الأكثر مشاهدة

إعداد_مضاوي القويضي* يعد أدب الطفل واليافعين أحد اتجاهات المعرفة وأبعاد الثقافة …

أدب الطفل واليافعين بين منهجية المعرفة وتحديات التقنية

منذ سنة واحدة

569

1

إعداد_مضاوي القويضي*

يعد أدب الطفل واليافعين أحد اتجاهات المعرفة وأبعاد الثقافة التي تسهم في صناعة أجيال مثقفة تعي بدورها المعرفي في المجتمع الأمر الذي يجعل هذا النوع من الأدب منهجية معرفية تهم الأسرة والمدرسة والمجتمع، وعندما نتطرق إلى أدب الطفل فنحن نتعامل مع شرائح عمرية تقتضي الاهتمام وتتطلب العون في حين أن تشكيل السلوك الثقافي للأطفال واليافعين يتطلب وجود أشخاص من ذوي الاختصاص من القاصين والروائيين وأصحاب الأدب وذوي الشأن الثقافي أصحاب الخبرة ومع ثورة التقنية وارتفاع مستوى التحديات ووجود موجهات خارجية وأخرى تصنع مساحات للجذب على حساب القيم والتربية فإن هذه المرحلة تتطلب وجود خطط توعية ومجالات تثقيف وإنتاج يواجه هذا الزخم التقني المعتمد على الإيحاءات والإيماءات والتضليل.
فرقد سلطت الضوء على هذا الموضوع و استطلعت آراء المختصين في هذا المجال:

*يجب أن يتأقلم مع شخصية “جيل الزد”


يستهل حوارنا د. فيصل بن محمد النعيم – مؤلف ومستشار إداري بقوله: أدب الطفل في هذا العصر يجب أن يتأقلم مع شخصية طفل هذا الجيل، المعروف باسم “جيل الزد”. يتميز هذا الجيل بتفرده وتباين هويته عن الأجيال السابقة، إذ يتسم بالجرأة والرقمية والانفتاح على مختلف المجتمعات. يفضل أفراد هذا الجيل التفاعل والإبهار، وتشير الدراسات إلى أنهم يتسمون بسرعة الوصول إلى النضج مقارنة بالأجيال السابقة.
من هنا، يتعين على أدب الطفل أن يركز على ملامح وخصائص هذا الجيل الرقمي المميز. ومنها التركيز على الأدب الرقمي المثير، حيث يظهر أن الأساليب والمواضيع السابقة التي كانت تناقش بعض مكارم الأخلاق دون تحدي لفكر الطفل لن تكون فعّالة مع جيل الزد.
ففي الماضي، كان أدب الطفل يتناول مواضيع ثابتة ورتيبة، تتناول مكارم الأخلاق دون إثارة لفضول الطفل وإبهاره. ومع تطوّر العصر وتغيّر هوية الجيل الحديث، يصبح من الضروري تكييف الأدب الطفلي مع تلك التحولات، مسلطًا الضوء على مواضيع تثير الفضول وتشجع على التفكير الإبداعي والتفاعل الفعّال.
بالتالي، يتطلب أدب الطفل في هذا العصر الحديث مزيدًا من التفهّم لشخصية جيل الزد واستجابتهم للعالم الرقمي المتسارع، مما يعزز تجربة الطفل في عالم الأدب ويسهم في تنمية قدراته وتفكيره الإبداعي.

 

