782
11025
0216
0386
580
0232
0187
0118
0148
0168
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03818
0
ميَّادة مهنَّا سليمان*
يولدُ الأطفالُ ولدى كلٍّ منهم موهبةٌ خاصَّةٌ بهِ، بعضُهم يغنِّي، أو يرسمُ، أو يعزفُ، أو يخترعُ، أو يقلِّدُ الآخرينَ…
لكنْ نرى أحيانًا أنَّ بعضَ تلكَ المواهبِ تكونُ خجولةً بالكادِ يعبِّرُ الطِّفلُ عنها، أو يظهرُها، ويعودُ ذلكَ -حتمًا- للطَّريقةِ الَّتي يُربِّي بها الأبوانِ ابنَيهِما، فإنْ منحاهُ الحريَّةَ للتَّعبيرِ، والثِّقةَ بالنِّفسِ، والجرأةَ، سنجدهُ يعبِّرُ بأريحيَّةٍ كبيرةٍ، وسعادةٍ يستمدُّها من تشجيعِ أهلهِ.
وإنْ أحبطَ الوالدانِ ابنَيهِما ستذبلُ موهبتُهُ، ولن يجرؤَ على إظهارِها، لاسيَّما إنْ قالَا لهُ، إنَّ ما يفعلهُ إضاعةٌ للوقتِ، وأنَّ عليهِ الالتفاتَ إلى دراستهِ فحسبْ.
بالنِّسبةِ لي عندما أعودُ بذاكرتي إلى طفولتي أتذكَّرُ أبي أطالَ اللهُ عمرَهُ، كم كانَ يشجِّعني، ويرى فيَّ أديبةً واعدةً منذُ صِغري، ويتحدَّثُ عنِّي بفخرٍ أمامَ الأقاربِ، والأصدقاءِ والجيرانِ، فكنتُ أزدادُ حماسًا، وحبًّا لما أكتبهُ، واستفدتُ من ملاحظاتهِ في توجيهي، تلكَ الملاحظاتُ الذَّكيَّة النَّاقدةُ دونما تثبيطٍ، أو جرْحٍ.
الأمرُ نفسهُ فعلتهُ مع أولادي، كانوا في طفولتِهم يرسمونَ عدَّةَ رسوماتٍ في اليومِ، فخصّصتُ لهم أستاذَ رسمٍ يعلِّمهم، وكانَ التَّنافسُ قويًّا بينهم من يحظى باهتمامِ هذا المعلِّمِ.
لكنْ للأسف نجدُ اليومَ بعضَ الأهلِ يقلِّلُونَ من شأنِ الفنونِ، ويعدّونها إضاعةً للوقتِ، بدلًا من جعلِها فسحةً إبداعيَّةً للطِّفلِ، يسلَّي بها نفسهُ، وينمِّي موهبتهُ، ويعبِّرُ عن ذاتهِ من خلالِها.
علينا ألَّا ننسى -كأهلٍ- أنَّ الاهتمامَ بالطِّفلِ ليسَ في العنايةِ بطعامهِ، ولباسهِ، وتعليمهِ، وتهذيبهِ، بلْ في دعمهِ معنويًّا، فتغذيةُ الرُّوحِ وإشباعُها بالتَّعبيرِ عن مكنوناتِها، لهوَ عملٌ عظيمٌ لا يفعلهُ إلَّا من يدركُ جوهرَ المهمَّةِ الَّتي ينبغي أنْ يؤدِّيها تجاهَ أطفالهِ.
وعلينا ألَّا نغفلَ دورَ المدرسةِ، فبعضُ المعلِّمينَ يكونونَ عونًا لطلَّابهم إن رأوا لديهم مواهبَ، ومنَ الممكنِ أن تسهمَ المعارضُ أو الاحتفالاتُ المدرسيَّةُ في تشجيعِ الأطفالِ على المشاركةِ، وإظهارِ مواهبهمِ، وإبرازِ قدراتهم المختبئةِ خجلًا، أو خوفًا، أو عدمَ ثقةٍ بالنَّفسِ، وعندها نكونُ قد أخذنا بأيادي أولئكَ الأطفالِ، وجعلناهم يخطونَ الخطوةَ الأولى في دربِ الإبداعِ الجميلِ.
أخيرًا: لنكنْ مشجِّعينَ، وداعمينَ لأطفالِنا، لاسيَّما في البلدانِ المقصِّرةِ في دعمِ ورعايةِ مواهبِ الطُّفولةِ بالشَّكلِ الأمثلِ الًّذي يليقُ بها، وبقدسيَّةِ وبراءةِ الأطفالِ.
* كاتبة_ سورية
التعليقات