مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

  * الحديث عنها ليس كأي مدينة، ويتجاوز الانتماء إلى حقول أخرى أبعد * مرد ال …

الدكتور ماهر الرحيلي: كل أديب ناقد، و نخبوية الشعر الفصيح ادعاء فارغ

منذ 9 أشهر

799

1

 

* الحديث عنها ليس كأي مدينة، ويتجاوز الانتماء إلى حقول أخرى أبعد

* مرد الأمر كله إلى أدبية الروائي نفسه أولا وقبل كل شيء

* جمهور الشعر الشعبي مازال -كما هو- مخلصًا له

* الأدب لا يتوقف عند حد معين وهو مرآة العصر

حوار_هناء الحويصي

أستاذ الدراسات العليا في الأدب والنقد، وعضو المجلس العلمي في الجامعة الإسلامية وعميداً لكلية اللغة العربية، شغل ثلاثة عشر منصبًا أكاديميًا، منها التحكيم لجائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للتجربة الشعرية، أصدر خمسة دواوين، ورواية (حين تحكي الروح) والعديد من الدراسات النقدية والبحثية.

أهلًا وسهلًا بالشاعر والبروفيسور والأديب الدكتور ماهر الرحيلي في فرقدنا.

 ماهي الصنعة الفنية التي قام بها الروائي ماهر الرحيلي قبل نشر روايته ( حين تحكي الروح)؟

حين تحكي الروح كانت انثيالا متتابعا حصل لي في وقت تفرُغ لم أحظ به منذ مدة طويلة جدا، لكن بالطبع هذا الانثيال تبعه قراءات متتابعة وتأمل وإعمال للذائقة الفنية التي أكسبنيها الشعر خلال رحلة تجاوزت العشرين عامًا.

* الحديث عنها ليس كأي مدينة، ويتجاوز الانتماء إلى حقول أخرى أبعد

“الشاعر المديني المولد والنشأة حين يكتب من الداخل قلبا وسكنى سيختلف إبداعه فكرا ووجدانا عن الآخرين”. ماذا تقول لـ طيبة ؟

طيبة الطيبة الحديث عنها ليس كأي مدينة، ويتجاوز الانتماء إلى حقول أخرى أبعد، إنها المدينة ذات السكينة والروحانية والتأمل، مهاجَر النبي وحاضنته حيا وميتا، ومثوى الأنصار وعاصمة الإسلام الأولى، لا يكاد المرء يخطو خطوات حول المسجد النبوي إلا ويجد أثرا لمنزل صحابي أو مجتمعا لهم أو مسجدا بناه أحدهم أو جُبيلا كانوا يرقونه وقت فراغهم أو جبلا فخما يُرى عن بعد يحبنا ونحبه أو واديا مباركا صلى نبينا فيه، وإذا التفتَّ إلى ناحية الجنوب الشرقي وجدت البقيع مرقد خير الأمة من الصحابة والصحابيات، إنها مدينة عبقة برائحة التاريخ والأصالة والبدايات والتضحيات الكبرى، كل هذه المعاني حاضرة بالتأكيد.

* مرد الأمر كله إلى أدبية الروائي نفسه أولا وقبل كل شيء

هل نعاني من عدم اتزان في النقد الروائي وهو ما جعل معارض الكتاب تعج بالكتب الروائية اللا أدبية؟

لا أدري ما المقصود بعدم الاتزان ولكن الذي أعرفه أن هناك مواكبة نقدية جيدة الآن للأعمال الأدبية عموما ومن ضمنها الروائية، والروائي الحريص على عمله يستطيع الإفادة من أعمال نقدية قُدمت عن روايات أخرى لروائيين آخرين، ومرد الأمر كله إلى أدبية الروائي نفسه أولا وقبل كل شيء.

هل ارتداء عباءة الناقد تزيد من مأزق الحرج عند الأدباء لذلك وجِد التحرج من ارتدائها؟

كل أديب ناقد، على الأقل لعمله الخاص به، والنقد نوع من أنواع الأدب في بعض المفاهيم، لا أظن أن هناك حرجا في الأمر، المهم أن يكون النقد متسما بالموضوعية والتعليل، حينئذ لا مأزق.

أين تعيش شاعرية الشاعر؟

في تأملاته.. في تخيره لأسلوبه المعبر عنه.. في طريقة تفكيره وتناوله للموضوع.

هل الرواية ألصق بالمجتمع من الشعر الحديث؟

الواقع يشهد أن هناك شعرا اجتماعيا كتبت عنه رسائل ودراسات عديدة، كما يؤكد أيضا أن الرواية أصلا تعبر عن رؤية اجتماعية للكاتب ولكنها ليست مرآة واقعية لهذا المجتمع. إذن كلاهما تقاطعا مع شؤون المجتمع مع اختلاف في التناول حسب الجنس الأدبي، وهذا طبيعي فالشعر فن ذاتي والرواية فن موضوعي.

أما إن كان القصد أيهما مرغوب أكثر من شرائح المجتمع، فبطبيعة الحال وجدَت الرواية لها سبيلا إلى فئات عدة في المجتمع وزاحمت الشعر الفصيح وانتشرت مقولة “الرواية ديوان العرب” ولهذا أسبابه العديدة ومن أهمها أن الشعر الفصيح ادعى النخبوية وهو ادعاء فارغ، وهؤلاء النخبويون منبهرون بالشاعر الكبير المتنبي الذي لم يكن نخبويا حتى بعد مماته رغم إبداعه العظيم!

في عصرنا” التعويل على الترجمة في أدب الأطفال قد طغى واستطال على ناحية التأليف”، ماهو السبب في قصور الأدباء في هذا الجانب هل هو غياب التنافسية أم له أسباب أخرى؟

قصة الطفل أظنها مرت بمراحل تطور جيدة في أدبنا السعودي، وهناك محاولات شعرية مقدرة أيضا، كما أن هناك روايات تندرج تحت أدب الطفل أو اليافعين ولكنها غير كافية وتحتاج إلى المزيد بالتأكيد، وتشهد المرحلة الحالية اهتماما كبيرا من هيئة الأدب والنشر والترجمة بأدب الطفل واليافعين وهذا مبشر بالخير.

هل يحتاج النقد المعاصر إلى تجديد و إلى دراسات تطبيقية حتى يثبَ للأمام ويتقدم؟

ليس النقد فحسب بل الإنسان كله بكل ما يمكن أن ينتجه يحتاج إلى التجدد والتقدم.

أما الدراسات التطبيقية فلاشك أنها مهمة جدا ومؤشر واضح على أن النقد بخير.

“هم فقراء ماديا لا يجدون ما يأكلون غالبا لكنهم أغنياء بما يملكون من مواهب” هل هذا تأصيل لفكرة أن الإبداع يترعرع في رحم المعاناة سواء كان ألما أو جوعا، وأن الجائع والمتألم إبداعه متفرد؟

المعاناة باعث مهم وخطير في التجربة الأدبية، وقد لا يعرفها إلا صاحبها، ولكن من الضروري أن نعي أن الأديب المتمكن يستطيع ان يتقمص دور من يعانون أمرا ما ويعبر عنهم برقي وصدق وقوة، فالتجربة الخيالية في الأدب معروفة.

* جمهور الشعر الشعبي مازال -كما هو- مخلصًا له

” إن نحن شئنا أن يكون الأدب ظلا لحياتنا، وحياتنا الآن، وجب أن نحل مشكلة الألفاظ حتى يطلق الأدباء من أغلالهم،..” وقد ذكرت في لقاء لك أن العلاقة الحقيقية بين الشاعر الفصيح والجمهور غير موجودة، فهل تتوافق مع الزيات في مشكلة الألفاظ وهل هنالك عناصر أخرى تحتاج إلى حل؟

المشكلة ليست في الألفاظ، وإنما في المجازات المغرقة في الغموض تحت مظلة النخبوية، وكما أسلفت هذا مما ترك مجالا رحبا للرواية أن تسيطر على جمهور الفصيح، ولعل مصداق ذلك أن جمهور الشعر الشعبي مازال -كما هو- مخلصا له رغم قراءته للرواية أيضا.

الشاعر الحق محافظ على لغته وأنيق في ألفاظه وذكي في تخيرها، وينبغي ألا يضحي بجمهوره المتلقي، ولا داعي للنرجسية التي لن ترفع من قيمة الشعر شيئا.

” ويبقى الشعر مادام السفر ” أليس الشعور بالقصيدة لوحده سفر؟ وهل يحتاج الشاعر للترحال حتى يبدع في رسم الأبيات؟

سأجيب بنعم بالتأكيد على كلا السؤالين، الشعور بالقصيدة سفر مجازي بطبيعة الحال، فالشاعر يغيب عمن حوله في تلك اللحظات ويحدث نفسه كثيرا.

أما الترحال الحقيقي فهو باعث كبير من البواعث الشعرية بما يحتويه من مشاهدات تدعو للتوقف والتأمل، إضافة إلى معالم الطبيعة والتاريخ المتوقعة غالبا في كل ترحال، وهما كما قال شوقي أبوان للشعر!

“تأميم الشعر العربي” هذه كانت دعوة الشاعر نزار قباني، هل ترى أنها الحل لإعادة سلطة الشعر وقيادته لبقية الأجناس الأدبية؟

لا أرى تنافسا بين الأجناس الأدبية، ولا حاجة لقيادة جنس أدبي لبقية الأجناس، جميع الأجناس تتكامل، المهم أن نفهم طبيعة كل جنس أدبي ومقومات تميزه.

أما دعوة نزار رحمه الله فهي نابعة من فهمه لواقع الشعر، لأنه يعلم أهمية وعي المتلقي بالشعر وتذوقه له، وأن الأمر يلقي بالمسؤولية على الطرفين معا: الشاعر والمتلقي.

الترحال وما يحويه من تفاصيل ملهمة للإبداع الإنساني، “ومضات سفر” كما ذكرت في مفارقات رحال فلم تكن تصف الدول التي سافرت بها بل كنت تصف مواقف ومشاهد إنسانية، و قد ذكرت في لقاء لك أنه يوجد خلط عند الأدباء في أدب الرحلة بين وصف الرحلة ووصف الدولة، من بنظرك من الأدباء أجاد في أدب الرحلة واستمتعت في قراءتك لرحلاته؟

الأدبية شرط أساسي في هذا الجنس الأدبي، وهي تعني توافر خصائص الأدبية، كالأسلوب والتصوير والبعد عن التقرير والمباشرة إضافة إلى العناية بإبراز مشاعر الرحّال تجاه ما يشاهد.

أما الاهتمام بوصف الماديات فحسب فهذا أشبه ما يكون بتقرير يرفع لجهة رسمية، وليس من الأدب في شيء، وللأسف هناك نماذج عديدة من هذا النوع.

بما أنك عضو في الجمعية المهنية للأدب وهي أول جمعية مهنية للأدب في المملكة، ما التطور الأدبي الذي تأمل أن تحدثه الجمعية متزامنة مع رؤية٢٠٣٠؟ ولماذا غابت الكثير من الأسماء الأدبية عن هذا المشهد المؤسساتي؟

كنت عضوا مؤسسا في جمعية الأدب المهنية وهي جمعية مهمة يؤمل منها الكثير لمواكبة رؤية 2030 وهي قادرة بحول الله مع أطيب الأمنيات لها بالتوفيق. أما غياب أسماء كثيرة فلا أظنه حاصلا، لأن الجمعية العمومية تفتح أبوابها لكل من أراد أن يكون جزءا من هذا الكيان الأدبي.

هل ترى أن هنالك شللية ومحسوبيات في نقد المنتج الثقافي خصوصاً الرواية والقصة وما ردك بشأن ميول بعض الأندية الأدبية لمحاباة بعض الأدباء دون غيرهم على حساب الإنتاج ؟

هذا أمر طبيعي وهو موجود في كل جوانب حياتنا وليس فقط الجانب الثقافي، المهم أن يحترم المثقف نفسه أولا، وينأى بذاته عن أي ما يمكن أن يدخل في جانب الشللية.

*الأدب لا يتوقف عند حد معين وهو مرآة العصر

لماذا غابت المناهج الأدبية عن مراحل التعليم في مراحل سابقة وهل ما نراه فيها الآن كافيا أم هنالك الحاجة للمزيد؟

إن كان المقصود النصوص الأدبية المعاصرة فهذا تدارُك تُشكر عليه وزارة التعليم، وهو أمر مهم ومفيد، ويحتاج بطبيعة الحال إلى التحديث أولا بأول لأن الأدب لا يتوقف عند حد معين، ولأنه دائما مرآة العصر.

هنالك أحداث تتعلق بالإنسان على خارطة الوطن ما مدى تعاون المنصات الشعرية العربية في الدفاع بسلاح الأدب والمقاومة بكفاح الثقافة وما المطلوب من الأدباء العرب حيال تلك المواجع الدامية التي أثقلت كاهل الأمة؟

أولا وقبل كل شيء هناك أخلاقيات والتزامات تجاه الوطن، ينبغي للأديب أيا كان موطنه أن يحترمها ولا يتجاوزها، ونحن في المملكة ننعم بقيادة رشيدة حكيمة أغنتنا عن الاجتهاد في اتخاذ موقف يعبر عنا، وبعد هذا كله يبقى الأدب مجالا متاحا للتصوير والوصف والبوح بفنية عالية غير مبتذلة.

 

 

التعليقات

  1. يقول د علي المختار:

    مثل هذا الرجل كنز،لكنه ليس خفياً،وهو كذلك شخصية صادقة،متصالحة مع الأصالة والحداثة،مع النخبوية والشعبوية،مع الشعر ومع النثر،مع القصييدة ببناءها الفني الجميل الوهاج،ومع الرواية بشخصياتها وأحداثها،وزمنكانها،ورؤييتها ولغتها،وسرديتها الرائقة التي تغلفها بغلاف بريقه،يشهد للمُكنةالإبداعية،فالدكتور ماهر انطلق من منصة قوية راسخة وهي فهم ودراسة كل ماهو تراثي ،ولم يتجمد عند هذا المعين الثّر،بكاءية على الماضي،أو إدعاءً بكفايته واشباعه لحاجات الأجيال أدباً وفكراً وذوقاً وأساليب معاصرة متجددة،بل انطلق من تلك المنصة العريقة كما الرواد في كل جيل،ليحلق ويستكشف،ويوازن،وينتخب،وليتأمل،وليبدع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود