107
046
046
096
059
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11817
04749
04730
04540
04411
17أ. فريد شطاح
شمعة فعل الأشياء تنطفأ عند رغبة المريد، وهاجس المعرفة المتدفق من باطن الإنسان -أي عقله الباطني الذي تتجلى فيه المكبوتات والرغبات الميتة -والمدرك للواقع المزركش بين ما هو جميل وقبيح، ومن القبح أن يكون للمثقف رؤية ضيقة وشخصية جهوية، لا تخدم الفئة المثقفة التي لها إستراتيجية تنمي القطاع الثقافي والفني، بأي وسيلة قانونية وأخلاقية كانت. فالمثقف الجهوي نوعين ؛
الأول: تكون له مسؤوليات في تنظيم تظاهرة ما، أو على رأس مؤسسة ما، يمكن أن نطلق عليه مصطلح ” المثقف المتقوقع” .
أما الآخر: له ميول واهتمام بما تقدمه المؤسسات الثقافية والجمعيات، ويلتزم الأخير “المثقف الناشط الحر ” بالحضور والتفاعل مع الأنشطة والفعاليات المختلفة.
ومن هذا المنطلق الذي يفتح نوافذ الأسئلة نحو إشكاليتنا، من بينها؛ من المسؤول عن إقصاء المبدعين؟، لماذا لا يوجد جمهور في القاعة؟، هل تم دعوة الجميع؟.
لا أظن أن حضور المثقف والتفاعل مع التظاهرات والأنشطة بشتى ألوانها تقلل من شأنه، ويخلق الصراع والبلبلة بين المؤسسة والمثقف، وإنّما إرسال الدعوة عبارة عن مكسب، المختلفة عن دعوات المشاركة..، إلا المثقف الواعي الذي ينظر من زاوية مختلفة، فتجده في “كل محْضر يحْضر ” غير مبالي لهذه التفاهة والشكليات المعاقة لشغفه المعرفي وتارة الترفيه، إلا أنّ الكثير يقعون في عادة نسائية قولية، وهي :
(( أعرضني نعرضك …، تجيني نجيك …)) .
بينما المثقف الجهوي يخيط ثوب الثقافة على مقاسات المحسوبية والمعارف، لما فيها من ضياع المواهب المحتقرة أو الباردة، ناهيك عن أن مثل هكذا تصرفات لا أخلاقية ميكيافلية تؤثر سلبا على المجتمع، حيث له العديد من العوامل التي تصنع المثقف الجهوي، أهمها:
أولا : الدوافع النفسية :
إن الانسان له مشاعر يظهرها للآخر، وإمّا تكون لاشعورية تتجلى في تصرفات أو سلوكيات تفسر بصورة سلبية، لها مفهوم آخر: غيرة، كره، حسد ..إلخ، لتترجم تلك المشاعر إلى سلوكيات لا أخلاقية: كالانتقاص من شأن الآخرين، إقصاء الآخر، القذف والتنمر، التعنيف …إلخ.
ثانيا: الانفرادية:
خلق الله عزوجل الأصابع مختلفة، فكيف هو حال الفرد المضيّع للكليات الخمس؛ حفظ الدين …، بسبب الاختلاف وتميز الآخرين، بل صار يخاف حتى من ظله، من أجل الحفاظ على مكانة أو مكان معين.
ثالثا: المكانة الاجتماعية وروابطها:
عندما تكون لك علاقات مبنية على المحبة والصدق وحسن المعاشرة، مع الناس، ستفوز بجائزة ويقول الجمع: أن النص فاز كون كاتبه معروف أو ذو منصب ..
رابعا: الأهداف المشتركة:
أحيانا تصبح الأهداف و الغايات المشتركة مذمومة عند البعض الحاقد، الذي يحب نفسه لا غير، لهذا يتوجب المشي في حذر، فحتى لو تصافحت الأيدي تبقى المشاعر رهينة لحب الذات.
لذلك أرى من الضروري تصحيح الشذوذ الفكري والعاطفي المستحوذ على المثقف الجهوي الذي له نظرة مكيافيلية، تقضي على ازدهار وتنمية القطاع، وخاصة ما تشهده في بعض الأحيان القاعات العلمية أو الفكرية والأدبية أو الفنية نادرا من فراغ رهيب، يزداد سنة بعد أخرى.
*كاتب جزائري
التعليقات