323
092
0139
0398
0174
018
041
0132
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11822
04785
04756
04676
04416
17شموع الحميد*
تم افتتاح معرض “نحن أمة الحروف” بتاريخ ٢٩ مارس ٢٠٢٤ من الساعة التاسعة والنصف إلى الساعة الحادية عشر مساءً بمدينة جدة، تحديدًا في متحف الفن الإسلامي بجدة بارك، وعنوان المعرض مقتبس من فكرة ابن العربي عن فردية الحروف التي تمثل “أمة بين الأمم”، كما يهدف المعرض إلى الاحتفاء بالتنوع والوحدة والفردية ضمن ممارسة الفن العربي المعاصر.
وتضمن المعرض حلقة حوارية بعنوان “نحن نتكلم”، تديرها الأستاذة هدى أبي فارس مع لجنة من الفنانين ومناقشتهم لتوجهاتهم الفنية، وأسلوبهم الخاص والخوض في البعد الروحي للأبجدية العربية والهندسة الإسلامية.
ومن أبرز الفنانين المشاركين: مريم أبو طالب، هند الغامدي، لولوه الحمود، عبدالعزيز الرشيدي، ناصر السالم، لارا أسود، كريم فرح، فتحي محسن، بوران جنشي، نديم كوفي، جاسم معراج، حجي نور الدين، فاطمة يي ينغ.
فالخط العربي هو عنصر من الفن الإسلامي لتجسيده العمق بالقيم الجمالية والمبادئ الفلسفية للعالم الإسلامي، كما تمتد أهمية هذا الأمر إلى ما هو أبعد من مجرد كتابة؛ لأنه يعتبر شكلًا من أشكال التعبير الفني الذي يتناغم بين الجمال البصري والمعنى الروحي، ويرتكز نظام الخط على مبادئ هندسية دقيقة وتخلق هذه الهندسة إحساسًا بالانسجام والكمال، وهذا ما ينظر إليه على أنه انعكاس للنظام الإلهي، وكلما كانت العبارة جميلة؛ زاد ذلك من جمالية الشكل، كما أن المعنى يؤثر في الخطاط لتوصله لحالة خشوع وصلة مع الله عز وجل؛ بسبب معاني ما كتب، وغالبًا ما تعتبر ممارسة هذا الفن عملًا تأمليًّا وروحيًّا، ويتطلب ذلك الصبر والتركيز والشعور العميق، فتتحول العملية من كتابة إلى شكل من أشكال التفاني والانضباط الروحي، فالأستاذ الخطاط عثمان طه لم يكتب حرفًا في المصحف إلا وهو بوضوء كامل وترك الناس والقيل والقال، حتى يصل لأسمى مراحل الخشوع.
فالخط العربي لم يكن مجهودًا فرديًّا، بل جهد أجيال مخلصة تتابعت إلى أن وصل ما وصل له الآن بأبهى حلة، فالله اختصهم بهذه النعمة وجعلهم مكمنًا لهذا الفن وخدم وصول القرآن لنا دون تحريف، وذلك بفضل من الله ثم بفضل رعايته لهؤلاء الخطاطين، فيستمتع الفنان أو الخطاط بذلك وكأنه يتعبد لله عز وجل لكتابته القرآن والمواعظ.
كما تميزت اللوحات بالمعرض باختلاف شرائح وأمزجة وإبداع الخطاطين، إلا أنهم اعتنوا بمميزات الخط العربي، كفهم المعنى وحفظه لصورة الحرف وجماليته وقواعده ولمساتهم الحانية في كتابة الكلمات والجمل؛ ما أنتج شكلًا جماليًّا عظيمًا، إضافة للذة العظيمة التي يجدها الخطاط ويستشعرها المتأمل وتشعره بالتجلي بفضل المعاني، والفن الواسع الذي جمع المتعة الحقيقة.
وقد أثر الخط العربي وتأثر بثقافات مختلفة واتصل بممارسات فنية متنوعة؛ ما ساعده في تكوين نسيج غني للفن، كما استمر في إلهام الفنانين على مستوى العالم، حيث أكد على أنه بالماضي أو الحاضر قادر على الجاذبية الدائمة وقدرته على التكيف.
خلاصة ذلك؛ إن الخط العربي مظهر عميق للقيم الجمالية الإسلامية، وارتباط الشكل والمعنى والروحانية، فهو شكل فني فريد يستمر في الإلهام والتطور.
* خريجة قسم إعلام وكاتبة من السعودية
التعليقات