مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

كفى عسيري* نصف رغيف بارد ينتظره، يبلعه حافًا وهو يمسح بطرف سبابته جفنيه طاردًا أ …

كمال

منذ 11 شهر

303

0

كفى عسيري*

نصف رغيف بارد ينتظره، يبلعه حافًا وهو يمسح بطرف سبابته جفنيه طاردًا أثر نومة قصيرة استرقها من بين أنياب الخوف والترقب والقلق..
ينتعل حذاء بنصف عمر طفحت رجل أخيه من فوق شسعها، يمضي إلى درسه قاطعًا أمتارًا من التعثر والكدمات.
ما أن يعود حتى يمضي نصف نهاره تتلقفه الأيادي وتتسابق عليه الأفواه بين أمر وأمر تأتيه في عدة نداءات.
يكاد ألا يكمل مهمة زوجة أبيه حتى يركض إلى أخيه متذكرًا ماذا طلبت منه جدته، ولم ينس أن عليه تنفيذ طلب أخته بالصعود على الجدار ليمد (الزوليّة) حتى تتخلص من الماء وتستقبل شروق شمس الغد.
هكذا مضت طفولته… 
كلما زحفت به الأيام ليكبر قليلًا؛ توسعت المهام بين توصيل إخوته إلى مدارسهم.. إحضار أعلاف البقر.. البحث عن حرّاثة.. تعبئة خزان الماء…
كثيرة هي الأعمال، لم تبق عليه حتى يصنع له حياة.
تبتلع السنوات أحلامه واحدًا تلو الآخر..
يكاد يذلف من العقد الثالث إلا قليلًا..
في ذلك المساء وهو يتهيأ للحديث مع أبيه حول رغبته في الزواج ثم السفر إلى القاهرة، حيث كان يسافر بمخيلته تارة يدرس وتارة برفقة عروسه.
في تلك الساعة يدوّي خبر وفاة أخيه..
ساعات من الذهول والصدمة، وأيام من الحزن والفقد، شهور من الشعور بمسؤولية تعويض الأيتام عن أبيهم، ثم قرار من أبيه يلزمه أن يكمل دور أخيه.

*كاتبة من السعودية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود