41
065
072
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11887
05570
05568
05191
04855
0أ. سليّم السوطاني
عندما تتغذى النفس البشرية بالكراهية، ويتمدد هذا الداء داخلها، فإن القلب يتحوَّل إلى حاقد ناقم على كل شخص يبغضه، حتى لا يمكنه أن يحسن الظن به.
هذه النفس المريضة بالكره تصبح أفعالها تُجاهَ من تكرهه عنيفة جدًا، لا ترى إلا الصفات السيئة، حتى تزداد نار غضبها تأججًا، وكراهيتها لهذا الشخص التهابًا.
فتراقب سقطاته، لتفرح بها وتبرر للجميع بأنه يستحق الكراهية والغيظ الذي تحمله له.
يتبادر إلى ذهني سؤالان مهمان، هما: من الذي قاد هذه النفس إلى هذا المنزلق الخطير، والجبال الضخمة من الكراهية؟
هل هناك دافعية، أو تأثير مباشر أو غير مباشر، يقحمها في هذا الطريق البغيض؟
نرى كثيرًا من هذه الشخصيات، التي تتخذ موقفًا معينًا من الآخر، وتضمر له الشر ولا تفرح إلا إذا رأته يتمرغ في النكسات والويلات والمعاناة، فيرى في هذه النكسات نصرًا له، وعقابًا لمن يكره، بسبب موقفه تجاهه.
النفس البشرية، بما يجول ويختمر فيها من طباع مختلفة وصراعات قاسية، تحتاج إلى كثير من البحث والتقصي لمحاولة علاجها، وإلى مزيد من التأمل لفهمها بالشكل الصحيح، كي يتعامل معها المحيطون بها بدراية ووعي لهذه النوعية، لكي يسلموا من النزاعات وتراشق الاتهامات مع هذه الشخصية المحملة بنار الكراهية والعداء.
الحياة لا تحتمل هذه الكراهية، والبغضاء تحتاج إلى التصالح الذاتي مع أنفسنا أولًا، وأن نبتعد عن شرك هذه النار المحرقة التي تحوَّل الحياة إلى جحيم لا يطاق.
أما الإنسان المبتلى بهذا المرض، فعليه أن يعالج ذاته ليتعافى منه سريعًا، وذلك بالإيمان بأن الحياة قصيرة ولا تستدعي حقن النفس بالكراهية، ولا أن يشغل المرء عمره ويصبغ حياته بهذا السواد الحالك! عليه أن يحاول ويبحث عن كل طريق يوصله إلى السعادة ونبذ المشاعر السلبية التي في النهاية ستكون عاقبتها وخيمة على صحة قلبه واستقامة حياته.
* كاتب سعودي
التعليقات