*لمستقبل أفضل علينا الاهتمام بأدب الطفل


و أضافت الكاتبة ندى فنري -كوتش/ مستشارة تربوية و أسرية في زمن تطور عالم التكنولوجيا والتقنيات أخذت العديد من النظريات تنتشر بأن الأطفال لم يعد لديهم القدرة على قراءة القصص المخصصة لهم. نعم إن أطفالنا تطوروا، ولم نعد نتنبأ بسلوكياتهم لكن كأهل لا زال لنا الدور الأول والأوحد في مراقبة أفكارهم وما ينتج عنها.
إننا لا زلنا نؤمن كأمهات وآباء  بأهمية القراءة ودورها بالنسبة لهم في جميع مراحل حياتهم، لا ننكر أن تطور التكنولوجيا تطور معها أولادنا، وفي بعض الأحيان قد لا نتفق في تفسير كل نواحي التطور (الفكري، العاطفي، النفسي، الاجتماعي) لذلك تجب علينا المراقبة أثناء عملية النمو لضبط عملية التطور الفكري والعقلي. وأنا بدوري قد وجدت أن علينا تشجيع الأدباء على تجديد إبداعاتهم في الكتابة لأدب الطفل، وكذلك متابعة الأحداث التي يتعرض لها الأطفال في رحلة الحياة وتجسيدها ضمن مجموعة قصصية قصيرة. قد ترسم القصص السلوك المناسب للطفل وممكن أن تتناول هذه القصص المهارات والقدرات الجوهرية المتدرجة التي يمتلكها الأطفال في حياتهم اليومية والتركيز على كيفية التعامل معها وتنميتها.
كما ندعو الأدباء إلى استخدام لغة عربية سليمة وسهلة الفهم حتى يستطيع الأطفال فهم الكلمات التي تناسب كل طفل في كل عمر وليس بعمر معين.
على الأدباء الاهتمام في كتابة المحتوى الذي يقوم على أساس اللغة العربية بشكل جيد.
نصيحة للأدباء أيضا جمع معلومات عن كيفية التعامل مع الأطفال في كل مرحلة ومن ثم فهم ما يمكن أن يفعله الأطفال في حياتهم اليومية وتجسيد هذه الأفكار بقصص واقعية يمكن أن تؤثر في سلوكهم وذلك لمساعدة الآباء والأمهات على فهم كيفية تربية الأطفال بشكل أفضل؛ إن التعرف على طرق التواصل مع الطفل بشكل عام وكيفية التواصل معه بشكل مباشر هو أمر جيد جدا من خلال القصص والمقالات التي تتحدث عنه.
نحن نرغب في تجديد حياتنا اليومية وبالنسبة للطفل يجب علينا التركيز على كيفية التعامل معه بشكل صحيح وحتى يتم تحقيق ذلك بشكل أفضل
قد نحتاج إلى مساعدة الآخرين بشكل كبير وخاصة من الأدباء.
لمستقبل أفضل علينا الاهتمام بأدب الطفل بشكل كبير ومعرفة كيفية استخدام اللغة العربية للأطفال بشكل أكبر مما يمكن وتنويع المعلومات.

 

*جيل الأبناء يستطيب الماء في أواني زجاجية


وذكرت الأديبة السعودية/ وفاء الطيب في حديثهاأكاد أجزم أن طعم ماء الزير مازال عذبًا سائغًا شرابه في فم الآباء، لكن أبناءهم لا يمكنهم جلب محتوى ماء الزير بالمغارف كما كان أباءهم يفعلون، وذلك ليس لعلة في ماء الزير ولكن لأن أواني الجلب قد تغيرت. لقد أصبح جيل الأبناء يستطيب الماء في أواني زجاجية مبردة من ثلاجة البيت التي جلبوها لهم آباؤهم أنفسهم.
لماذا إذن نقدم كتابا ورقيا لجيل الآيباد؟
لماذا لا يتم تحويل الكتاب إلى مادة رقمية تناسب ذائقتهم؟
أظن أن على دور النشر أن ترمي بطائرة الشراع الورقية وتعيد النظر في تحليق الكتاب بشكله الجديد.
إن يافعي اليوم وشبابه يعرفون جيدا طريقة تحميل الكتب الرقمية ويلتهمونها بشراهة مع شطائر البرجر إذا ما وضعنا عليها شيئاً من المنكهات التي يستطيبونها. كتاب معرفي جيد بلغة مبسطة من خلال قراءة صوتية مع مقاطع فيديو ورشة خيال كمنكهات. التي يمكن استخدامها على نطاق أوسع من أجل التعلم بشكل أكبر من أي وقت مضى؛ نحن بحاجة لأدب يتمكن الأطفال فيه التعرف على أنفسهم بشكل أكثر دقة وذكاء ويساعدنا على فهم الطفل بشكل صحيح.

 

*جذب الناشئة للقراءة


وهنا استطردت د. الجوهرة الجميل قائلة – أول آية نزلت في كتاب الله تعالى تحث على القراءة فضلا على معجزات آياته البيانات من عبر وقصص وما في قراءته وتدبر معانيه من أجر وثواب، وعلى الكبير والصغير قراءته وتدبر معانيه ولنا في خريجي مدارس تحفيظ القرآن مثال حي فمعظمهم من المتفوقين علمياً ، وفي قراءته وحفظه معجزات ذهنية عجيبة فالحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله على نعمة الفرقان.
و القراءة متعة الروح ونزهة العقل وتعد من أبرز العوامل في تعزيز قوة الذاكرة، والعقل حيث تساعد على التذكر والاسترجاع والتركيز والحفظ، وتُعد أيضًا من أفضل طرق الإثراء اللغوي للناشئة وكلما زادت مفردات الفرد زادت ثقته بنفسه، وأصبح قادرًا على التحاور والنقاش والفهم فضلا على المحتو المعرفي والثقافي والحضاري للمادة المقدمة.
فالقراءة جزء مهمًا جدًا في حياة الطفل يجب الاهتمام بها كما نهتم بغذاء جسده ونموه يجب أن نولي الاهتمام الأكبر لغذاء فكره وعقله والتكوين العقلي لقدرات الفرد تبدأ في عمر متقدم منذ الولادة وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الوصلات العصبية تتشكل وهو جنين في رحم أمه.
فيكتسب مفرداته من المحيط الاجتماعي، وقد ثبت علميًا بأن من يستمع إلى القرآن منذ ولادته يسهل عليه حفظه، ومن يستمع إلى مفردات لغة انجليزية على سبيل المثال تزيد قدرته على تلقي اللغة لذلك وجب علينا الاهتمام ببناء قدرات وسلوكيات الفرد منذ السنوات الثلاث الأولى من عمره وفي هذه المرحلة تحدث تغيرات مثيرة في مهارات التفكير عند الطفل، فبإمكان الطفل تذكر تفاصيل دقيقة جداً، كما يمكنه التعبير عن أفكاره بطرق مبتكرة وجديدة، ويصبح لديه مهارات فكرية في التخيل ثم الربط والتحليل ولن يتأتى ذلك إلى بالقراءة والمطالعة. لذلك على الإباء:-
– قراءة القرآن لد المواليد وأن كان بواسطة آلة تسجيل.
– تعويد الأطفال دون الثالثة الاستماع لسورة الفاتحة وترديدها.
– التعامل مع الفرد ومناقشته والرد على التساؤلات الكثيرة بطريقة ومعلومات سليمة.
– الرجوع إلى الكتب وتعويد الطفل بالبحث عن المعلومة.
– استخدام المفردات الأنسب والأفضل.
فجذب الطفل للقراءة:
-يزيد النمو العقلي واللغوي ومن ثم التطور التنظيمي والوظيفي للدماغ.
-و تحفز الفضول للمعرفة لد الطفل وتقوي ذاكرته فيصبح أقدر على التعامل مع المتغيرات البيئية وحل المشكلات واتخاذ القرارات مستقبلاً.
ثم تبدأ مرحلة رياض الأطفال في تعزيز البناء الفكري والثقافي وزيادة المحصلة اللغوية والسلوكية.
لذلك تعتبر هذه الرحلة من أهم مراحل تشكيل الفرد وتعزيز قدراته في القراءة وغيرها
ولكي نستطيع جذب الناشئة –علينا:
-استثمار هذه السن من خلال القراءة الكثيرة للطفل من كتاب أو قصة مصورة تجذب انتباه.
-المداومة على قصص ما قبل النوم ومن كتاب أو قصة ير الطفل الكتاب ويشاهد امه
تقرأ فيحب الاستكشاف ويألف الكتاب أو القصة
-اصطحابه إلى مكتبة واشراكه في اختيار القصص والكتب.
-الحرص على وجود زاوية المكتبة في المنزل واشراك الناشئة بترتيبها وتصنيفها.
-وإدارة الحوار الأسري بتخصيص يوم لمناقشة موضوع كتاب من رب الأسرة يجتمعون أسبوعيا بعد قراءته لمناقشة ما ورد وربط ذلك بما يحبون من عشاء بمطعم او نزهة ..الخ.
-ومن المفيد لمن هم في سن المراهقة أن يعتاد كتابة مذكراته اليومية، فعندما يصادف مشكلة يكتبها على شكل رسالة لاحد الوالدين ويقترح حلها أو يطلب المساعدة وهذه يحقق التنفيس عن ثورة المشاعر والانفعالات في هذه المرحلة ويقوي المهارات الكتابية والقرائية لديهم.
-احتساب نقاط للمتميز والدقيق في القراءة ..وهكذا حتى يخلق لديهم الرغبة في العلم والتشوق للمعرفة والاستطلاع.
-وتتطور رغباتهم وملكاتهم حسب المرحلة العمرية وعلى الإباء والمعلمين مساعدتهم ودعمهم وترشيح الكتب الأفضل للاطلاع عليها.
-الإفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بتوظيفها في القراءة الموجهة مع ملاحظة انتقاء المواقع قبل ذلك وتحديد ساعات التعامل مع الجهاز.
فقد انتشرت التقنية بإيجابيات وسلبياتها وابعدت الكثير عن الكتاب الورقي، وفي عالمنا العربي ولله الحمد مبادرات متميزة للقراءة ومسابقات رائدة جذبت اعداد جيدة على مستوى الوطن العربي ومع زخم التقنيات نتطلع إلى تفعيل الذكاء الصناعي الان في تعزيز هذه المهارة لد الناشئة وربطه بالكتاب والكتابة.

التعليقات

  1. يقول د. فيصل بن محمد النعيم:

    تغطية مميزة لهذا الموضوع الهام. عوفيتم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود