مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

  سهام السعيد زرقاء اليمامة أبصرتْ تلاطم أمواجٍ، وهيجان رياح تعصف بنا.. هل …

تغريبة عولمية

منذ سنة واحدة

273

0

 

سهام السعيد

زرقاء اليمامة أبصرتْ تلاطم أمواجٍ، وهيجان رياح تعصف بنا.. هل هي العجلة؟! أم الواقع المشتّت الذي سار بجيلنا الصّاعد في طرقاتٍ متعرّجة؛ وقاده لغياهب بئر يوسف، دون أن يجد من يخرجه من ظّلماته؟! 

فقد بات جيلًا استبدّتِ العتمة في طريقه؛ وسرى القصور إلى تفكيره الهشّ؛ لافتقاده لبيئةٍ توعويّة حاضنةٍ وعدم ترعرعه في كنف تربيةٍ سليمةٍ؛ فبات يلهث خلف القشور مضيّعًا على نفسه لذّة الوصول إلى الجوهر.
جيل غرق في بحر النّافذة الإلكترونيّة التي اتّخذها وطنا بديلًا له.
انفصم عن عالمه الواقعيّ بحقائقه وعوائقه ومحاسنه وعلاقاته؛ ما جعل البعيد قريبًا والقريب بعيدًا؛ فراح يحلّق بعيدًا عن السّرب؛ وإن اصطدم بالواقع وقف عاجزًا عن التكيّف معه وعاد مجدّدًا للهرب إلى نافذته الإلكترونيّة.
يتعمّق الشّرخ في نفسه وتزداد الهوة بشخصيّته؛ تجرفه تيّارات لا يعرف منتهاها؛ تخلق فوضى ليست خلّاقة، إذ طمست الرّماديّة معالمها.
فهل الغزو الثّقافيّ هو الجاني؟
أم ضيق أفق مجتمعاتنا التي لم تحسن احتضان هذا الجيل والعمل على تهذيب رؤاهُ وغرس الطّموح في نفسه وإيقاظ فكره وأخذه من يده ليكون امتدادًا لحضارتنا السّالفة المشرقة، بدلًا من التّباكي على آثارها والافتتان ببهرج الثّقافات الأخرى والتنكّر لثقافتنا ومبادئنا؟! 
ما ذنب هذا الجيل إذا كان القدر قد اختار له هذا الواقع البائس الجارح والغزو الثّقافيّ الجامح؟! 
هو الطّوفان قد عمّ أرجاء المكان؛ فهل لنا بسفينة نوح تنقذ جيلنا الصّاعد وتنجيه من سيلٍ جارفٍ؛ ليجرف معه أملنا باستعادة أمجاد حارتنا وبثّ الحياة فيها؟!

 

* كاتبة سورية. 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود