مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

هو غيلان بن عقبة العدوي، من شعراء العصر الأموي؛ لم يعمر طويلًا؛ إذ إنه مات في ال …

ذُو الرُّمَّة.. المحب الهائم

منذ 10 أشهر

336

0

هو غيلان بن عقبة العدوي، من شعراء العصر الأموي؛ لم يعمر طويلًا؛ إذ إنه مات في الأربعين من عمره تقريبًا، لكنه خلّد شعرًا يتذاكره الناس؛ على الرغم من أن الشاعر لم يحظ بالاهتمام نفسه الذي حظي به أقرانه من شعراء العصر الأموي، سواء أولئك الذين شغلتهم موضوعات المديح والهجاء والسياسة؛ كالأخطل والفرزدق وجرير (شعراء النقائض) أو الذين شاركهم اهتمامهم بموضوع الغزل والحب؛ مثل عمر بن أبي ربيعة والشعراء العذريين، ولعل السبب في ذلك يعود إلى ملازمته الصحراء وابتعاده عن المدن والحواضر ومركز الخلافة، بالإضافة إلى وعورة شعره، ولعل الغريب في الأمر خشونة لغة الشاعر ومخيلته البرية حين يعبر بواسطتهما عن عالم الصحراء الموحش، والتي تغيب تمامًا حين يتعلق الأمر بالحب، فتكتسب مفرداته وصوره الكثير من الرقة والعاطفة الصادقة والسلاسة التعبيرية. 

 يعتبر ذو الرُّمَّة مصدرًا من مصادر الشّعر العربيّ القديم واللّغة، فقد أشار الكثير من النّقاد إلى شاعريته، ومنهم الأصمعي الذي قدّمه في غرض الغزل، فقال: “وما أعلم من العشّاق الحضريّين وغيرهم شكا حبًّا أحسن من شكوى ذي الرُّمَّة، مع عفّة وعقل رصين”، كما يراه يتفوق على غيره في تميز تشبيهاته ورقة شكواه، ومع ذلك فهناك من النّقاد من يرون بأنّه لم يكن يحسن المدح والهجاء، لكنّه تميّز في غزليّاته بميّ، وكذلك في وصفيّاته للصّحارى والفلوات ووحوش البراري وأهوالها، ولعلّه قد تأثر بالرّاعي النّميري؛ لأنّه سلك مسلكه، كما أدرجه أبو زيد القرشي بكتابه”جمهرة أشعار العرب” في قسم (المُلحمات) مع جرير والفرزدق والأخطل، وغيرهم؛ بقصيدته الشهيرة:

                                   ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ يَنْسَكِبُ             كَأَنّه من كُلى مَفْرِيّةٍ سَرَبُ

                                   وَفَـراءُ غَرفيّـةٌ أَثَأى خَـوَارِزُهَا             مُشَلشَلٌ ضَيّعَته بَيْنَها الكُتَبُ 

والتي قال عنها جرير: “لو خرس ذو الرُّمَّة بعد قوله قصيدته التي أولها -ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ يَنْسَكِبُ- لكان أشعر الناس”. 

لقد تعددت آراء من عاصر شاعرنا من الرواة والشعراء والنقاد، فيرى الكميت بأن جوانب القوة في شعره تتضح في جودة وصفه، وأما جرير والفرزدق فيرون براعته في أنه أخذ من طريف الشعر وحسنه مما لم يسبقه إليه أحد.

والغريب أن ذا الرُّمَّة لم يُصنف في فحول الطبقة الأولى، فقد قيل إنه كان ينشد مرة في سوق الإبل، فجاء الفرزدق فوقف عليه، فقال له ذو الرمة: “كيف ترى ما تسمع يا أبا فراس؟”، فقال: “ما أحسن ما تقول”، قال: ” فما لي لا أذكر مع الفحول؟”، قال: “قصر بك عن غايتهم بكاؤك في الدمن وصفتك للأبعار والعطن”، وقال أبو عمرو بن العلاء “خُتِم الشعر بذي الرُّمَّة والرجز برؤبة بن العجاج”، كما قال أيضًا: “فُتِحَ الشّعر بامرئِ القيس وخُتِمَ بذي الرُّمَّة”.

تم تصنيف الشاعر في مقدمة الطبقة الثانية من الشعراء، مع أنهم أخذوا عليه إلحاحه على تناول موضوعات الطلول والإبل وعوالم الصحراء، وقد عدّه ابن قتيبة أوصف الشعراء وأحسنهم تشبيهًا، فإذا صار إلى المديح والهجاء خانه الطبع، وقد اعتبره البعض آخر شعراء الجاهلية، فقد استنّ بسنّتهم بكثرة التّشبيهات في شعره، كما تشابه شعره معهم من حيث الفصاحة والبلاغة ومتانة اللغة، والالتزام بالقواعد النّحوية، ويرجع ذلك لأنّه كان يقيم في البادية، رغم تردّده على بعض المدن؛ مثل اليمامة والبصرة وتهامة أحيانًا.

ومما ورد عن الإمام الشّافعي أنّه لقي رجلًا يمانيًّا، فسأله: من أشعر النّاس؟ فأجابه اليمانيّ: ذو الرُّمَّة! فقال له الشّافعيّ: فأين أمرؤ القيس؟! ليجاريه لأنّه يمانيّ، فقال اليمانيّ: لو كُلّف امرؤ القيس بإنشاد شعر ذي الرُّمَّة ما استطاع أن يحسنه!، وقيل: إن الوليد بن عبد الملك قال للفرزدق: أتعلم أحدًا أشعر منك؟ قال: غلام من بني عدي، يركب أعجاز الإبل، يريد ذا الرُّمَّة، قلت: هو القائل:

          وعَينانِ قال اللهُ كُونَا فكانَتا                   فَعُولانِ بِالألبَابِ ما تَفعَلُ الخَمرُ

وقد اختلف المؤرخون في سبب تلقيبه بذي الرُّمَّة، فمما قاله الأصفهاني في كتابه (الأغاني) نسبة إلى قطعة الحبل التي تعني الرمة، حيث روى بعضهم أن خرقاء العامرية (والتي قال البعض أن خرقاء هو وصف لميّ) قد لاحظت في أثناء شربه الماء أنه يضع على كتفه قطعة من حبل مهترئ، فقالت له: «اشرب يا ذا الرُّمَّة»، وقيل: بل كان يصيبه في صغره فزع، فكُتِبَت له تميمة، فعلّقها بحبل، فلقّب بذلك، وقال ابن حبيب: لُقِّب بذلك لقوله:    

                                   وَغَيْرَ مَرْضُوخِ الْقَفَا مَوْتُودِ                 أَشْعَثَ بَاقِي رُمَّة التَّقْلِيدِ

تعدّدت أغراض ذي الرُّمَّة الشّعرية، ولكن غلب عليها الغزل، والذي كان يبدؤه عادة بالتشبيب بالمحبوبة والبكاء على الأطلال، وغالب غزليّاته كانت في محبوبته ميّ، وممّا قاله فيها:     

                                    لَها بَشـَرٌ مِثلُ الحَريـرِ وَمَنطِـقٌ             دَقيقُ الحَواشِي لا هُرآءٌ ولا نَـزرُ
وَتَبسِمُ لَمحَ البَرقِ عَن مُتَوَضِّحٍ             كَنَورِ الأَقاحِي شافَ أَلوانَها القَطرُ         

وقوله :                          أَمَنـزِلَـتَـي مَـيَّ سَـلامٌ عَـلَيكمـا              عَلـى النَأيِ وَالنائي يَـوَدُّ وَيَنصَحُ

خلد ذو الرُّمَّة نفسه بالأشعار التي نظمها في ميّ، فقد كان موضوع الحب وبكاء الحبيبة، هو الأصل، الذي قام عليه عمود شعره، من بكاء الحرمان واللوعة، والحوم حول الديار بلا طائل واشتياقه للحوار العذب مع معشوقته التي أُخذت منه، وكان يجهر بأمره وليس عنده من سر.

وفي الروايات إنه كان فقيرًا لم يحصّل المال الكافي للزواج بها، فتنقل في مدن العراق والشام يمدح رجالاتها بهدف تجميع ما يكفي من المال.

 معظم قصائد الشاعر ومقطوعاته تدور حول وصف الصحراء بكل ما فيها من مشاهد وأحداث، حيث يصورها للقارئ بطريقته الخاصة، فتمتلئ بالعاطفة الإنسانية، وتحريك الصوامت، بمخيلته الحالمة، إذ لا تزال تبدو له الطبيعة في رؤى غريبة، وهي رؤى ملأت ديوانه بتجسيمات وتشخيصات بديعة مثل قوله:

                                  وَريِح الخُزامي َرشَّها الطَلُّ بَعدَما          دَنـا اللَيلُ حَتّى مَسَّهـا بِالقَـوادِمِ 

وقوله:

                                 ألا طرَقـتْ مـيُّ هَيومًـا بِـذكـرهـا           وأيدي الثريّا جُنَّحٌ في المغارِبِ

كما كان يأتي بصور فريدة من مثل قوله فى وصف ظباء تبدو له من آفاق بعيدة:

                                  كأَنَّ بلادَهن سماءُ ليلٍ                       تُكَشَّفُ عن كواكبها الغُيومُ

وقوله فى ظباء أخرى:

                                  كأَنَّ أُدْمانَها والشمسُ جانحةٌ              وَدْعٌ بأَرجائها فَضٌّ ومنظومُ

وقوله فى وصف الإبل ورحلتها فى الصحراء:

                                 كأَنَّ مَطايانا بِكُلِّ مَفازَةٍ                 قَراقيُر فى صَحراءِ دِجْلَةَ تَسْبَحُ

وللتأكيد على ما توصلت إليه من خلال دراستي لذي الرُّمَّة، ما قاله حنا الفاخوري: “ولهُ ديوانُ شعرٍ ينقسم قسمين كبيرين، شعر الغزل وشعر الصحراء، أما الأول فأناشيد حُبٍّ وَوَلهٍ وجّهَها إلى ميّةَ معبّرًا عن خوالج نفسه، وأما الثاني فلوحاتٌ صحراويةٌ تتجلى فيها حياة البادية في روعة فريدة”.

وقد برز غَرَضَا الهجاء والمديح في شعره كذلك، أما الهجاء فقد كان يبدأ به وبعد المرور بعدة أبيات ما يلبث الشاعر أن يتحول إلى الصحراء ووصف الطبيعة المحيطة، والحديث عن المحبوبة ميّ، ومن ذلك قوله هاجيًا:

                                   نَزلْنَا وقد طال النهارُ وأوْقَدَتْ             علينا حصى المَعزاءِ شَمْسٌ تنالُها 

                                   أَنَـخْـنـا نـظُـلِّـلنـا بأَبْـرَادِ يُمْنَـةٍ              عِتـاقٍ وأسيـافٍ قــديـمٍ صِقـالُـهـا  

                                   فـلمـا رآنَـا أهْـلُ مَرْأَةَ أغلقـوا               مخـادِعَ لـم تـرفَـعْ لخيـرٍ ظِلالُها

                                  وقد سُمِّيَتْ باسْمِ امرئ القيس قَريةٌ        كِـرامٌ صَـوَادِيهـا لِئـامٌ رِجـالُهـا

وكذلك الأمر بالنسبة للمديح، وله قصائد قليلة فيهما، وعادة ما جاء هذان الغرضان في داخل القصيدة الغزلية أو الطبيعية كجزء منها ونادرًا ما يكونان في قصيدة منفردة إلا في المقطوعات التي تتكون من بيت أو نيّف من الأبيات، ومن ذلك قوله يمدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري:

                                وَلَكِنَّني أَقبَلتُ مِن جانِبي قَسًا                    أَزورُ اِمرَأً مَحضًا نَجيبًا يَمانيـا

                                مِن آلِ أَبي موسى تَرى الناسَ حَولَهُ           كَأَنَّهُـمُ الكِـروانُ أَبصَرنَ بازيـا

                                مُرِمّينَ مِن لَيثٍ عَلَيه مَهابَـةٌ                      تَفادى الأُسودُ الغُلبُ مِنهُ تفاديا

أما الفخر فيشغل حيزًا كبيرًا من قصيدة الشاعر، ويدور فخره في الدائرة القبلية، ومن ذلك قوله مفتخرًا:

                                 إذَا نَحْنُ قَايَسْنَا أُنَاسًا إلَى الْعُلَا               وإنْ كَـرُمُـوا لَـمْ يَسْتـَطِعنَـا الْمُقَايِـِسُ

                                 نَغَارُ إذَا مَا الَّروْعُ أَبْدى عَلَى البُرَى         وَنَقْرِى سَدِيفَ الشَّحْمِ والْمَاءُ جَامِسُ

ونلاحظ كذلك بروز الأحاجي والألغاز في بعض قصائده، وهي لا تحتل سوى جزءًا ضئيلًا من شعره على الرغم من طرافتها، فنراه مشغولًا بنظم طائفة من الألغاز ومحاولة التعمية فيها، فتحتاج لفهمها إلى شيء قليل أو كثير من الفطنة والذكاء، وقد كان هذا اللون مألوفًا في البادية بقصد التسلية والسمر وشغل أوقات الفراغ في مجتمع تكثر فيه أوقات الفراغ، ففي ديوان ذي الُّرمَّة قصيدتان طويلتان ومقطوعتان قصيرتان تدور حول هذا اللون من الشعر، وفي قصيدتين أخريين طائفة أخرى من هذه الأحاجي والألغاز، ومنها قوله في(قرية النمل):

                                 وَقَريَةِ لا جِنٍّ وَلا أَنَسِيَّة                       مُداخِلَةٍ أَبوابُها بُنِيَت شَـزرا

نَزَلنا بِها لا نَبتَغي عِنَدها القِرى        وَلَكِنَّها كانَت لِمَنزِلِنا قَـدرا                           

  وقوله في(الظل):

                               وخَلْقٍ بلا روحٍ تَضَمَّنَ صُحْبَتي             يُسايرُني ما إن يُفارقُني فِترا

إن مما يتميز به شعر ذي الرُّمَّة الوحدة العاطفية التي تمسك بأطراف موضوعات القصيدة، فعاطفة الشاعر لم تتعدد في القصيدة الواحدة، ولم تتوزع توزع موضوعاتها المختلفة، وإنما توحدت العاطفة في كل موضوعاتها، فأصبحت تصدر جميعًا عن مصدر واحد، وتنبع من منبع مشترك، وتخضع لدافع عاطفي لا يتعدد ولا يتوزع، دافع الحب الذي كان يوجهه إلى حديث الغزل من ناحية، والى حديث الصحراء من ناحية أخرى.

كما تتنوع البحور التي اعتمد عليها ذُو الرُّمَّة في نظمه لمقطوعاته وقصائده، إلا أن أكثرها كان على البحور الطويلة، وفي مقدمتها البحر الطويل الذي شاع استخدامه في ذلك العصر، وقد برز في أكثر من نصف ديوانه، فقلة التنوع في بحور الديوان أمر طبيعي بالنسبة لشاعر في ذلك العصر، فمن الملاحظ عند تصفح دواوين الشعراء القدماء، خاصة من يتناولون موضوعات الوصف والغزل، من أمثال ذي الرُّمَّة وكثير عزة، وكذلك الشعراء الكبار الذين يصفون الحروب والمديح أمثال المتنبي، إكثارهم من استخدام البحور الطويلة، التي تجعل من النص الشعري نصًا ممتدًا على أكثر من بسيطة شعرية وفكرية ومعنوية، فطول البحر الشعري يساعد في التنوع الإيقاعي والتحريك الموسيقي في القصيدة، كما أن السرد القصصي الذي يستخدمه الشاعر هو الذي يخلق في النص انسيابًا إيقاعيًّا وموسيقيًّا يجعل من النص الشعري محركًا لذاته بذاته، فالانتقال ما بين المقاطع الطويلة والقصيرة هو انتقال حركي، يوازي تنقل الحيوانات الموجودة في صورة الطبيعة الحركية في قصائد ذي الرُّمَّة، وكذلك الانتقال من تفعيلة إلى أخرى في القصيدة هو انتقال يبث الحركة في النص الشعري للشاعر، فالقصيدة في نطاق الطبيعة الحركية في شعر ذي الُّرمَّة هي حركة في كل مقاييسها وسبلها.

كان ذو الرُّمَّة يحرص على اختيار الأوضاع التي يعرض فيها صورته الفنية، وانتقاء الزوايا التي تبرزها في أجمل مظاهرها، وتظهر براعته الفائقة في اختيار الزوايا وانتقاء الأوضاع في كثير من قصائده، ومنها قوله:

                               بَرّاقَةُ الجيدِِ وَاَللَبّاتِ واضِحَةٌ                    كَأَنَّها ظَبيَةٌ أَفضى بِها لَبَبُ

                               بَينَ النَهارِِ وَبَينَ اللَيلِِ مِن عَقَدٍ                 عَلى جَوانِبِهِ الأَسباطُ وَالَهَدَبُ

كانت هناك الكثير من المؤثرات العامة في شعر ذي الرُّمَّة، لعل أهمها أمه فقد كان لها عظيم الأثر في نفسه ومسيرة حياته، فحين سمعت ابنها ينشد الشعر، ذهبت به إلى الحصين العدوي ليسمع له، وحين سمعه بارك له وقال:” أحسن ذو الرُّمَّة”. وبذلك كانت أمه قد وضعت قدمه على طريق الشعر ليخطو الخطوة الأولى فيه.

كما لعبت الصحراء دورًا كبيرًا، فقد انبهر الشاعر باتساعها، وتفاعل مع ليلها الطويل، وخاف من ظلامها الدامس، وغنى وترنم مع صفير رياحها، وتعجب من سرابها، وشعر بعاطفة نحو حيواناتها، مما أمدّه بعاطفة قوية، وكوّن رابطًا قويًّا بينه وبينها، فجزلت ألفاظه، وتوشحت أشعاره بوشاح البيئة الصحراوية التي عاشها، خاصة فيما يخص الخيال والصور والاستعارات، وبعد ذلك يأتي حبه لـ (ميّ)، الذي أنطقه بجميل شعره، والذي تنوع فيه بين الغزل الصريح الذي ساد في أرض الحجاز، والغزل العذري الذي شاع في البادية، مع ملاحظة أن غزله العذري كان الأكثر انتشارًا ووضوحًا في شعره من الغزل الصريح، ولا يفوتنا حين نتحدث عن المؤثرات على شعر الشاعر أن نذكر تدينه وسعة ثقافته في القرآن والسنة، فحين يمدح كان يصف ممدوحه بالتقوى وحفظ القرآن، وحين يفتخر فيكون بالورع والإيمان، وعند الهجاء يجرد المهجو من القيم والأخلاق الإسلامية. 

وكان آخر ما قاله:

                                   يا رَبُّ قَد أَشرَفَت نَفسي وَقَد عَلِمت                  عِلمًـا يَقينًـا لَـقَـد أَحـصَيـتُ آثـاري

                                   يا مُخرِجَ الروحِ مِن جِسمي إِذا اِحتَضَرت         وفَارِجَ الكَربِ زَحزِحني عَن النارِ

ولن أجد خاتمة لمقالي هذا من هذه الأبيات التي أرى فيها جمال الوصف، وجدة التصوير؛ دون القدح في المحبوبة، وفيها يقول:

                                    لَمْيَاءُ في شَفَتَيْها حُوّةٌ لَعَسٌ                 وَفي اللِّثاتِ وفي أنيابها شَنَبُ

                                    كحْلاءُ في دَعَجٍ، صَفْراءُ في بَرَجٍ        كَأَنّهـا فِضّـةٌ قـد شَابَهـا ذَهَـبُ

                                    تُريكَ سُنّةَ وَجْهٍ غَيرَ مُقرِفةٍ                مَلْساءَ لَيْسَ بها خالٌ ولا نَدَبُ

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود