مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

ابتسام الحيان* مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الحياة المدنية أكثر مرون …

وباء العدسة الصغيرة

منذ سنة واحدة

285

0

ابتسام الحيان*

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الحياة المدنية أكثر مرونة وسهولة(وأقل خصوصية) إن لم تنعدم، ولسنا بصدد الحديث عن هذا المحور، إلا أننا على مشارف معضلة كبيرة تقتحم جمال اللحظة وتفقدها رونقها، بل تحلق بها من ذاتية الشعور إلى جماعية المشهد المرئي دون امتنان لهذا الوقت.
لست مع عدم توثيق اللحظة ولكن ليس بإدمان مريع، يعتري ذلك اصطناع للمواقف وافتعال للانفعال وبرمجة المشاعر، ناهيك عن هدم المعايير الاجتماعية.
وتسلق جبال القيم و التسلطن عليها بذريعة المرح، وفي حقيقتها مبادئ تخلو من الاحترام للأخرين، يتمثل ذلك في إخلال قيمة رجل مسن أو اللعب على مشاعر أحدهم وإخافته بحجة (المقلب) أو كسر الخواطر وكشف المستور من خصوصيات المنازل او الحياة الزوجية بشماعه كسب المشاهدات.
هذه المقاطع متداولة على مرأى من الجميع بين ناقد وساخر، ولكن الخطر يكمن في الجيل القادم الذي سينشئ أحداث يومه أمام هذه العدسة دون انتباه واستشعار حقيقي لقيمة الحدث أو مراعاة الآداب العامة والقيم العليا.
أعني بطرحي أن يعيش الفرد اللحظة من أجل إرضاء الآخرين، وليس ليعيش اللحظة لذاته أضف إلى ذلك المبالغات المادية والمهاترات التي تعتري ذات الموقف بغية نيل حظوة مجانية أمام الجماهير.
السباق سريع جدا وشرس ولكن بكل أسى إلى الأسوأ ،حيث في قادم الأيام لا ماض يذكر لهؤلاء ولا يخلد.
يتبع ذلك التهجم الاجتماعي (التنمر) للمعني بحديثي لفظياً، وما يترتب عليه من اضطراب نفسي ترجح بكفة انخفاض الثقة بالنفس وتشوش الصورة الذاتية للفرد.
كل ذاك وجله بسبب الالتفاف إلى هوامش وهوايات منخفضة وليست بالملكات الخام التي ميز الله بها كل إنسان، ليكون خليفة في الأرض.
أدرك الموجة الاجتماعية العالمية التي تراقص الأسر والأفراد ولكن التوجيه هنا لابد أن يكون سيد الموقف وصاحب الصوت الأعلى بأن الحياة تحمل الأجمل ولها أهداف أقوى وطموحات أسمى.
ومن أبنائنا من سيكون الطبيب والعالم والمفكر والمهندس الذي يحمل اسم ابيه عالياً فوق هامة وطنه.
نحن الوجه المشرق للأيام وإن طال عناق الأنامل أسفل ذقن الانتظار.
وأخيرًا
إذا بلغ الفطام لنا رضيعاً
تخر له الجبابر ساجدينا (١)

____________
١-عمرو بن كلثوم

 

*كاتبة سعودية

الكلمات المفتاحية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود