الأكثر مشاهدة

* اللغة العربية حوربت حتى من أهلها  * الشعر فلسفة  فذة و قد شغف قلبي حُب السامي …

الأديب عبدالله الزهراني: الشعر فلسفة فذة والأخلاق وسام أبدي

منذ سنة واحدة

713

0

* اللغة العربية حوربت حتى من أهلها 

* الشعر فلسفة  فذة و قد شغف قلبي حُب السامي منه

* حرية الأدب جزءًا مهمًا لإبداعه

* لا مفر للعقل من عناق العاطفة

* الترويج آفة العصر

حوار_رندا أبو حوى

إن فرصة الوجود في هذه الحياة ليس أمراً عادياً بقدر ما هو منحة إلهية، والوجود ليس جسداً يشغل حيزاً بل هوية لها أثر تتحدث عنك بصوت مختلف تماماً، تنوب عنك على الدوام دون أن يتخلل هذا الإقدام فتور. 

من جنوب المملكة العربية السعودية وتحديدًا من إحداثيات تلك الجنة الخضراء النضرة ذات المعالم الفاتنة والطابع المتميز والإرث التاريخي الذي حباه المولى وأورثه خلفاء يعمرونه.

نلتقي بإحدى قامات الفكر والثقافة والعلم والأدب، البروفيسور/عبدالله بن إبراهيم الزهراني

من مواليد منطقة الباحة، درس بها ثم انتقل إلى منطقة تبوك لمواصلة دراسته، حصل على درجة البكالوريوس في تخصص اللغة العربية من فرع جامعة الإمام في أبها، ثم حاز درجة الماجستير من جامعة أُم القُرى، وعنوان رسالته «شهاب الدين الخفاجي: حياته وأدبه»، ودرجة الدكتوراه أيضا من جامعة أُم القُرى.

أعماله ومؤلفاته:

كتب أكثر من ثلاثين بحثًا، بعضها مطبوع وأكثرها في مجلات علمية وملتقيات أدبية منها ” أسامة بن منقذ والتأثر الشعري، ومقدمة الدر الفريد وبيت القصيد دراسة وصفية، شعر بني الحارث في حماسة أبي تمام، تيار الوعي في رواية اللص والكلاب، أنشودة المطر نسيج المضمون والشكل، المعمار الفني في قصة ليس بيدنا، مسامرة الضيف بمفاخرة الشتاء والصيف لأبي بكر عروة بن الورد، وتشظي الذات ـ المرزوقي قارئا للنص المفضليات أنموذجا ” وغيرها.

 

*اللغة العربية حوربت حتى من أهلها

في الحديث عن اللغة العربية ” قيل أن اللغة العربية تنمو، تتمدد، تتقلص، تقوى وتضعف، تتجمل أحيانًا وتقبح أحياناً أخرى” واللغة يمكن أن يُصيبها في مرحلة من عمرها العُقم، أو سن اليأس، فتصبح عاجزة عن ولادة كلمة واحدة جديدة. من وجهة نظرك بروفيسور عبدالله: هل أصابت المقولة في حين شبهت اللغة بالكائن ؟

اللغة العربية مثلها كأي لغة عالمية قد تشبه الكائن أحياناً ولكنها تختلف عنه، إنها تمثل الأمة العربية والإسلامية، وقد مرت بها مراحل ضعف وانكماش نظرًا لما اعترى ويعتري الأمتين من حالة على الواقع العالمي، ولو وازنّا العربية بغيرها، ونظرنا إلى بعض اللغات في وقت استعمارها لوجدناها تمددت نتيجة تلك الدول استعماريًا لكن أينها اليوم في المنافسة كالهولندية والإسبانية والبرتغالية، بينما العربية حوربت و تحارب حتى من أهلها ومع ذلك فهي في تمدد على الرغم من الانكماش الذي مرت به، انظر اليوم إلى القارة الهندية كيف هي العربية، وكذا الجامعات والمراكز النجمية والعلمية كيف تعتني بالعربية عناية كبيرة، كانت إبان المد الاستعماري الإنجليزي والفرنسي والألماني والروسي العناية بها على يد أفراد لأهداف غالباً خارج نطاق الفكر الثقافي بل بعضهم كان رسولا للاستعمار، أما اليوم و إن تعددت الأهداف لكنها في ازدياد وانتشار، وربما إن العاملَين الديني والاقتصادي هما ضمن العوامل.

يقول سقراط ” الحكمة الحقيقية تأتي لكل منا حينما نعي أننا لا نعلم إلا القليل عن الحياة عن أنفسنا وعن العالم حولنا ” ما الحكمة الحقيقية من وجهة نظرك ؟

مع احترامي لمقولة سقراط، إلا أن الحياة الحقيقية تبدأ من معرفة أنفسنا ومعرفة من حولنا من الأقارب، ولكن في ظل الحكومة الكونية، نحن نعرف أنفسنا من خلال هذا العالم، إذ لا يمكن أن تعرف نفسك إلا إذا عرفت العالم، كيف تفكر أو تخطط إلا من خلال هذا العالم؟، ولا يمكن أن تعيش وتفكر إلا من خلال رؤية واكتشاف من أنت في هذا العالم، إذ لا يمكن أن تعيش في زاوية ضيقة والعالم مفتوح أمامك، تأتيك أعاصير من كل صوب ولا يمكن أن تحقق ذاتك إلا باستعمال تلك الأعاصير من خلال ذاتك وذات الآخر.

 

*الشعر فلسفة  فذة و قد شغف قلبي حُب السامي منه 

ما زال الشعر لُغزاً محيراً أين بدأ، وكيف ؟ ومع ذلك امتد نطاقه فأصبح غلافاً يُحيط بالأرض، وفي كل رقعة مر بها شيد صرحاً له.. المدارس الشعرية على امتدادها التاريخي أيهما حظي بفؤادك ؟

الشعر عالم من البحار متلاطمة الأمواج وليس من السهولة بمكان بعد هذه الرحلة بدءًا بأنغامه أثناء رعي الغنم والحرث و صدى صوت المغني في الجبال، ومرورًا بالشعر الفصيح في عصوره المتنوعة، التي يقف القارئ المتذوق عند بعض نصوصه وقوف الفرح تارة، والباكي أخرى إلى آخر رحلة مع شعراء مجموعة شعر في نادي مكة الأدبي، أقول ليس لي أن أزعم أن محطة أو اتجاهاً آخذ بزمام قلبي لكن لكِ أن تقولي إن امرئ القيس في لاميته، وزهير في حكمته، وطرفة في أوصاف حدته، والأسود من يعفر ودالتيه، وشعراء الصعاليك في عفتهم وشدتهم، والشماخ في رثاء  قوسه وعبد بن الطيب في لاميته، وأبو ذؤيب في عينيته  ناهيك عن عمالقة الشعر في العصر الإسلامي والأموي والعباسي إلى آخره.

أولئك أقف أمام نصوصهم كلها أو بعضها موقف الدهش المحتار، و إذا ما أتينا إلى الاتجاه المحافظ في عصر النهضة فيأتي البارودي الذي تفتح ذهني في المرحلة الثانوية على مختاراته ناهيك عن شعره، وغزلياته التي استمد منها احتياج المشتاق، والرصافي والإسماعيليات وعبدالمطلب، أما شعراء البحر فهم في عالمهم الرومانسي ناهيك عن الشابي الذي أطرب له في عنوانه. وأبي ريشة ونزار والقصبي وابن ادريس والصيخان والمسافر، دع عنك شعراء الجيل الذي أمطر الأرض شعرهم رغم تفاوتهم في الجودة. الشعر عالمي الذي تهت فيه من سيابه وملائكته إلى مالا نهاية لا يمد ولا يعد، وخير الشعر كما قيل ما أنت فيه حتى تنتهي منه.

مواقع التواصل الاجتماعي تُعد السلطة الرابعة و منبراً يتحدث باسم الشعوب، ما رأيكم فيما أحدثته الثورة المعلوماتية في وقتنا الحالي ؟ وهل كان لها أثر في خلق التغيير العميق في المجتمع ؟

أسميه عالم التيه الذي ضُللت به عقول وشُتتت به أسر، وظهر من خلاله أبواق السفه وتعالت فيه أصوات كثير من المنحطين الذين لا يُؤبه لهم إلا من خلال ضلالهم، وتبعهم الناعقون يصفقون للسيرك، حتى أصبحنا نرى شراذم لا يحملون قيماً و لا فكراً ولا معرفة يتصدرون المكان، والتابعين التافهين الذين يصدقون أولئك في صناعة التفاهة، أضحى معهم العاقل حيراناً، و المتفق محتاراً و الأديب ملتاعاً، لأن بضاعته لا تتوافق مع أولئك الزمارين الذين يجيدون التهريج ليس إلا، مع إيماني أنه بالإمكان استغلال هذا التواصل بما يمكن أن يرقى بالمجتمع ويغذي المعرفة. وما زلت أمام ما أرى وأسمع أزداد حسرة و ترديدًا للحوقلة وأقول اللهم اهدهم و دلهم على الخير والوطنية وأمنهم وأهليهم .

ما بين الاستقرار والترحال وتعدد المهام، التي  كانت جزءاً من المنصب القيادي الذي كُلفت بِه.. أين يجد الإنسان عبدالله نفسه؟

المناصب مؤقتة يوضع الشخص ليخدم الجهاز الذي يعمل فيه ، وكل المناصب إذا افتقد الشخص الأخلاق  تجرد من إنسانيته سينتهي، الأصل في أستاذ الجامعة أن مكانه الحقيقي قاعة الدرس فهي المحل علماً وإنساناً وعندما ينزل من عليائه وينسى الألقاب يجد نفسه محاطًا بالحب سواء كان قيادياً أو في قاعة المحاضرات، الأستاذ الحقيقي هو الذي يغرس القيم والأخلاق أولاً ثم العلم ثانياً، وجدت أن التعامل بالأخلاق هو الوسام الحقيقي الذي لا يُنزع  منك أو تنتهي صلاحيته.

 

يقول السباعي رحمه الله : لا ينمو العقل إلا بثلاث؛ إدامة التفكير،  مطالعة كتب المفكرين، واليقظة  لتجارب الآخرين.. أي الثلاثة تفضل ؟ و من ناحية فلسفية لماذا؟

في ظني أن ما ذكره السباعي يعد من المصادر المهمة لنمو العقل فهي علاقة تكاملية لا يمكن لزاوية تكون دون الأخرى، في إدامة الفكر: دوام للنمو والتعمق في النظرة للأشياء، ومطالعة كتب المفكرين مهمة جداً لتعرف نظر أولئك على الأقل لفي بعض الزوايا التي تشغلك، وتجارب الآخرين مصدر من مصادر النمو والازدهار؛ لأنك قد تبدأ من حيت انتهى أولئك والأصل في الفكر أنه ليس لوحده.

 

*لا مفر للعقل من عناق العاطفة

التركيبة العقلية البشرية توسم أحيانًا  بالفذة  وأحيانًا بالبسيطة “يمكن لقدرتها على الحكم أو التفكير أن تتشوه لأبسط الأسباب” هل عقلية القارئ مُعرضة لأن تفقد رُشدها من قِبل تلقي الأفكار؟ أم أن ذلك يأتي اتباعًا للرغبة النابعة من داخله؟

مهما كانت قدرة العقل البشري في التمييز والحكم فإنها حتماً تتأثر أحيانًا بالعقل الجمعي وإن كانت رؤيته تبعاً للمجموعة، ثم إن العقل الفذ إن وجد رؤيته حتى ولو كانت ممن هو أقل وجدت شيئًا كليا في النفس أي لديها القابلية الداخلية للتحفز و التأثر بما صادقت، ولذلك فإن كثيراً من آراء المفكرين والمتقنين والكتاب إنما تلتقط من الواقع العلمي، فتقوم بتعديل و إثراء و تصحيح معوجها، وأحياناً قد يكون العقل الفذ فيه عاطفة كامنة سرعان ما تعلو السطح نتيجة لما يجد أو يصادفه حتى وإن كان شيئاً ليس ذا أهمية في الحياة العامة، فيصدق حكمه أو رؤيته من تلك الزاوية حتى وإن كانت ضيقة، وفي ظني أنه مهما تجرد العقل فإن عملية التأثير بعاطفته لابد أن يحدث.

 

لقد كان الأدب سابق العهد في الظهور و من ثم جاء النقد والذي يكمن دوره في كشف مواطن الجمال والقُبح في الأعمال الأدبية.. هل يحق لكل قارئ أن يستخدم أداة النقد؟ أم هو أمر يقتصر على بعض القراء دون غيرهم؟

لا يمكن أن يكون النقد ساحة لكل مهرج بل العملية النقدية مثلها مثل أي معرفة لا يمكن أن تكون إلا بامتلاكها و لذلك فلابد لأي ناقد أن يمتلك الأدوات النقدية التي يمكن أن تمكنه من الحكم على أي نص أدبي وبدون امتلاك تلك المعرفة لا يمكن أن يُقبل منه أي حكم نقدي .مثلما أن أي مدع للطب لا يمكن أن يكون طبيبًا أو زاعمًا للفن وليس لديه مقومات المعرفة أو من نعم بالعملية الذوقية ولكنها لا يمكن أن يملكها الشخص دون اطلاع وقراءة وممارسة للفن الذي يريد أن يحكم عليه.

المحافل “الملتقيات الأدبية” التي تجمع الكتاب والمهتمين بالمشهد الثقافي من الخليج إلى المحيط في الآونة الأخيرة شهدنا تنظيم الكثير منها.. هل بنظرك مثل هذه المبادرات تحث الأجيال على حُب وارتياد مدرسة الثقافة.؟

لها أثر إيجابي من جهات عدة منها :

١-تعارف النخب الثقافية و الأدبية.

٢-الإطلاع على جديد ما لدى المنبر الثقافي المشارك من جديد مطبوع أو نظرة جديدة عند المشاركين و الإطلاع الثقافي من خلال الحوارات العامة و الخاصة.

٣- الشباب الجديد المتطلع إلى الثقافة مشاركته ذات فائدة كبيرة لمعرفة كيف تلون الثقافة الأقدم وكيف يمارس مخزون المعرفي، والنهل من معين عقله، مما يعد محفزًا مهمًا للجيل القادم لكي تتصادم به الثقافة من كل صوب.

* حرية الأدب جزءًا مهمًا لإبداعه

هل توشح الشعر رداء الحرية الفضفاض عربياً أم أنه لا يزال مرهوناً لمقاسات “الهوية ” و”الهواية ” الخاصة بعيداً عن فرضيات “الرقابة ” ؟

حرية الأدب جزء مهم لإبداعه إذ لا يمكن أن يبدع فيما لا يعني له  إلا في فضاء الحرية، ولكن ينبغي أن نفهم الحرية في سياق الجغرافيا، فإن مطلق الحرية المصادمة لحرية ومسلمات الأخرين أعده خاطئا، والملحوظ أن فضاء الحرية للمبدع موجود، وبدأ يعبّر عنها تعبيرًا اتفاقاً في كافة الأجناس وعموماً هي مطلب ملح لابد منه.

 -التحولات التي شهدتها السعودية العُظمى على شتى الأصعدة، والتي كان لها دور في تفعيل بعض الأنشطة الفنية كافتتاح دور السينما وغيرها، هل هذه التغيرات قادرة أن تكون طيف الإلهام الذي سيُحدث نقلة فنية نوعية على مستوى المنطقة ؟

التحولات التي تشهدها مملكتنا الغالية تحولات كبرى بحق وفي ظني أن ما تملكه من ذخيرة ثقافية متنوعة بتنوع الجغرافيا، وخاصة في الثقافة الشعبية الضاربة في العمق حتى الممكن مع هذه الإعلانات المقدمة أن تكون مدرسة مشتقة تحتذي ، ولا شك أن عملية التغيير تحتاج إلى وقت وجهد حتى تكون الثمرة.

* لا مفر للعقل من عناق العاطفة

قد لا يكون الكاتب إنساناً عادياً، بل أُتيحت له فرصة اكتساب ما لا يستطيع اكتسابه أي شخص عادي وهي فرصة ” التعبير باللغة دون قيود أو خوف ”.. هل ينطبق ذلك أيضاً على عاطفته ؟

العاطفة جزء أساسي ويكون مهما في العمل الأدبي، ولا تنمو  وتبرع إلا من خلال اللغة، إذا كاتبها يحتاج آفاق الفكر، ويجعل العاطفة – تعبيراً عن المراد واكتساب اللغة يبدأ من المراحل الأولى لنمو الطفل و ينمو المعجم بالقراءة  الجادة و التفتح، مما يجعل العاطفة تطرق أبوابًا لم تكن موجودة قبل.

– يقول أحمد شوقي :

يا طالباً لمعالي الملك مجتهداً

خُذها من العلم  أو خُذها  من المالِ

بالعلم والمال يبني الناس ملكهمُ

لم يُبْن ملك على جهلٍ و إقلال

المكانة السامية التي تُبنى بالعلم هل قد تتفوق عليها تلك التي بُنيت بالمال ؟

من المسلم به عندي أن المال مهم جداً لكنه لا يساوي العلم مهما كان.

في التاريخ من الذين ذكروا من أصحاب المراعي وإذا ذكر بعضهم بعض ذكر حسنه وذمه، المال فان، والعلم باق، العلم لا يفنى بموت العالم، و المال يتفرق بموت صاحبه، و لذلك فإن شوقي يسلم به شوقي ملك الدنانير الذهب من صغره يدعو حوله مع هذا، وبقي علمه و إبداعه، و إذا ما ذكر نترحم عليه ليس لماله، بل لعلمه الأدبي الرائع المتنوع.

يقول طاغور : سأل الممكن المستحيل أين تُقيم ؟ فأجاب المستحيل : في أحلام العاجزين.

برأيك هل السعي و تحقيق الأهداف في هذا العصر مرهون بشروط أم أنها منحة متاحة دون قيود؟

الوصول للهدف لا يمكن أن يكون مع الاتكالية بل السعي مطلوب و في ظني أن العاجزين هم الذين يريدون الاستكانة والاتكال وربما كان قول الشاعر شعارهم :

وَلَيْسَ الْغنى والفقر من حِيلَة الْفَتى … وَلَكِن أحاظٍ قُسّمت وجدود

و القدماء قد قالوا : عليك أن تسعى وليس عليك إدراك النجاح.

 

* الترويج آفة العصر

نصيحة تُقدمها للقُراء ؟

الحرص على الوقت وأن يمنهج الإنسان نفسه على القراءة الجادة التي تغذي عقله وورقه، وألا يتبع طريقة الإعلانات في الكتب، غالبا السلع الرديئة هي المعلن عنها، ونصيحتي للمبتدئ أن يختار أصول العلم والفن الذي يروجه ويجد نفسه فيه.

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود