297
0172
0347
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11428
04669
03938
173156
0فاطمة الشريف*
أشرنا في المقالات السابقة أن مما مهّد نشوء الحركة الرومانسية؛ ظهور النثر الخيالي بديلًا للشعر الكلاسيكي الجديد، ويعد الشاعر الإنجليزي توماس جراي (Thomas Gray) بأعماله الشعرية القليلة مؤسسًا أوليًّا للحركة الرومانسية، ومن أشهر قصائده:
(An Elegy Written in a Country Churchyard)، وهي مرثاة جليلة في أسلوب كلاسيكي بليغ، تحتفي بقبور القرويين المتواضعين والمجهولين، وكان موضوعها يركز على فكرة أن حياة الأغنياء والفقراء على حد سواء “تقود إلى القبر”، ومن قصائدة أيضًا:
Ode on the Spring,” “Sonnet on the Death of Mr. Richard West,” “Hymn to Adversity,” and “Ode on a Distant Prospect of Eton College” “The Progress of Poesy” and “The Bard
الحركة الرومانسية كما تصفها الموسوعة البريطانية بأنها رفض لمبادئ النظام والهدوء والانسجام والتوازن والمثالية والعقلانية مؤكدة على الفرد، والذاتي، وغير العقلاني، والخيالي، والشخصي، والعفوي، والعاطفي، والبصير، و…
وإذا أردنا تحري ولادة الحركة الرومانسية علينا التذكير بعصر التنوير وارتباط الحركة الكلاسيكية الجديدة ارتباطًا وثيقًا بهذا العصر، فقد أثّر عصر التنوير بتركيزه على العقل والعقلانية، على تطور الفن والأدب الكلاسيكي الجديد، حيث استلهمت الكلاسيكية الجديدة من الفن والأدب اليوناني والروماني القديم، سعيًا إلى إحياء مُثُل الحضارات القديمة؛ لذا جاء عصر التنوير قبل الكلاسيكية الجديدة ولعب دورًا مهمًّا في تشكيل مبادئها، وكذلك الشأن بالنسبة للرومانسية من حيث التسلسل الزمني التاريخي، فقد ظهرت الرومانسية كرد فعل على فكر عصر التنوير في أواخر القرن الثامن عشر.
نشأت الرومانسية في الفترة ما بين 1789-1830 مركزة على العاطفة، والفردية الذاتية، والخيال، وجمال الطبيعة؛ ومن أبرز روادها من الشعراء: ويليام وردزورث (William Wordsworth)، صمويل تايلور كوليردج (Samuel Taylor Coleridge)، جون كيتس (John Keats)، (Percy Bysshe Shelley) بيرسي بيش شيلي،(William Blake) وليام بليكو اللورد بايرون (Lord Byron).
يعد ويليام وردزورث (1770 – 1850 William Wordsworth) شاعرًا إنجليزيًا مؤثرًا، قاد شعره الرومانسي الذي احتفى بالطبيعة وجمالها، والروح الإنسانية وعواطفها الجياشة؛ لتوظيف الأشخاص العاديين، والتجارب اليومية، وتأملات الطبيعة في الكشف عن قدراته العميقة في سبر أغوار التجربة الإنسانية، من أبرز أعماله:
I Wandered Lonely as a Cloud” and “Lines Composed a Few Miles above Tintern Abbey.”
ومن أعماله الشعرية التي تتسم ببساطة الألفاظ، وجمال وطلاقة المعنى، قصيدة “السفر”.
Travelling
This is the spot: —how mildly does the sun
Shine in between the fading leaves! the air
In the habitual silence of this wood
Is more than silent: and this bed of heath,
Where shall we find so sweet a resting-place?
Come! —let me see thee sink into a dream
Of quiet thoughts,—protracted till thine eye
Be calm as water when the winds are gone
And no one can tell whither. —my sweet friend!
We two have had such happy hours together
That my heart melts in me to think of it.
كان يؤمن بقوة الخيال والعلاقة بين البشر والعالم الطبيعي، غالبًا ما تتمتع قصائده بجودة غنائية واستبطانية تدعو القراء إلى التفكير في تجاربهم الخاصة، والتأمّل الذاتيّ لحالتهم الشعورية، والعثور على العزاء في الطبيعة، كما أن استخدامه للصور الحية، واللغة البسيطة، جعلت شعره محببًا للجمهور والقراء، وملهمًا لهم بموضوعاته الخالدة.
الشاعر الغنائي جون كيتس (John Keats)، الذي اشتهر شعره المعروف بالسوناتا (Sonnet)، وهي قصيدة مكونة من أربعة عشر سطرًا مكتوبة بالتفعيلة الخماسية، ذات تنظيم موضوعي منظم بإحكام، وبها صور بلاغية حية جاذبة، وذات حسية كبيرة، ومن أشهر قصائده:
“Hyperion” ، “On First Looking into Chapman’s Homer” ، “O Solitude”
Bright Star
Bright star, would I were steadfast as thou art—
Not in lone splendor hung aloft the night
And watching, with eternal lids apart,
Like nature’s patient, sleepless Eremite,
The moving waters at their priestlike task
Of pure ablution round earth’s human shores,
Or gazing on the new soft-fallen mask
Of snow upon the mountains and the moors—
No—yet still steadfast, still unchangeable,
Pillow’d upon my fair love’s ripening breast,
To feel for ever its soft fall and swell,
Awake forever in a sweet unrest,
Still, still to hear her tender-taken breath,
And so live ever—or else swoon to death.
ركّز هؤلاء الشعراء وغيرهم من الكتّاب على موضوعات العاطفة والمشاعر الإنسانية، والبطولات وتأملات الطبيعة، وكل ما هو خارق للطبيعة في أعمالهم، كما سعوا إلى إثارة مشاعر الجمهور بدمج عناصر سامية، وخارقة للطبيعة، ما أدى لإحداث تحول نحو رواية القصص الأكثر استبطانًا وعاطفية، وأحدث حراكًا فنيًّا واسعًا في الكتابة السردية والمسرحية.
ومن أبرز من كتب في السرديات الرومانسية الآسرة: الروائية نيكولاس سباركس (Nicholas Sparks)، وإيميلي برونتي (Emily Bronte)، شارلوت برونتي (Charlotte Bronte)، لويزا ماي ألكوت (Louisa May Alcott)، ونورا روبرتس (Nora Roberts).
كتبت الروائية جين أوستن (Jane Austen 1789-1830) قصصًا رومانسية بشخصيات رواية تنمو بالتفاعل والحب، متخطية عقبة الزمان والمكان والوضع الاجتماعي، ومن أشهر رواياتها مثل:
“Pride and Prejudice”، “Sense and Sensibility”، “Emma”
وممن اشتهر برومانسياته التاريخية الكاتب البارز السير والتر سكوت (Sir Walter Scott) ، ومن أعماله: “Ivanhoe” and “Waverley.”
من الكتاب البارزين الذين برعوا بكتابة القصة القصيرة ناثانيال هوثورن (Nathaniel Hawthorne)، المعروف بمجموعته القصصية “Twice-Told Tales” التي تدور حول الذنب والخطيئة، وتعقيدات الطبيعة البشرية.
شهدت الفترة نفسها تغييرات وتطورات مهمة في المسرح من حيث التركيز على الفردية والعواطف القوية والحب، والحالة والتجربة الإنسانية، ومن أشهر كتّاب المسرح اللورد بايرون (Lord Byron) شاعر مشهور، انخرط في الأعمال الدرامية من خلال مسرحيته “Manfred “.
سعى هؤلاء الكتّاب الرومانسيون لإثارة مشاعر قوية لدى قرائهم، والدعوة لاستكشاف تعقيدات الطبيعة البشرية، موظفين الخيال والحدس، وكل ما هو خارق للطبيعة، وكثيرًا ما صوروا الجوانب السامية والمذهلة للعالم الطبيعي، وكثيرًا ما شكك الأدب الرومانسي في الأعراف المجتمعية وتحدى المؤسسات، إنه بالفعل أدب غني ومتنوع لا يزال يلهم القراء ويتردد صداه حتى يومنا هذا.
المصدر_ الموسوعة البريطانية – مكتبة باسادينا العامة الإميريكية
-الغلاف لوحة الشاعر الرومانسي وليم بليك
التعليقات