محمد حسني عليوة*
لك البعث من غفوةِ المعنى
من صريرِ الجدارِ
فوق الربوةِ الخضراء
يصعد الليلُ/
يركض الطفلُ المشاغبُ
في خلواتِ المدينةِ المنسيةِ
ويسقطُ بالركبتين اتجاه الفِطنةْ
ليس السقوط ركوعًا
يشبه الصلاةَ في الظلِّ/ ممتدًا
أو يشبه المناوبةَ الطويلة
للعينين/ النافذتين
من قوّةِ انعكاسِ غانيةٍ
على زجاج الذاكرةِ
في قطار منتصف المنفى
*
حرّكي قدميك قليلًا
كُوني ثرثارةً بالأصابعِ فوق خشبِ الوجود
الناطقِ بالمحراثِ في بَوارِ عينيه
كما تتكلم الفوضى بحنكةِ الحربِ
عن وصمةِ نخبكِ الأولِ
وصمةِ أن تُولدين بلا رفيق
يأخذ بيدك من طستِ الولادةِ
حتى مجاهل العالمِ الأرضيّ اللعين
رافقيني في الرقصةِ التالية
ستختارين معزوفتكِ المُفضلة
سيكون هناك طفلٌ في رحمِ البيانو
يتدوْزنُ للتّو على يديكِ
هديتكِ هي حبلهِ السُرِّي من وترهِ السابع
**
زفيرك مدخنةُ قصائد
شهيقُك ملحمةُ قصائد
ضحكتكِ/ قصيدةْ
نظرتُكِ/ قصيدةْ
جِلستُكِ على البحرِ/قصيدةْ
مِشيتُكِ على الماءِ برأسكِ/ طعْمُ قصيدةْ
صيحتكِ من النافذةِ
على الفلاحين في ضِياعِ الشمس/
يُشكّ في أن تكون عربةَ موتى؛
تجر الأزقةَ والبيوت في شكلِ قصيدةْ
يُشكّ أن تثير الشوارع عن بِكرةِ المُدنِ النائمةِ؛
لتُحيي من الطميّ زلزالَ قصيدةْ
أنت تُعلّقين الرجالَ من أفواههم
حين تمرّين بثوب ألوهتك على العرايا،
وتنفخين في صممِ المرايا:
أنّات القصيدةِ، تلوَ القصيدةْ
أنت تشائين؛
فيُهرق الزيتُ…
وتحترز المشكاةُ بحصنِ القصيدةْ
أنت تسُرّين بالنظرِ إلى قمحيّةِ وجهكِ
تحُضّين على طعامِ الجياعِ
بملمسِ سُنبلةِ/النهارِ
ومذاقِ شهوتكِ/ القصيدةْ
شِئتِ من العدمِ
من عدمِ المساراتِ
من عدمِ المُسكراتِ في جِرار الحنظل
ولا شيء يُدرك أن يُقال
إذا شِئتِ
شئتِ أن يُبعث الناسُ
على مِلل الجهاتِ الستّ
أن يُحشرَ الطيرُ
مُصطحبًا خزّاناتِ وقود
حتى لا تُعطَّل الريحُ
من السيرِ على قدميها
وتنوء بما اقتلعته
من وديانٍ وهضاب…
* شاعر مصري
التعليقات