن طريق مزج الألوان بطريقة مريحة للعين دون سيطرة لون معين على بقية الألوان في العمل.
– التباين(Contrast) : – أو ما يطلق عليه التضاد في الأجزاء المختلفة للعمل والتأكيد على العناصر الأساسية في العمل باستخدام كافة طرق التباين اللوني سواء في الصفة أو القيمة أو التشبع.
– الوحدة (Unity) : – عن طريق وجود لون يضم بقية الألوان بانسجام وتتضافر بقية الألوان لمساعدة تأكيده.
– التوازن(Balance) : – عن طريق توزيع الألوان بشكل متعادل على المساحة العامة للعمل.
(4) الرمادي الرمادي وما أدراك ما الرمادي:
الرمادي لون ينتج من مزج اللونين الأبيض والأسود، فهو حيادي وابن شرعي لأبوين حياديين، يلعب الرمادي في نظرية اللون الحديثة في نقاء اللون ويؤثر في كنهه ودرجته، وبالتالي على إشعاعه ونصوعه.
لكن عند كثير من الناس الذين، لا يعرفوا ولا يعترفوا إلّا “يا أبيض، يا أسود” ، نعم أو لا، يرفضوا حيرة هذا اللون الرمادي وحياديته، (لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء).
كما لا يستوعبوا قدرة الرمادي على الاندماج مع أي لون في دائرة الألوان، ليضفي عليهم قيم مختلفة. ولا يعلموا حقيقة اللون الرمادي، أنه ليس لون رمادي واحد، وإنما رماديات، من الفاتح جدا إلى الغامق جدا، من المُشرق للمُعتم.
لذا، أعتقد أنهم يرفضوا ويكرهوا هذه الروح المعنوية للرمادي، وهي “الضبابية وعدم الانتماء وروح النفاق”.
(5) كما على الفنان والمصمم أن يراعي في تنفيذ اللون النقاط التالية: –
– تجريب اللون الذي سوف يختاره في العمل وإصدار تجربة أولية بألوان مختلفة ليتم انتقاء الأفضل منها حسب إحساس الفنان.
– تلوين الأجزاء المخصصة للون واحد دفعة واحدة، ثم البدء في تلوين الأجزاء الأخرى حسب الألوان.
– تلوين الخلفية أولاً، ثم بقية الرسم ثم الكتابة ثم اللمسات الأخيرة .
– تحقيق الوحدة اللونية في العمل مع المحافظة عليها مع التنوع اللوني قدر المستطاع.
– كثرة الألوان في العمل تذهب وقاره وتطمس معالم الفكرة وتشتت المشاهد، وعليه يجدر بالفنان والمصمم الاختصار في عدد الألوان.
– في الإعلانات ذات المدى القصير في الرؤية، تستخدم الألوان ذات الموجات الطويلة التي تظهر قريبة للعين كالأحمر أو باستخدام التباين اللوني المعقول.
– على الرسام والخطاط والمصمم الحذر من استخدام التكامل اللوني بين ألوان الخلفية والكتابة لأن كل لون منهما يطغى على الآخر.
– تجنب تجاور الألوان القاتمة (Deep) مع الألوان الداكنة(dark) كذلك الألوان الفاتحة يفترض ألا تجاور ألوان شاحبة، وهذا في مجالات التصميم، لكن في فن التصوير التشكيلي تتطلب بعض المواضيع عدم التقيد بهذا الإرشاد.
– اللون النقي أكثر صفاء من اللون المخلوط، لذلك يلجأ بعض الفنانون والمصممون أحيانا إلى الألوان المشتقة من لون واحد(Mono Chrome) .
– الألوان الحارة لها خاصية التقدم للأمام والانتشار البصري، وبالعكس فأن الألوان الباردة لها صفة التقلص والرجوع للخلف، ومن هذه الخصائص فإن على الرسام والخطاط والفنان والمصمم الاستفادة من هذه الطبيعة قدر الإمكان.
رأيكم وتجاربكم اللونية تسعدني ياراقين.
موقع أنصح به لأنظمة الألوان مفيد للفنانين والمصممين
https://colorschemedesigner.com/csd-3.5
*باحث فنون وتصميم_فنان وناقد تشكيلي
مقاله متميزه من فنان قامة وقيمة في الساحة الفنيه السعودية نفتخر بكم دكتور عصام العسيري فقد تناولتم الموضوع بشكل مفصل وعميق تشكر على هذا الاثراء المعرفي من خلال دراستكم المستفيضه وبحثكم المتميز مزيد من التألق والنجاحات .
بارك الله فيك د. عصام وعلى الطرح الطيب المختلف الذي تحدثت فيه عن الألوان بطريقة علمية وبمنظور محفز على التفكير بعالم الألوان الذي أراه عالم ذا عمق رغم وضوح اللون .. الفنان والمصمم والمصور جميعهم يشتركون في نتاج اللحظة والحالة المزاجية لهم وطبيعة الإنسان هو مجموع من مشاعر واحاسيس يحكمهم عقله بمنطقه الخاص لينتج لنا لوحة أو تصميم أو صورة تثير بدواخلنا الكثير على حسب التأثر بالمشهد.
شكراً لك دكتورنا الفاضل
مقال شيق ومفيد لكل من يبحث عن الفائده فمهما وصل الفنان لاعلى قمه من الابداع والاتقان فهو يبحث عن كل فائده تضيف له قيمه في مشواره الفني والمقال ليس للفنان فقط وانما لكل خطاطاً كان او مصمماً ولكل متعطش للابداع والتميز
ملف ذاخر بالمعلومات المفيدة جدا والتي من الضروري لكل فنان الإلمام بها ومعرفتها عن ظهر قلب شكرا دكتور عصامً على هذا التفرد في انتقاء واختيار المواضيع الهادفة 👍👍👍
ابداعك ليس له حدود د عصام من أجمل ماقراءة تحياتي لك
ممتنين لله على وجود امثالك في عالم الفن والتشكيل
عندما يتحدث الفنان عن اللون تتبدى طاقة كل لون على حدة لترسم طريقها فوق الحروف ، وعندها تتبدى الكلمة معنى يعزف أوتاره ذوق المتمرس ليصل صداه عبر الكلمات .. مقال جميل ووافي انعكست منه احترافية الفنان الكاتب وقدرته العميقة على الغوص في مجاهل اللون وأبعاده .. سلم فكرك د. عصام .. ولنحيا جميعًا بإبتسامة تحمل لنا شرف تذوق اللون .. 🍀🍀🍀