الأكثر مشاهدة

حوراء عايد* الأم سراج لدروب أبنائها في حاضرهم ومستقبلهم؛ فهي تسعى في فكر دؤوب أن …

تأثير الأم الواعية في تنمية عقول الأبناء

منذ 9 أشهر

296

0


حوراء عايد*

الأم سراج لدروب أبنائها في حاضرهم ومستقبلهم؛ فهي تسعى في فكر دؤوب أن تجعل أبناءها في مستوٍ عالٍ من العلم والمعرفة، بل تسعى سعيًا حثيثًا لأن يكونوا أفضل منها في الحصول على فرصتهم في الحياة. لذلك نراها تنتقي كلماتها بذوق رفيع لأنها تعلم أنها ما إن تنطق بعض الكلمات حتى تلحظ أن طفلها قد التقطها وخزّنها في عقله الباطن، لتكون من ضمن مقتنياته المعرفية، فنراه يستعملها في عبارات من صياغته بعدما يبلورها عند حديثه معنا.
يعني هذا أنّ الأم هي الحجر الأساس في بناء عقول الأبناء من الناحية اللغوية؛ لأننا على معرفة بأنّ السمع هو البوابة الأولى لبناء هذه العقول بطريقة تصاعدية، ومن ثمَّ تعمل على استنطاقهم بما كانوا قد حفظوه في عقولهم من كلمات (أشبه بالاختبار التدريبي)، بعد ذلك تعمل على تلبية احتياجات أبنائها وما يهمهم، إذ تساعدهم في تطوير مهاراتهم الجسدية والعقلية والإبداعية التي ستكتشفها بطرق المتابعة المختلفة. إذ تُعد هي المكتشف الأول لمزايا أبنائها، ولما يتمتعون به من قدرات ذهنية لماحة، وما إن تعثر على هذه الصفات حتى تعمل جاهدة على توفير بيئة ملائمة ومحفزة، تعين الأبناء على تطوير قدراتهم المتنوعة، منها: الرسم، والقراءة، والنحت، والتصوير، والرياضة، والعلوم، والرياضيات… وغيرها من تلك القدرات المعرفية. ولا بدّ للأم (الواعية) أن تكون على معرفة بالطرق التي تنمي بها قدرات عقول أبنائها؛ ذلك بتوفير بيئة تعليمية غنية بكل ما هم بحاجة إليه من مواد تعليمية تكون مناسبة لأعمارهم نحو: الكتب، والألعاب التعليمية كلعبة (روبيك)، بالإضافة إلى تشجيعهم على استكشاف وتجربة كل ما هو نافع من أنشطة إبداعية كالرسم والقراءة المبكرة خاصة، ومناقشتهم ومحاورتهم بما قاموا بقراءته ورسمه؛ ففي هذه المحادثة تكمن الأهمية الكبيرة في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، بالإضافة إلى تحفيز تفكيرهم النقدي. كذلك، توجد أنشطة تعليمية يمكن ممارستها في المنزل، منها تنظيم ورشة صغيرة منزلية للحساب والعدّ، بالإضافة إلى تجارب العلوم المناسبة لفئتهم العمرية، وتعليمهم الطهي والخياطة، ومن الأمور الجديدة تعليمهم إعادة تدوير المواد للإفادة منها في تعزيز وعيهم بالحفاظ على البيئة، والتعرف إلى مبادئ التدبير والاقتصاد، فهم بذلك يملؤون أوقاتهم باكتشافات جديدة تجعلهم واثقي الخطى، ومعتمدين على ذواتهم في تطوير مهاراتهم العقلية. يمكن للأم أن تبحث عن محتوى تعليمي هادف وتفاعلي؛ لتنمية قدرات أبنائها، ولا ضير إن عملت على الإفادة من أفكار أبنائها، فهم في الأصل نتاج مصغر لعقلها النامي الذي يمثّل ثقافة خاصة مختلفة عن الثقافة السائدة في المجتمع.
إنا لنلحظ فيما تقدّم: أن الأم الواعية لها من الأهمية الكبيرة والفعّالة في بناء العقول بكل مستوياتها؛ فحري بنا أن نعمل على صناعتها منذ أن تولد حتى تتصدى لهذه المهمّة الموكلة إليها؛ ألا وهي التربية، وبناء الأجيال؛ فتسمو بعلم نتاجها ومعرفته فتكون (أمًّا واعية) داعمة، وصانعة للأمل، ومحفزة للأبناء على اجتياز عقبات الحياة، بل وتعليمهم أن يرصفوا أحجار هذه العقبات طريقًا للوصول بها إلى غاياتهم السّامية.

* كاتبة_العراق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود