الأكثر مشاهدة

أحمد بنسعيد* مقدمة: لا تزال الملايين من الأسئلة تلف هذا العالم وما فيه من أشياء …

سعة أفق كاتب الأطفال

منذ 7 أشهر

334

0


أحمد بنسعيد*

مقدمة:
لا تزال الملايين من الأسئلة تلف هذا العالم وما فيه من أشياء ملغزة… أسئلة تتطلب التفكير الكثير والمعمق والمتوالي لإيجاد الأجوبة العلمية الدقيقة… في عالم الطب والصناعة والفلاحة والاقتصاد… في عالم الرياضيات والفيزياء والكيمياء وفي عالم الآلات… أسئلة لا تنتهي أبدًا… لكنها السر الأسمى الذي يقف وراء تطور الإنسان وتحسن حالته الدنيوية.
سعة أفق كاتب كتب الأطفال:
حين يغوص كاتب كتب الأطفال في عالم النبات، أو عالم الحشرات، أو عالم الحفريات، أو عالم الجراثيم، أو عالم البحار والوديان والمحيطات، والكواكب والمجرات… فإنه غالبًا لا ينظر إليها -فقط- من الجانب المادي والتركيب العضوي والكيميائي… بقدر ما ينظر إليها من الزاوية المعنوية كذلك. فإذا أخذنا مثلًا (قمحة)؛ فإن العالِم ينظر إليها من خلال مجموعة من المعطيات: (شكل القمحة، لونها، قشرتها، لمعانها، طول ساقها، عقد مقارنة بينها وبين غيرها…). 

أما الكاتب فإنه قد يصنع لها لسانًا تحكي من خلاله سيرتها، أو تحكي الحكايات التي قد تقع لها من قطع أو غرس أو حرق ونحو ذلك… ومن خلال ذلك يصنع لها عائلة وعدوًّا وصديقًا وصراعًا… ونظرة شاملة كاملة للقمحة في وجودها الكلي ودورها في هذا الكون، تتحدد من خلال السرد والحبكة والعقدة والحل مجموعة معطيات قد تفيد المخترع وتوسع أفقه للتعمق في (القمحة كمثال فقط) بشكل أفضل بكثير، وقد تشرق له من خلال قراءة نصوص الكاتب وحكاياته مجموعة من الألغاز التي تساعده في عملية الاختراع والاكتشاف والتتبع العلمي المختبري.
هل رأيتم -أيها الأعزاء- تكامل الكائن البشري لأجل صالح الإنسان؟ إن كاتب كتب الأطفال هو وتد التطور الإنساني للأفضل. يحكي مجموعة كبيرة من علماء الفلك والمهتمين بموضوع وصول الإنسان للقمر في القرن الماضي أنهم قرأوا وهم أطفال وفتيان حكايات: (الوصول للقمر) فسبحت هذه الحكايات بخيالهم وداعبت أعماق مشاعرهم.
يوجد في أدب الطفل ما لا يوجد في غيره:
لماذا يا ترى؟ لأنه لا يخضع لقيود، فبداياته الأولى بعنوان: (خرافات إيسوب).

وقد نسمع عن (أساطير روسية) (كليلة ودمنة): حكايات الحيوانات، (ألف ليلة وليلة) الاختراعات الليلية… لو تأملت في هذه العناوين لوجدت كلمات تفتح لك باب الدخول للأعاجيب قائلة لك: اكتب أيها الكاتب، حلق في كل وادٍ… لا تخش شيئًا… كلّم الجمادات والنباتات والطيور والحيوانات، بل كلِّمِ الريح والسمع والبصر ودقيق الأحاسيس… وأنْسِنْها… وضع اسمًا لكل ما ليس له اسم، واجعل لها عوالم قريبة من الطفل واضحة بسيطة مفهومة.

الكتابة في عصر جيل الإنترنت:
اطمئن أيها الكاتب العزيز من هذه الناحية فما الحواسيب والشاشات إلا أجهزة وأدوات تنتظر من يملأها بالجيد من الإبداع، هذا الإبداع الذي يظل سرًّا على مرّ العصور من أسرار تطور هذا المخلوق الذي هو الإنسان، والأجهزة المتغيرة في كل عصر سواء كانت ورقية أم رقمية أو غير ذلك ما هي إلا أوعية تحمل هذا الإبداع وتوصله للأجيال كما ورد.

خاتمة:
إن الكاتب للأطفال جدير بأن يصنع الأعاجيب من خلال كتاباته؛ لأنه يفك عن نفسه كل أنواع القيود، ويسبح في عالم الإبداع من أبوابه الواسعة الشاسعة، مقدمًا لأطفال الدنيا ما يفتح شهيتهم لإضفاء التجديد والتطوير وتحسين ظروف الحياة على كوكب الأرض، في سلام ووئام ومحبة للإنسان والكون والحياة.

* كاتب للأطفال_المغرب

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود