مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

ماجد الشراري*   ما هو الحب؟ هل هو قيد أو حرية في فضاء العشق والمشاعر؟ الحب …

ليلة طارئة

منذ 3 سنوات

148

0

ماجد الشراري*

 

ما هو الحب؟

هل هو قيد أو حرية في فضاء العشق والمشاعر؟

الحب ذاك الشيء الذي يأسرنا في فيض الشعور وجنون الجرأة والرغبة الجامحة!

أهو في القلب أو ثنايا العقل والمركز؟

بداية الحب:

انطلاق نحو مضامين الابتهاج والسعادة والخيال.

لا يكلفنا إلا الانتظار، وحرقة الأشواق واللهفة النابعة من نيران الأحاسيس.

تجاوزنا المراحل الأولى ووصلنا إلى عقدته.

تتقلب أجسادنا على جمر المشاعر في ذروة الحب، ومنتصف الليالي، لتكتب أنه أسير عينيك، وسحر البيان بين كلماتك وكتاباتك.

يكشف نور الفجر على أجمل اثنين في الوفاء والنقاء، ليسدل حكايته إلى ليلة أخرى ينتظرها الاثنان على صوت داعي الحب والدفء.

لم يفكرا أبدًا في النهايات، فكل ليلة بداية أجمل وشعور أكمل.

قالت له وهي في أوج المشاعر الصادقة المتدفقة تروي صدأ اللقاء وجفاف المواعيد:

ترى كم من الوقت والأيام تنتظرني لو غبت فجأة؟

ابتسمت حروفه لها، وأيقن أنها مفارقة، بل حتما أنه الفراق وقال: يا حبيبتي لا تفكري في النهايات فمن يفكر بها لن يكون بطلا!

صمتت، وصمت لحظات تعادل ثلث الليل في الانتظار والاحتضار!

وابتسم!

وابتسمت 

وقالت: لا عليك وخفض عن روحك الباسلة، وكأنه شعر أنها  تمسح دموعها في ظاهري كفها، وأكملت حديثها الدافىء عن ماهية المشاعر، وهو مطرق سمعه وفي داخله بركان الحزن والألم.

شعرت به بدون أن تعلم رسمت حلمها وبكت.

كانت أشد ليلة عليهما الاثنين منذ خمسة أعوام.

تأخر الفجر هذه المرة على غير عادته

وكأنها ليلة كانون الأولى.

قال لها مداعبا يحاول أن يخرجا من كبت الأحزان.

أتعلمين أن الصيف لم يترك لنا أحبه؟!!

فصرخت وهي تنتحب .. قاتل الله الفراق والظروف والعادات والتقاليد والبدو.

قاتل الله أي شيء يبعدني عنك أو يحاول طمس حقيقة عينيك وثبات كلماتك.

قاتل الله الأيام والمشاعر والأحاسيس..

وقلبي وقلبك.

بتُّ أكره كل شيء لم أجد للأشياء طعما أو لذة حلاوة..

كل شيء سيذهب معك:

الحكايا

والليالي

والفرح

والورد

والكلام

والكلمات

والخواطر

حتى روحي وبوحي سيذهب معك!

فإني راحلة معك وإن كان جسدي بمكان آخر.

فإني معك حتى لو ظفرت جدائلي بألوانها الفضية الشاحبة.

وهو صامت لم يقل شيئا ولم يملك الشجاعة أن يرد كلمة.

وكلما سألته قالت: ما بك؟

قال: إني معك والله معك.

قالت له: أتسمح لي أن أخرج قليلا من غرفتي فقد ضاقت الأرض بما رحبت.

أريد أن أخرج قليلا في فناء البيت.

وسأترك جوالي هنا أعود لك قبل الفجر!

أيقن الآن أنه سلبي المشاعر والموقف والحديث.

واكتشف أنه أجبن من أن ينزع منها جيش الحزن والألم والحيرة.

وأنهما أسيرا الخوف والانهزام.

فليس بالمقدام، ولم تكن صاحبة حل ورأي في سيل الدموع والانهيار.

استأذنت ورحلت لتخرج من موقفها.

وخرج مكبا على وجهه، لم يشعر إلا وهو واقف على باب بيتها.

وسور طويل يعزلهما عن بعض.

لو ناداها لسمعته ولو صرخت لسمعها.

حاول أن يجد طريقة للدخول 

لم يكن يخشى شيئا ولسان حاله يقول:

“أرفض المسافة والسور والباب والحارس”.

 

*قاص من السعودية

تويتر/ adab2121@

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود