الأكثر مشاهدة

عبدالقادر مكي* بدايةً علينا أن نتساءل عن ماهية الخيال وطبيعة الطفل وسيكولوجيته، …

الفنتازيا وقصص الخيال العلمي للأطفال

منذ 10 أشهر

398

0

عبدالقادر مكي*

بدايةً علينا أن نتساءل عن ماهية الخيال وطبيعة الطفل وسيكولوجيته، وعليه يمكننا القول: على الرغم من أن الخيال يعدُّ خصيصة إنسانية صرفة، فإن البشر يختلفون كثيرًا في درجة تخيُّلهم؛ فالتخيّل عند الطفل يشغل حيّزًز كبيرًا في نشاطه العقلي منذ السنوات الأولى من عمره، وهو يتخيّل وقائع وحوادث ويقوم الكثير من أفكاره وألعابه وآماله على الخيال حسبما يذهب إليه العلماء والدار سون؛ لذلك فإن الخيال يتميّز بأهمية كبيرة في بناء شخصية الطفل وتطويرها ويمثّل حاجة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها. 
إن القصة الطفلية فنٌّ من أرقى الفنون الإبداعية تقوم على مجموعة من الحوادث المترابطة تدور في بيئة زمانية وبيئة إمكانية، وهي وسيلة تربوية تعليمية محببَّة للأطفال تهدف إلى إثراء خبراتهم وتنمّية مهاراتهم، وإكسابهم القيم والاتجاهات الإيجابية. ويُعدُّ هذا الفنّ أبرز فنون أدب الأطفال وأكثر أنواعه انتشاراً، وتشتمل قصص الأطفال على أنواعٍ عدة، منها الحكايات القصص التراثية، قصص الحيوان، قصص السِير قصص البطولة المغامرة، قصص الخيال العلمي، قصص الخيال التاريخي، قصص الفكاهة القصص الدينية، القصص الاجتماعية وغيرها. 
تدور قصص الخيال العلمي كنوع بارز من أنواع الكتابة القصصيّة للأطفال وأكثرها تشويقًا لهم، حول التنبؤ بما يمكن للإنسان أن يصل إليه من الاختراعات والاكتشافات العلمية، في ضوء التقدّم العلمي والمعرفي الذي وصل إليه، عبر اقتراح فروض خيالية عن مستقبله؛ لذلك فإن هذا النوع من القصص وثيق الصلة بالتطوّر السريع الذي نشهده في العالم اليوم كما تدور أيضًا حول البيئات الطبيعية وطبيعة الإنسان نفسه والكون بمجراته وظواهره. 
من أهم الأهداف التي تسعى إليها قصص الخيال العلمي للأطفال تنمية التفكير العلمي لدى جمهورها، وإطلاق قدراتهم المختلفة إلى آفاق واسعة وإكسابهم المهارات الأساسية التي تساعدهم في التفكير الحرّ المنظَّم، من خلال تقديم منهج يطرح المفاهيم العلمية المتطوِّرة ويجعل الثقافة العلمية أسلوبًا في حياتهم، وذلك بهدف تأهيلهم لعالم المستقبل وما يمكن أن يحمله من التطوّرات والإنجازات المحتملة على الصعد كافة. 
يقول الدكتور هادي الهيتي في كتابه القيِّم “ثقافة الأطفال”: تهيئ بعض قصص الخيال العلمي نشر حقائق علمية بأسلوب فيه كثير من جوانب التجسيد الفني، ونشر أفكار مختلفة عن صور المستقبل، ومع هذا فإن هدف هذه القصص ليس إيصال المعلومات إلى الأطفال؛ بل إشباع مخيلاتهم ودفع عقولهم إلى التفكير في آفاق أكثر سِعة؛ لذا تعد تنمية قدرة الطفل على التخيّل والتأمّل والمرونة أحد أهداف هذه القصص.

* أديب وناقد _ سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود