198
0682
0403
0269
0222
0297
0169
0347
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11428
04669
03938
173156
0وفاء بن صديق
كعادتي أترقب ساعة الميلاد شاهدًا على استقبال الحفيد الأول (خالد) الذي صدح صوته في جنبات البيت القديم الذي تفوح من شقوقه رائحة الكهولة. أخذت على عاتقي منذ لحظة وجوده الأولى مراقبة جسده الغض الذي سترعاه الحياة بمائها حتى يُورِق بين كفيها.
لقد كنتُ أحوم حوله من بعيد راصدًا كل حركاته وهمساته بلا ملل أو كلل، وكأني خُلِقتُ له فقط. شاركته أول خطواته، وكلماته، وبداية إخفاقاته، ونجاحاته. لكنني لم أستطع الاقتراب منه قيد أنملة. فكانت والدته تحذره دائمًا مني صارخةً: “خاااالد ابتعد عن كل ما يؤدي بك إليه إن أردت العيش، انتبه من النار؛ لأنه يتواجد في لهيبها، ابتعد عن البحر؛ لأنه يسكن في أعماقه.. انتبه.. احذر.. ابتعد…” والقائمة تطول.
كبر (خالد) وأصبح شابًا وسيمًا طموحًا تشعُّ من عينيه جذوة الذكاء المختلطة بحيرة السؤال الذي استوطنه حول الخوف المصحوب باسمي.
في يوم الثلاثاء الذي استهل به الصيف شهر أغسطس الخانق، قرر خالد البقاء في مكتبه وسط أوراقه المبعثرة؛ لإنجاز العمل المتراكم بسبب إجازة العيد. حينها ألحّ عليّ هاجس بأنها اللحظة المرتقبة.. خطوتُ متمهلًا إلى باب المكتب البني ذي الزخارف النافرة، وأمسكتُ مقبضه الذهبي حاولتُ أن أفتحه بهدوء حتى لا أخيفه، لكن الصرير أجبر (خالد) على الالتفات، تسمّرتُ في مكاني، نظرت إليه بعيني المختبئتين تحت جفنيّ المتدليين، وخاطبته ببحّة استعمرت حنجرتي: “لقد أنهكني طول الانتظار”، علت ملامح (خالد) ابتسامة راحة، وقال: “أنا أيضًا انتظرتك… غريب… أتعلم أني متفاجئ برؤيتك جدًا” قلتُ له: “ما وجه الغرابة؟ أتعتقد أني حضرتُ مبكرًا؟!” أجابني: “لا.. ليس هذا ما أقصده، لكنك لا تبدو كما وصفوك لي، بل العكس، فمحياك مضيء بالطمأنينة، والسكينة راقدة في طيات تجاعيده التي حصدتها بمنجل عمرك المديد” أشاح خالد بوجهه عني إلى الساعة المعلقة على الجدار المقابل له، وأمعن في تأمل عقاربها، تفصّد جبينه عرقًا، وقال: “إذن أزف الوقت”. انبثق من الحائط سديم كثيف، مددتُ ذراعيّ إليه.. تشبّث بهما خالد متحرّرًا من قيود جسده، دلفنا معًا إلى النفق، ومقلتاه تنظران صوب البقعة المتوهجة في نهايته.
* كاتبة من اليمن
نص بديع ، يطرح فكرة الموت ولكن بشكل وأسلوب مختلف ، وبدا ملك الموت وخالد في نهاية النص كصديقين يذهبتم غي رحلة نحو النفق ، دلالة أسم البطل (خالد ) هي مرتبطة بالنص كانه يحمل فكرة الخلود ، النص مكتوب بشكل قابل للتأويل وتعدد الرؤي وبشكل أخاذ
عادل جاد
قاص وناقد
محتوي النص مختلف وجذاب وقرأته مرتين حتي استوعب كيف طرحت الكاتبه فكره الموت
وكيف اوجزت العلاقه بين خالد والموت
اعجبت بالموت للمره الاولي من كلمات الكاتبه