مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

بدرية آل عمر* في الغابة الصغيرة التي تقع في وسط المدينة القديمة التي كانت تحت سي …

جبروت الأيام

منذ 12 شهر

254

0

بدرية آل عمر*

في الغابة الصغيرة التي تقع في وسط المدينة القديمة التي كانت تحت سيطرة المشردين واللصوص
قررت العودة من جديد هناك بعد مرور ثلاثين عامًا على رحيلها، دخلت الغابة في آخر النهار الليل بدأ يسدل الستار الأسود على الغابة الصغيرة
دخلت في رحلة بين الشجر الهدوء
مخيف لا تسمع سوى صوت حفيف الشجر وهمسات
الحشرات ليلا و خربشات لا تعلم مصدرها وأنفاس رغم أن المكان مهجور،
تقدمت حتى أنهكها التعب فهي لم تصل بعد للكوخ القديم
تحمل في يدها بقايا من الماء وفانوس صغير ينير طريقها
تقطع الطريق بين الشوك وجذور الشجر لا ترى أمامها شيئا …..خائفة !
بين الهدوء والخوف سمعت صوت من خلفها يقول؛ لماذا عدتِ ؟!
صرخت إنه صوت جدها الذي مات وهي طفلة صغيرة
يا إلهي ماذا يحدث ؟! أين الكوخ ؟!
مازلت في نفس مكان ليس هناك نهاية
رغم صغر حجم الغابة التي لا يمكن أن
تتغير ولكنها تغيرت تماما لم تعد تلك الطرقات ولا الشجر هو ذلك الشجر
استيقظت على أصوات والديها وإخوتها وجدتها وحدها يحتفلون بالعيد ويرقصون
وقفت هناك في دهشة وخوف وهلع
فعائلتها جميهم ميتون ولم يكن لها أخوة
سقطت مغشية عليها!،
استيقظت تحت أجهزت المستشفى وصوت الطبيب وتلك الممرضة المزعجة
تبكي وتصرخ ماذا حدث ؟! أين أنا ؟!
أين الغابة وبيتي الصغير؟!
أمسك الطبيب بيدها ليطمئنها أن ما حدث لها كان حادث بسيط والجاني يقف خلف الباب يريد الاعتذار لها ودفع نفقة المستشفى صرخت في وجه الطبيب أي جانٍ ؟! وأي حادث ؟!
أعيدوني لمكاني !!!
عاد إليها الطبيب ليخفف عنها
بصوته الرخم أخبرها أنه لا يوجد غابة ولا كوخ ولم يكن هناك عائلة جميعها تخيلات ؟!
قالت بصوت مخنوق؛ أنت تكذب
اتركني سأرحل من هنا !
أغلق الأبواب حتى لا تخرج من الغرفة
عادت للسرير وهي تنظر لذلك الرجل الذي يقف خلف النافذة يلوح بيده لها
نظرت إليه خوفا وألماً تتمتم أنه جدي الذي مات منذ زمن !
يا إلهي ماذا يحدث ؟!
أخرجت سكينا من الأرض ومن السماء جمعت الحجارة ومن ذلك الشجر الأحمر بنت خلف السرير
كوخها القديم وجمعت الحطب لتشوي لحمتها المفضلة ! أشعلت النار علها تصطلي من برد الأيام وتشبع جبروتها وتطمئن قلبها !
فأحرق المستشفى بأكمله …

*كاتبة ومحررة صحفية_سعودية

الكلمات المفتاحية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود