مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

  محمّد بوحوش* الغجريّة الوارفة الظّلّ، توقظ اللّيل في منتصف اللّيل.. تنحني …

الغجريّة توقظ اللّيل

منذ 4 سنوات

274

0

 

محمّد بوحوش*

الغجريّة الوارفة الظّلّ، توقظ اللّيل في منتصف اللّيل.. تنحني.. تقف.. تندلع فيتكوّر النّهد سيفا يشقّ الأفق وينسدل الظّلام، نهارًا برّاقًا، يفيض على الكتفين. الخصر المطوّق بالدّجينز يلفّ الموج المتصاعد ويشهق حممًا. تستدير الغجرية إلى النّافذة/ الضّوء، وتطلّ كلوحة سرياليّة على أفق المعنى. تجلس لتقرأ “جيفة بودلير”، موسيقى “تشايكوفسكي” نداء يطوّق غرفتها، والحوض يلوّح بالرّغبة.
تمسك الغجريّة بالرّيشة/ الحلم بيد آثمة، يد كالزّبد السّكران، والرّيشة في وحم اللّيل ممسوسة بالغيب تنساب في مهبّ الخلق، تنزّ دمًا وألوانًا يشعشعها النّور المتدفّق من أعلى ينابيع الكون.
الغجريّة سارقة النّور مقبلة، مدبرة كأفواج خيل مطهّمة، ما الّذي سترسمه وهي توقظ اللّيل وتجهش بالغيم؟
سرير كمتحف فوضويّ، سرير مشتّت كالأرخبيل: شراشف، ملاءات، أقلام ملوّنة، أرائك، وحقائب، خزائن مشرّعة، عطور، سجائر، بقايا حبّ عابر، أطلال، قطعان غيم، ودنان ناشفة.
تنهض الغجريّة من خلقها، تحنو على مرسمها، تتأمّل اللّوحة: جسد صدئ وسرير بارد، دنان مكسورة، ودنان خاوية في منتصف اللّيل.

طرب

وأنا أقطّع الشّجرة…
أنحت الأغصان السّكرى،
وأكتـّم تلك الأنفاس…
اندلعت في وجهي الخضرة
واشتعل الرأس…
………………..

تلك المرأة/ الشّجرة،
كم تشتهي القطع،
وتطرب للفأس!

مديح التّاج

خيط نور نحيل
يحوم حول الصّدر،
ظلّ شفيف تحت التّاج
يرفرف كالبسمة.
والتّاج القنديل،
التّاج المتوهّج كالظّلمة في الظّلمة
مختوم بالخال الأسمر.
كفراش أنجذب
وأمدّ يدي لأمسك بالفجر
فينبسط الخال لي،
يتكوّر النّور
ويندلق على فمي المعنى.
أهوي بلساني
لألثم النّور الدّامع نشوة،
فينسكب الشّهد
من التّاج المنتصب
كرأس أفعى.

 

*شاعر من تونس

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود