مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

الحَسَن الكَامَح* لَا أَبْكِي عَلَى مَا ضَاعَ لِي مِنْ بَيْتٍ كَانَ يُدْفِئُنَا …

لا أبْكي عَلى ما ضاعَ

منذ 6 أشهر

62

0

الحَسَن الكَامَح*

لَا أَبْكِي عَلَى مَا ضَاعَ لِي

مِنْ بَيْتٍ كَانَ يُدْفِئُنَا بِحَنَانِهِ قَبْلَ الدّمَارِ

وَلَكِنْ أَبْكِي أُمًّا بَقَتْ تَحْتَ الخَرَابِ

أُمًّا كَانَتْ لَنَا وَطَنًا

تَحْمِلُنَا عَلَى جَنَاحَيْهَا

وَتَطِيرُ بِنَا مِنْ غَرْفَةٍ إلى غُرْفَةٍ فِي حُلْمٍ عُجَاب

كَانَتْ المَأْوَى الَّذِي يُدفِّئُنا

وَالحَلِيبَ الَّذِي يُقَوِّنا

وَالمُنَى الّتِي تَسْكُنُ العَيْنَ، تُرَى مِنْ خَلْف الحِجَابِ

لَا أَبْكِي هَذَا الَزَّمَانَ

الَّذِي فَجّرَنَا أَيْتَامًا نَجُرُّ خَلْفَنَا مَأْسَاتنَا

مِنْ مُخَيّمٍ إِلَى مُخَيّمٍ

وَالعِتَابُ قَدْ مَلَّ فِينَا صَوْتَ العِتَابِ

وَلَكِنْ أَبْكِي وَطَنًا ضَاعَ تَحْتَ الخَرَابِ

… ضَاعَ

فَصِرْنَا مُجَرّدِينَ مِنْ نُكْهِ الحَيَاةِ

لَا نَعْلَمُ أَيْنَ نَمْضِي

وَمَنْ مَعَنَا سَيَحْمِينَا مَنْ نَبْحِ الكِلَابِ أَوْ قَصْفِ الذَّئَابِ

أَبْكِي بِلا دَمْعٍ جُرْحًا يُدَمَينَا

ونَحْنُ أهْل الدَّار

من صاروا بَيْنَ عَشِيَّةٍ وضُحاها بِلا دارٍ

يجُرُّونَ مأساتَهُمْ مِنْ اغْتِرابٍ إلى اغْتِرابِ… 

أكَادير: 5 يناير 2018

* شاعر من المغرب

اللوحة للفنانة الفوتوغرافية موضي الهاجري من قطر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود