الأكثر مشاهدة

حسين عبروس* وقفت على تجربة طفولية، أنّ القراءة عند الصغار قبل مرحلة المدرسة، تبد …

كيف يبني الكاتب قصة لا تُنسى

منذ 6 أشهر

459

1


حسين عبروس*

وقفت على تجربة طفولية، أنّ القراءة عند الصغار قبل مرحلة المدرسة، تبدأ من محطة الملاحظة التي يبديها الطفل حين يتأمّل تلك الصوّر المرفقة بأيّ نصّ على قصة من القصص، وفي هذه المرحلة يحاول الطفل ابتكار قصة جديدة مصدرها الصورة، فيستنطق شخوص تلك الرّسومات ويقول على ألسنتهم ما لم يقله نص القصة، وما لم يفكّر فيه الكاتب من قبل.
لقد أدركت ذلك مع طفلتي الصغيرة “سيليا”، وهي تبدع في ذلك الحوار الذي تجلّى على لسانها، وهي تقول على لسان الفراشة والنحلة في قصة “معلمتي الفراشة” للكاتب الصديق الأديب رابح خدوسي، لقد أبدعت في حوارها الذي يتضمن معنى النظافة والمحافظة على البيئة، وهي في الرابعة من العمر، حوار لم يكتبه صاحب القصة، وتحاول جاهدة أن تحافظ على تفاصيل الحكاية بعدما أسمعتها إياها مرتين؛ لذا أقول: إنّ الطفل في سنّ ما قبل المدرسة يحتاج إلى عناية خاصة ومتابعة استثنائية؛ لكي يشعر بذلك الاعتزاز بالتفوّق، والقدرة على التعبير وإعادة صياغة النصّ المسموع، وبذلك يستطيع استرجاع المسموع وهو يتصفح تفاصيل القصة من خلال تلك الرّسوم المعبّرة التي تزيّن القصة.
إنّ مثل هذه التجارب تجعل الطفل محبًّا للكتاب، وهو يقبل عليه بشغف لا يقلّ أهميّة تلك اللّعبة التي تقع ليها عينيه، وتساهم هذه التجربة في إثراء قاموسه اللغوي قبل الالتحاق بالمدرسة، ولعلّ الكثير من الأولياء والمربين لا يعطون لهذه العمليّة أهمية كبرى في مجال التربية والتعليم، ومن الأساليب الأخرى عملية التسميع عبر الأجهزة، منها الهاتف والفيديو والوسائط السمعية البصرية؛ بشرط ألا يدمن الأطفال تلك الوسائط ويهملون فعل القراءة، واسترجاع المسموع ولذك لتأثير الصورة المتحرّكة على ذهنية الأطفال، ويختلف الأمر عند الطفل الذي يستمع مباشرة سرد القصة من أقرب الناس إليه وهو الأب أو الأم أو أحد أفراد الأسرة الذين يمتلكون الأسلوب الجيد في عملية السرد، أو الإلقاء كما الحال في النشيد والأغنية، ومن أجل تحقيق النتائج الجيدة في خطوة القراءة ما قبل المدرسة، يجب الاستفادة من مثل هذه التجربة.
– القراءة بصوت عال للقصص والكتب من أفضل الأشياء التي يقوم بها الوالدان لمساعدة الطفل على تعلّم السرد والتخيّل لتطوّر حركات الشخصية في نص القصة.
– سماع النغمات المختلفة التي يستخدمها والداهم لإظهار الصوت، بذلك يستطيعون أن يروا القصص والأشعار بحب والحماس في صوت والديهم أثناء سماعهم.
– تساعد القراءة بصوت عال الأطفال في تعلمهم المزيد عن اللغة المكتوبة والمفردات، وتطوير مهارات القراءة والكتابة المبكرة.

* كاتب وشاعر للأطفال _الجزائر

التعليقات

  1. شكرالكم أحبتنا في مجلة الفرقد على جميل التفاعل ولكل القراء والنشر..تقبلوا تحياتي الأديب/ حسين عبروس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود