الأكثر مشاهدة

ميَّادة مهنَّا سليمان* ممّا لا شكّ فيه أنّ قراءة القصص بالنّسبة للأطفال أمر ممتع …

ضوابط القصص المترجمة لأطفالنا

منذ سنة واحدة

265

0

ميَّادة مهنَّا سليمان*

ممّا لا شكّ فيه أنّ قراءة القصص بالنّسبة للأطفال أمر ممتع، ينمّي خيالهم، ويقوّي لغتهم، وكفاءتهم اللفظيّة، ويثري عقولهم حيث يتعلّمون مفرداتٍ وتراكيبَ جديدةً وتعابيرَ لغويّةً تساعدهم في تسهيل عملية حفظ المفردات من خلال التّكرار الدّائم لبعض المفردات الأساسيّة، فالقصّة القصيرة للأطفال يصفها الدّكتور ميلود قيدوم بقوله:
“الجنس الأدبي الوحيد القادر على الاستجابة لحاجات الطّفل بما تملكه من سلاسة وعفويّة في الطّرح أحيانًا، فإنّها تؤهّل حواسّه عن طريق الحكي إلى الإقبال عليها؛ إذ هي الوسيلة المثلى التي تلعب دورًا فعّالاً، وتحقّق أهدافًا ومضامين نسعى جميعنا إليها”.
وإذا كانت القصّة العربيّة تعلّم الطّفل الأخلاق الحميدة، والسّلوك القويم، فإنّ القصص المترجمة من اللغة الإنجليزيّّة تثري مفاهيمه وتجعله يتعرّف إلى مناطق، و دول بعيدة يتوق لرؤيتها، فيتخيّلها.
وبهذا تسهمُ القصصُ المترجمةً في إكساب الطّفل ثقافةً، وتنمّي قدراته العقليّة، ولكن للقصص المترجمة إلى العربيّة شروطٌ ينبغي ألّا يغفلَ عنها القائمون على التّرجمةِ حتّى نسمحَ لأولادِنا بقراءاتها، فترجمة قصص الأطفال للعربية أمرٌ يستدعي أن يكونَ المترجم متقنًا لقواعد اللغة الأجنبيّة، والعربيّة، إذْ لا يكفي إتقان اللغةِ الأجنبيّة، بل يجب أن يرافقها إلمامٌ بقواعد اللغة العربيّة، وأسلوبٌ سلسٌ لطيفٌ في الكتابةِ، حيثُ سيتمّ تحويلُ أفكار القصّة المترجَمة إلى نصٍّ بسياقٍ جديدٍ، لا يخالفُ الأصلَ، وإنَّما يبسّطه، ويوضّحه، ويجعله مرغوبًا ومشوّقًا للطّفل، فيتعرّف الطّفل على ثقافة جديدة ضمن ضوابط محدّدة لا تخالف ما تربّى عليه، وتعلّمه في بيئته العربيّة، ولا سيّما الأسس الدّينيّة، فكما يقول الكاتب عبد المنعم نافع:
“إنّ أخطر مضامين القصص المترجمة للطّفل تتعلَّق بالجانب الدّينيّ؛ إذ تضمّنت العديد من الأمور التي لها أكبر الأثر السّلبيّ على التّشكيل الدّينيِّ للطّفل، خاصّة أنّها تأتي في سنّ التّنشئة التي لم تكتمل فيها إدراكاتُ الطّفل ومعايير التّفريق والنّقد”.
لذلكَ يجب أوّلًا تحديد مضامين القصص الّتي سنقومُ بترجمتها، فيكون هناك عمليّة انتقاء ذكيّة للقصص، وما تطرحه من مواضيع مفيدة للطّفل، ومن ثمّ الانتباه إلى وجود كلمات لا تناسب ثقافتنا، وهنا يمكن استبدالها لجعلها أكثر مناسبةً، وتماشيًا مع ثقافتنا العربيّة، وعاداتنا، ومن الممكن تغيير الأسماء الصّعبة والطّويلة إلى أسماء سهلة ومألوفة لأطفالنا، على ألّا ننسى الحفاظ على جماليّة اللغة الّتي سنقدّم بها القصّة للطّفل بحلّة جديدة تناسب بيئته ومجتمعه.

 

*شاعرة و كاتبة للأطفال _سورية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود