مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

أحمد بنسعيد* مقدمة بعد الانتهاء من كتابة (مسودة) الحكاية في حوالي ألف كلمة، يأتي …

خطوات كتابة حكاية للأطفال في 1000 كلمة

منذ 6 أشهر

442

0


أحمد بنسعيد*

مقدمة
بعد الانتهاء من كتابة (مسودة) الحكاية في حوالي ألف كلمة، يأتي العمل الحقيقي لكتابة حكاية للطفل. وتبدأ الصنعة التي تختلف فيها مستويات الكتّاب وتوضح جليًّا درجات احترامهم لعالم الطفولة…

بداية صناعة الكتابة الجيدة:
تشذيب المسودة: نفسيًّا:
1- ملاحظة التسلسل المنطقي للأفكار. وحذف كل تشويش واضطراب. 
2- تحديد جمهور الأطفال المناسبة له: (نفسًا وإدراكًا ولغةً) وإثبات عمر هذا الجمهور في مسودة الحكاية.
3- المشاكل والهموم والتحديات الواردة في النص، عليها أن تترجم عالم الأطفال وليس عالم الكبار.
4- تقديم الإيجابية والتفاؤل وفتح الأمل… ومنع عكس ذلك، كالعنف والتخويف. 

تشذيب المسودة لغويًّا:
1- نحوًا وصرفًا وإعرابًا.
2- حذف التكرار (إلا ما كان مقصودًا). 
3- التقليل من كلمة (كان – لقد…). 
4- ضبط علامات الترقيم.
5- وضع الجرس الموسيقي المناسب بين الفواصل.
6- شكل النص شكلًا تامًّا وصحيحًا. (ويُعتبر شكل النص حق من حقوق الأطفال -حتى عمر 9 سنوات- على الكاتب). 
7- تلخيص الجمل: الجملة ذات الخمس كلمات تصبح من ثلاثة كلمات، وهكذا…

تشذيب المسودة أدبيًّا:
1- ملاحظة تماسك حبكة الحكاية.
2- وضع أبطال قريبين من الأطفال.
2- توفر التشويق.
3- العقدة، وتصاعد العقدة، وتقديم الحل.

تشذيب المسودة تربويًّا:
1- ملاحظة الخروقات التربوية والأخلاقية.
الكلمات الصعبة والسهلة:
الأصعب في الأمر؛ ليس استعمال المفردات الصعبة لأنها تفرض نفسها على الكاتب الكبير فرضا أثناء الكتابة وقد ينساق مع هذا الأمر، فيكتب كتابات أنسب لطلبة الجامعة منها إلى عالم الأطفال، ليعلم الكاتب أن الصعب هو تيسير الكلمات وتسهيلها وتبسيطها؛ هذا هو الأمر الذي يأخذ الوقت والمجهود من الكاتب…

فاتحة الحكاية:
ثم يعود الكاتب لفاتحة حكايته ليوليها عناية خاصة. فمركز ثقل أي حكاية هو بدايتها… إذا استطاع الكاتب أن يأخذ بألباب قرائه الصغار من الجملة الأولى، فهذا عامل نجاح غاية في الأهمية. لذلك عليه أن يتأمل كثيرًا في بداية حكايته، وليغير ويغير حتى يتأكد أن عامل التشويق والغرابة والسؤال وارد فيها…

بعض خطوات انتقاد الكتابة
الاستراحة ثم النقد:
البداية المبكرة في الكتابة مهمة جدًّا في هذه النقطة؛ لأنها توفر إمكانية الاستراحة ثم العودة للتنقيح والتشذيب والتغيير…
استراحة وجب أن تتجاوز ثلاثة أيام على الأقل، هذه الأيام يتم فيها الانشغال بأمور أخرى غير النص، وعند العودة للنص ستتحقق رؤية جديدة لمعانيه وأسلوبه وشكله ولغته… أما إذا بدأ الكاتب بشكل متأخر وكان مزدحمًا بانتهاء مهلة تقديم النص لجائزة أو مسابقة، فإنه لا شك سيقدم نصًّا ضعيفًا إذا قورن بالنصوص التي قدمها أصحابها بعد معالجات متعددة.

طبع النص وقراءته جهرًا:
طبع النص ورقيًّا، وإعادة قراءته على الورق بصوت جهري يوفر إمكانية معالجته بالقلم، بالحذف والإضافة والشطب وإزالة الزوائد، وتغيير أماكن الفقرات… ونحو ذلك… وهذا يوفر تجويد النص وتقريبه للأطفال بشكل أنجح.

تسليم النص للمستشار الأدبي:
تسليم النص للمستشار الأدبي فيه تقريب للمسافات وتلخيص لمجهود كبير، لكن المستشار الأدبي كما يعلم الجميع يتقاضى أجرًا على مجهوده في معالجة نصوص الكتّاب.

الحلول الأخرى:
قد يستعصي على الكاتب تسليم النص للمستشار الأدبي، نظرًا للظروف المادية المتأزمة التي يعيشها المبدع العربي، فكان بالتالي من الممكن الالتجاء لعدد من الحلول، منها:

1- قراءة النص على مجموعة أطفال: وليحرص أن تكون عينة الأطفال عشوائية وليست مختارة؛ تقترب أعمارهم من الجمهور الذي يتعامل معه… ثم ينظر إلى الكلمات التي لم يفهموها، أو العبارات التي استعصت عليهم، أو الأفكار التي لم يستوعبوها… يضع الكاتب عليها سطرًا كبيرًا، ويقف عندها، ويغير بحسب ما يراه مناسبًا لهم، مستساغًا عندهم.
وفي هذه المرحلة من إعداد النص سيتفاجأ الكاتب بالمستوى اللغوي والثقافي الضعيف والضعيف جدًّا الذي أصبح عليه أبناؤنا، أتحدث عن أغلب الأطفال وليس عن الأقلية المتمكنة التي تقرأ بمحبة، وتطالع الحكايات والقصص بشكل حر، مثل الطفلة المغربية مريم أمجون التي حصلت على جائزة القارئ العربي وهي في سن 9 سنوات، فذلك المستوى نادر جدًّا… فلا يستغرب الكاتب، ويقول عليّ أن أعلي المستوى، فإنه لن يفعل سوى تعقيد كتابته عليهم… فليعد لواقع الناس، ولواقع الأطفال…
نعم طبعًا على الكاتب أن يضمّن كتابته للأطفال بعض الكلمات الصعبة التي تستدعي البحث، ولكن أقول (بعض) الكلمات. ربما بمعدل كلمة واحدة في كل مئة كلمة. (1000 كلمة بها 10 كلمات صعبة) ربما صار الأمر بهذا أقرب للنجاح، في عصرنا هذا الذي نعيشه ويعرف انتكاسة علمية شاملة.
2- قراءة النص داخل الغرفة الرباعية: و(الغرفة الرباعية) هي فكرة جديدة كنت قد طرحتها على كتاب أدب الطفل منذ سنوات طويلة، ومعناها أن يُشَكِّلَ الكاتب (مجموعة رباعية) في وسائل التواصل الاجتماعي، مع ثلاثة عناصر آخرين من كتاب أدب الطفل يراهم جديرين بالثقة ولديهم الموهبة في الكتابة للطفل، فيقوم كل واحد منهم بطرح كتابته للنقد بينهم، ويتداولون الأمر زمنيًّا بشكل يحقق التوازن بينهم.

خاتمة:
ختامًا أرجو للأعزاء كتاب أدب الطفل جميعًا النجاح والتوفيق في مسيرتهم الإبداعية، وأشدّ على أيديهم لينتجوا لعالم الأطفال المتعطش أحلى الحكايات وأبهرها وأجودها.

* كاتب للأطفال_ المغرب

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود